16 سبتمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

اتفاقية “كامب ديفيد” في خطر .. كيف ستتعامل القاهرة مع تل أبيب إذا هاجمت رفح بريًا ؟

اتفاقية “كامب ديفيد” في خطر .. كيف ستتعامل القاهرة مع تل أبيب إذا هاجمت رفح بريًا ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في أي لحظة قادمة؛ يبدو المشهد مرشحًا للتصعيد بين “مصر” و”إسرائيل”، في ظل العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي حاليًا في “رفح”، والتي أسّفرت خلال (24) ساعة فقط عن مقتل: (100) على الأقل وإصابة العشرات.

ويُصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، على شنّ عملية برية واسعة النطاق في “رفح”، ولا يُبالي بأكثر من مليون نازح توافدوا إلى المدينة الواقعة جنوب “قطاع غزة” هربًا من جحيم الحرب في الشمال والوسط، حيث يُشير إلى وجود: (04) كتائب تابعة لحركة (حماس) في “رفح”.

ومنذ اللحظة الأولى؛ ترفض “مصر” بشكلٍ قاطع أي عملية برية إسرائيلية في “رفح”، وحذّرت من عواقب هذا الهجوم، خاصة مع عدم وجود أي ملاذ آمن آخر للمدنيين الفلسطينيين للهروب سوى “شبه جزيرة سيناء”.

ورُغم ذلك؛ أكد وزير الخارجية المصري؛ “سامح شكري”، أمس الاثنين، التزام بلاده باتفاقية السلام مع “إسرائيل”، مشيرًا إلى أن “مصر” تبذل جهودًا حثيّثة من أجل الوصول إلى اتفاق هدنة في “غزة”.

وبحسّب مصادر لموقع (24) الإماراتي؛ تقوم القيادة المصرية بتحركات دبلوماسية مكثفة، من أجل منع التصعيد الإسرائيلي في جنوب “غزة”، حتى لا تدخل المنطقة في دوامة من الصراع الواسع، الذي يؤدي في النهاية إلى نتائج كارثية.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن بدء تحركات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي والأميركي بشأن الحفاظ على اتفاقية السلام (كامب ديفيد)؛ بين “القاهرة” و”تل أبيب”، وعدم الحاجة إلى تجميّد تلك الاتفاقية بسبب إخلال الطرف الأخير ببنودها.

وقالت المصادر؛ التي رفضت ذكر اسمها لـ (24)، إن هناك اتصالات مباشرة بين الجانب المصري والإسرائيلي والأميركي، من أجل ضمان البقاء على معاهدة السلام؛ (كامب ديفيد)، والاحتفاظ ببنودها دون الإخلال بها، من خلال القيام بعمليات عسكرية في مدينة “رفح” الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني إلى الحدود المصرية، وهو ما يتعارض مع بنود الاتفاقية التي تُقر بالحفاظ على الأمن القومي المصري.

كما أشارت المصادر إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار رسّمي بشأن اتفاقية السلام بين “مصر” و”إسرائيل”، ومازالت هناك مشاورات بشأنها، والبحث عن سُبل دبلوماسية هادئة للخروج من الموقف بأقل خسائر ممكنة.

مرحلة المحرقة..

من جانبه؛ قال سفير مصر السابق في تل أبيب؛ “عاطف سالم”، إن “إسرائيل” تتعامل مع الموقف بنوع من الانتقام، دون النظر لمخاطر هذا الأمر في المنطقة وعلى “إسرائيل” نفسها، موضحًا أن العملية العسكرية المرتقبة في مدينة “رفح”؛ جنوب “غزة”، سيكون لها تداعيات كارثية للغاية على مسّار اتفاقية السلام بين “مصر” و”إسرائيل”.

وأوضح “سالم”؛ لـ (24)، أن “إسرائيل” تُريد عزل “غزة” تمامًا، ثم تقوم بترحيل سكانها عن طريق البحر، أو عن طريق الحدود مع “مصر”، ما يؤدي إلى الإخلال باتفاقية السلام وبنودها وفق المادة الأولى منها، والتي تنص على سيّادة “مصر” على “سيناء”، ومنع أي محاولات للإضرار بالأمن القومي المصري.

كما أكد سفير “مصر” السابق في “إسرائيل”؛ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، في مرحلة أشبه بمرحلة المحرقة، ويسّعى لتصفية “القضية الفلسطينية”، من خلال الانتقام من (حماس) بعد أحداث 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

تنسّيق مشترك..

وأشار السفير “عاطف سالم”؛ إلى أنه لابد من التنسّيق مع “الولايات المتحدة” بشأن هذه الأزمة باعتبارها الراعي الرسّمي لاتفاقية (كامب ديفيد)، مؤكدًا أن كافة دول العالم ترفض تهجير الشعب الفلسطيني، باعتباره مخالفًا للشّرعية الدولية.

