تشهد الساحة السياسية العراقية تطورات متسارعة تنبئ بتحالفات واتفاقات غير محسوبة لهاثا وراء تشكيل الحكومة الجديدة وترشيح رئيسها المنتظر المختلف عليه بقوة والذي يشكل العقبة الرئيسية امام اعلانها حيث ابدى نوابا سنة ينتمون لائتلافي النجيفي والمطلك استعدادهم للتعاون مع من يرشحه التحالف الشيعي حتى وان كان المالكي الذي دعا خلال اجتماع مع الحكيم الليلة الماضية الى حكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد قال النائب سليم الجبوري القيادي في ائتلاف “متحدون للاصلاح بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي أمس ان “تحالف القوى الوطنية” الذي اتفق على تشكيله هذا الاسبوع بين ائتلافي متحدون وائتلاف العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وكتل وشخصيات اخرى ينتظر من التحالف الوطني (الشيعي) تسمية مرشحه لرئاسة الوزراء حتى وان كان المالكي ليبدأ تحركه في ضوء ذلك مع باقي الكتل. واشار الى ان الاتحاد عابر للطائفية وضد الارهاب والميليشيات ويسعى لتحقيق مطالب الشعب العراقي وخاصة .
وقال الجبوري أن التحالف الشيعي هو المعني باختيار رئيس الحكومة المقبلة سواء كان المالكي أم غيره مايعني امكانية قبول تولي هذا الاخير رئاسة الحكومة الجديدة الامر الذي يرفضه النجيفي بقوة وبشكل يوضح ان تصريحات الجبوري هذه مخالفة لموقف النجيفي وتؤكد حدوث تصدع في التحالف الوليد .
واشار الجبوري الى ان “اتحاد القوى الوطنية” الذي يضم نوابا في البرلمان الجديد عن كتل “متحدون” و”ديالى هويتنا” و”الوفاء للأنبار” و”ابناء العراق” الى الانفتاح على جميع القوى السياسية خلال مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة موضحا ان قوى الاتحاد تنتظر مرشح التحالف الشيعي الذي يفترض أن يمثل الكتلة الأكبر في مجلس النواب.
واضاف ان مكونات اتحاد القوى الوطنية أعدت ورقة عمل ستنفتح من خلالها على جميع القوى السياسية وهي تستهدف تحقيق المطالب المشروعة للمحافظات السنية الست.
ومن جانبها اكدت النائبة عن ائتلاف متحدون للإصلاح سهاد العبيدي الخلاف مع النجيفي موضحة انه ليس عضواً في اتحاد القوى الوطنية لرفضه منح رئيس الوزراء نوري المالكي ولاية ثالثة مشيرة إلى أن الاتحاد ليس لديه اعتراض على أي شخصية يختارها التحالف الشيعي لرئاسة الوزراء سواء كان المالكي ام غيره.
وجاء المؤتمر الصحافي هذا لنواب يبدو انهم خرجوا عن ائتلافي النجيفي والمطلك ويشكلون تكتلا يضم بين 40 و50 نائبا سنيا اجرى بعضهم مفاوضات مع رئيس الوزراء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الفائز في الانتخابات النيابية الاخيرة نوري المالكي حول تشكيل كتلة برلمانية كبيرة موضحة دعمها لولاية ثالثة له في منصبه.
ومن الواضح ان هذا الامر يأتي انساجاما مع ماتشهده الساحة العراقية من تصدعات وانشقاقات لائتلافات السياسية حيث ظهرت الثلاثاء الماضي بوادر تصدع داخل الائتلاف الشيعي العراقي ندما انتقد قادة داخله انفراد ائتلاف المالكي بطرح مشروع سياسي منفرد بعيدا عن التحالف لتشكيل الحكومة الامر الذي دفع زعيمه الجعفري الى الوحدة .
وعقب اجتماع لقادة الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم قوى سياسية داخل التحالف الشيعي
فد اعلن الائتلاف معارضته لارسال ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي برنامج عمل منفرد الى القوى السياسية يحمل رؤيته لمرحلة مابعد الانتخابات التي جرت في 30 من الشهر الماضي وترشيحه لزعيمه المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة .
المالكي يدعو لحكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية
وعلى صعيد آخر فقد اكد المالكي خلال مؤتمر صحافي مع الحكيم الليلة الماضية على ضرورة تشكيل حكومة منسجمة قادرة على تجاوز ما اسماها عقد المرحلة الماضية على المستوى التنفيذي والتشريعي.
وشدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم بمكتبه في بغداد على أهمية التفاهم داخل التحالف الوطني الشيعي والتفاهم مع باقي المكونات من اجل الانطلاق بالعراق موضحا أن “المرحلة السابقة افتقرت للاستقرار السياسي الذي انعكس سلبا على الأمن والخدمات .
ومن جهته شدد الحكيم على أهمية تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة فاعلة مؤكدا أهمية الانفتاح على القوى الوطنية التي حازت على ثقة الناخب العراقي . وقال أن “ائتلاف المواطن بزعامته يعمل جاهدا على تشكيل الفريق المنسجم المتسلح بالرؤية الواضحة لتقديم الخدمة للوطن والمواطن .
وتأتي زيارة المالكي للحكيم بعد يوم من رفض هذا الاخير دعوة رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ألاغلبية السياسية وقال انها ستكون ضعيفة وهزيلة وتنهار في أي لحظة داعيا الكتل السياسية الى اجتماع للاتفاق على الفريق المنسجم والبرنامج الواضح لإدارة البلاد. واضاف ان شعار الاغلبية السياسية البسيطة قد يكون جيدا من الناحية الانتخابية لكنه ليس عمليا ولاتوجد له فرصة للنجاح.
وقال الحكيم ان على من يتبنى الاغلبية السياسية البسيطة ان يدرك ان هذا الشعار قد يكون جيدا من الناحية الانتخابية لكنه ليس عمليا ولا فرصة لنجاحه “ولذلك ادعو الى عدم اضاعة الوقت والعمل على الحلول الواقعية وتجنب الاخرى التي ستاخذ وقتا طويلا ولا تصل الى نتيجة فالاغلبية البسيطة لا تشكل حكومة العراق المقبلة وان تشكلت تحت اي ظرف فانها ستكون ضعيفة وهزيلة وقد تنهار في اي لحظة .
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد اعلنت في التاسع عشر من الشهر الحالي عن فوز ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بالمرتبة الأولى بحصوله على 95 مقعدا يليه ائتلاف الاحرار الصدري بالمرتبة الثانية بحصوله على 34 مقعدافيما حل ائتلاف المواطن للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم ثالثا بحصوله على 31 مقعدا وجاء ائتلاف متحدون برئاسة النجيفي بالمرتبة الرابعة بحصوله على 23 مقعدا وائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي خامسا بحصوله على 21 مقعدا.