وتوقع السفير “عاطف سالم”؛ أن يتم تصعيّد الخطوات من قبل “مصر”، ليبدأ حوار دبلوماسي، وإذا فشل الأمر يتم التهديد رسّميًا بتجمّيد اتفاقية السلام، ثم اتخاذ إجراءات فعلية تتمثل في خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، ثم إغلاق السفارات في البلدين، وغيرها من الإجراءات.

“كامب ديفيد” في خطر !

وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ قالت أمس، إن “مصر” هددت بأنه إذا عبرت موجة من الفلسطينيين الحدود مع “غزة”، أو إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي “رفح”، فسيتم تعليق اتفاق السلام مع “إسرائيل”.

وحسّب الصحيفة؛ فإن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ “إسرائيل” بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان “غزة” على العبور إلى “سيناء” بمثابة انتهاك، من شأنه أن يُعلق فعليًا معاهدة السلام لعام 1979، وفقًا لدبلوماسي غربي كبير في “القاهرة”.

من جانبها؛ قالت وكالة الـ (آسوشيتد برس) الأميركية، في تقرير نشرته أمس الاثنين، إن اتفاقية (كامب ديفيد)، التي وقّعها الرئيس المصري الراحل؛ “أنور السادات”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق؛ “موشي ديان”، برعاية الرئيس الأميركي الأسبق؛ “جيمي كارتر”، منذ أكثر من: (40 عامًا) أصبحت على المحك، بعد أن كانت مصدرًا مهمًا للاستقرار في منطقة مضطربة.

وأشارت إلى أن السلام بين الدولتين ظل صامدًا طوال العقود الماضية، حتى مع الانتفاضات الفلسطينية والحرب بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية؛ وعلى رأسها (حماس)، ولكن مع إصرار “نتانياهو” على غزو “رفح”؛ فإن “القاهرة” تُهدد بتعليق العمل بالمعاهدة.

وقال “بيغ ألكسندر”؛ الرئيس التنفيذي لمركز (كارتر): “اتفاقية (كامب ديفيد) قام بها رجال شجعان، ولكن الوقت الحالي يفتقد وجود مثل هؤلاء الأشخاص الراغبين في السلام”.

يُهدد الحدود الجنوبية لـ”إسرائيل”..

وأشارت الـ (آسوشيتد برس) إلى أن سكان “رفح”؛ البالغ عددهم: (280) ألف شخص، تضخم بشدة، وأصبح عدد السكان هناك: (1.4) مليون نسّمة، ما يُنذر بسقوط مروّع للضحايا في حالة العملية البرية.

ورأت الوكالة الأميركية؛ أنه في حالة اتخاذ “مصر” لقرار تعليق العمل بالمعاهدة؛ فإن هذا سيُهدد الحدود الجنوبية لـ”إسرائيل”، وسوف يكون الجيش الإسرائيلي مشّتتًا بشدة إذا أُجبر على الانتشار جنوبًا.

وقالت إن “مصر” تُعّرض نفسها أيضًا لاحتمال فقد المساعدات العسكرية الأميركية التي تُقدّر بمليارات الدولارات، والتي تحصل عليها وفقًا لاتفاقية السلام مع “إسرائيل”.

وختمت بتصريح لـ”بيغ ألكسندر”؛ من مركز (كارتر)، حذّر فيه من مغبة إقحام “مصر” في الصراع بقوله: “سيكون ذلك أمرًا كارثيًا على المنطقة بأكملها”.

تضّر مصالح الجميع..

ويوضح قيادي حزبي وأكاديمي من “إسرائيل”؛ لموقع (سكاي نيوز عربية) الإماراتي، كيف تقرأ “إسرائيل” التحركات المصرية على الحدود، خاصة بعد تلويح “القاهرة” بأن أي محاولة لدفع الفلسطينيين لعبورها إلى “مصر” سيُقابل بتعليق اتفاقية السلام الموقّعة بين البلدين عام 1979، وبيان “وزارة الخارجية” المصرية بأن مخاطر هجوم “رفح” وتهجير الفلسطينيين: “ستضر مصالح الجميع من دون استثناء”.

وسبق أن نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ عن دبلوماسي غربي كبير في “القاهرة”، قوله إن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ “إسرائيل” بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان “غزة” على العبور إلى “سيناء” بمثابة انتهاك من شأنه أن يُعلق فعليًا اتفاقية السلام.

ولم يتوقف رد “القاهرة” عند ذلك فقط؛ بل أرسلت نحو: (40) دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق “سيناء”؛ في الأسبوعين الماضيين، حسّبما نقلته وكالة (رويترز)، عن مسؤولين أمنييّن مصريين لم تذكر اسمهما.

إرباك “إسرائيل” سياسيًا وعسكريًا..

القيادي في (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)؛ (حزب إسرائيلي غالبيته من عرب 1948؛ ويُمثله: 05 نواب في الكنيست)؛ “سهيل دياب”، يقول إن “مصر” قدمت دعمًا كبيرًا لـ”القضية الفلسطينية”؛ منذ بداية الحرب، برفض مخطط تهجير سكان “غزة”، وهو الهدف الرئيس من الحرب المستمرة على القطاع منذ تشرين أول/أكتوبر الماضي، حسّب رأيه.

كما: “لعبت القاهرة دورًا محوريًا في مباحثات الوسّاطة بين الجانبين، وحاليًا تسّتضيف المفاوضات التي تهدف إلى تبادل الأسرى ووضع حدٍ للحرب”، كما يقول “دياب”.

وفي تقديره؛ فإن الموقف المصري من الحرب: “تسبب في إرباك إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، وفي الأسبوع الأخير انصب الاهتمام الإسرائيلي على معرفة رد الفعل المصري بخصوص اقتحام رفح ومحور (فيلادلفيا)، لكن جواب القاهرة لم يتأخر كثيرًا من خلال التلويح بتعليق معاهدة (كامب ديفيد) حال إقدام إسرائيل على خرق البروتوكولات الأمنية والعسكرية الخاصة بهذه المعاهدة التي مهدت للسلام بين البلدين، وكذلك قامت بحشّد قوات للجيش المصري”.

ويأتي التهديد المصري بتعليق معاهدة السلام، التي تُمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي بالمنطقة منذ ما يقرب من نصف قرن، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الجمعة، أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لشّن هجوم على “رفح” لتدمير: (04) كتائب لحركة (حماس) موجودة بالمدينة.

صدام مسّتبعد..

ويُقلل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في “القدس”؛ عضو اللجنة المركزية لحزب (العمل) الإسرائيلي؛ “مئير مصري”، من احتمال حدوث صدام سياسي حاد بين “مصر” و”إسرائيل” بشأن هجوم “رفح”.

ويبّني توقعاته بهذا الشأن على أن القوات التي حشّدها الجيش المصري على الحدود لم تتحرك إلا بعد التنسّيق مع “إسرائيل”؛ (وفقًا لمعاهدة السلام)، مشيرًا في نفس الوقت إلى تفهمه: “خشية مصر أن تخرج الأمور عن السّيطرة، وأن يقتحم مئات الآلاف من الفلسطينيين الحدود إلى سيناء”.

وحول العملية التي تُخطط لها “إسرائيل” في “رفح”، يقول الأكاديمي الإسرائيلي إن هناك خطة محكمة لدى الجيش لإخلاء مدينة “رفح” فور اقتحامها، سوف يتم الإعلان عنها في آخر لحظة، مؤكدًا الحرص على إبعاد المدنيين عن مناطق القتال حتى تنتهي العملية.

ويتابع: “أكرر هنا أنه لم يكن لإسرائيل؛ في أي وقتٍ من الأوقات، مشروع لتهجير الغزاويين، لا قسّرًا ولا طوعًا. الهدف الوحيد كان ولا يزال حماية سكان القطاع بقدر المسّتطاع من القصف وإبعادهم بشكلٍ مؤقت عن معاقل (حماس)”.

تحذير من عواقب وخيمة..

والأحد الماضي؛ شدّدت “مصر” في بيان أصدرته “وزارة الخارجية”، على رفضها الكامل لتصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن شّن عملية عسكرية على “رفح”، محذرة من العواقب الوخيمة لذلك.

وطالب البيان بتكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف “رفح” الفلسطينية، التي باتت تأوي ما يقرب من: (1.4) مليون فلسطيني نزحوا إليها، لكونها آخر المناطق الآمنة بالقطاع.

وبشأن مصير هؤلاء النازحين؛ اعتبر البيان أن استهداف “رفح” بعملية عسكرية، بجانب عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، هو: “إسّهام فعلي في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته”.

وفي تحذير آخر؛ قالت “القاهرة” إن اتخاذ إجراءات تُزيد من تعقيد الموقف، ستتسبّب في: “الإضرار بمصالح الجميع دون استثناء”.

رصد إعلامي..

احتلت ردود الفعل المصرية إزاء الهجوم الإسرائيلي المخطط له على “رفح”؛ مساحة واسّعة من الإعلام الإسرائيلي، ومن بين ما سّلط عليه الضوء:

قالت صحيفة (معاريف)؛ إن الجيش المصري وضع نقاط تمركز قرب معبر (رفح)، للاستعداد لاحتمال دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة “رفح”، وبالتالي منع تدفق سكان “قطاع غزة” إلى “سيناء”.

ذكر موقع (جي. دي. إن) الإخباري الإسرائيلي؛ أن المصريين يسّتعدون لدخول الجيش الإسرائيلي إلى “رفح”، وقد وضعوا طوافات ونقاطًا عسكرية ووحدات تمركز على طول المعبر.

كذلك، ركزت صحيفة (يديعوت أحرنوت) على أنه يدور خلاف جديد بين “نتانياهو” والجيش بشأن مسّار حرب “غزة”، وهذه المرة سببه رغبة الجيش في عدم اجتياح مدينة “رفح” الفلسطينية حاليًا، تجنبًا للصدام مع “مصر”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة