خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
كان المتوقع في واحدة من جولات المباحثات الإيرانية مع مجموعة الـ (1+5) على مستوى الوزراء، الوصول إلى اتفاق نهائي. وحمل “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي؛ معه زجاجة “شامبانيا” إلى محل الاجتماع الذي انتهى سريعًا بسبب الخلافات. ورغم فشل المباحثات طلب “لافروف” فتح زجاجة “الشامبانيا”؛ لكنه “وندي شيرمان”، المفاوض الأميركي؛ حذره قائلًا: “جواد؛ مازال بالغرفة”.
ورغم أن “لافروف”؛ لم يكن على استعداد لإلتقاط صورة تذكارية بمشاركة، “محمد جواد ظريف”، ووزراء خارجية الدول أعضاء “الاتفاق النووي”، وغادر “فيينا” لإجراء مقابلات أخرى، لكن “روسيا” كانت سعيدة برفع العقوبات الدولية عن “الجمهورية الإيرانية”.
وعلّق “سيرغي ريباكوف”، مساعد وزير الخارجية الروسية؛ على المفاوضات النووية مع الإيرانيين، قائلًا: “بعد إلغاء العقوبات سوف تسلم روسيا منظومة (S-300) إلى إيران”.
وكانت “روسيا” تأمل، بعد رفع العقوبات؛ في تكثيف نشاطاتها النووية في “إيران”. وأثناء المفاوضات؛ خاطب “ظريف” الأطراف الروسية والصينية؛ بالقول: “بعد رفع العقوبات سوف نتخذ قرارًا بتوسيع التعاون مع الدول الآسيوية مثل: روسيا والصين، ولا نريد قصر علاقاتنا على الأطراف الأوربية فقط”. بحسب “فرامرز داور”؛ في موقع (إيران واير) المعارض.
علاقات تاريخية..
وفي العقد الأول من عمر “الجمهورية الإيرانية” احتلت “روسيا” مكان “ألمانيا” في إطلاق البرنامج النووي الإيراني عبر اتفاقية كانت سرية في البداية، والعمل على استكمال مشروع محطة (بوشهر) النووية بميزانية مضاعفة.
وبعد الإعلان عن الاتفاقية؛ بعد أن توقفت “الصين”، تحت ضغوط إدارة، “بيل كلينتون” الأميركية؛ عن المساعدة في البرنامج النووي الإيراني. وقبل ذلك كانت “الصين” قد منحت “إيران”، بشكل سري، المادة الأساسية في التخصيب؛ وهي: “الكعكة الصفراء”، وقد كان من المقرر بناء منشأة خاصة بإنتاج هذه المادة في مدينة “أصفهان”.
وفي العام 1994م؛ منح “رضا أمر اللهي”، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عمّال شركة “روس أتم”؛ فرصة مناسبة بعد إنهيار “الاتحاد السوفياتي” وقبيل تفجير مفاعل (تشيرنوبل).
وتؤكد بعض التقارير استخدام 03 آلاف متخصص روسي في منشأة (بوشهر) لقاء مبالغ تترواح بين: 03 – 20 ألف دولار وفق اتفاقية (روس أتم) مع “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية”. واستمرت الأنشطة الروسية في “إيران” بعد التوقيع على اتفاقية طويلة الأمد بين البلدين، أثناء زيارة الرئيس الإيراني، “محمد خاتمي”، إلى “موسكو”.
في “ساحل الروس”..
وتواجد الروس على السواحل الإيرانية في منطقة “بوشهر” لاستكمال مشروع المحطة النووية، ساهم في سيطرة الروس بشكل كامل على هذه المنطقة؛ حتى عُرفت بعد ذلك على خرائط (غوغل) باسم: “ساحل الروس”.
ونقل موقع (مشرق نيوز) الإخباري، المحسوب على الأجهزة الأمنية، على لسان نائب برلماني من محافظة “بوشهر”؛ قوله: “تحصل العاملات الروسيات في منشأة (بوشهر) على أجر مضاعف نظير إرتداء الحجاب”.
كذلك؛ أكد “غلامرضا آقازاده”، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية؛ في حكومة الرئيس، “أحمدي نجاد”، أنه كان بمقدور “إيران” شراء عدد من المحطات النووية الحديثة من “أوروبا” بالمبالغ المالية التي دفعتها إلى الدولة الروسية.
وكانت “روسيا” قد وقعت مع حكومة، “محمد خاتمي”، اتفاقية بشأن تأمين الوقود النووي المستخدم في منشأة (بوشهر)، وحاليًا يبدو أن الجانب الروسي يسعى إلى احتكار تأمين الوقود؛ ولذلك يُعارض تخصيب (اليورانيوم) في “إيران”.
يُذكر أن “روسيا” لم تُعارض الضغوط الدولية على “إيران” قبل التوقيع على “الاتفاق النووي”، ولم تُشارك في المفاوضات النووية الإيرانية مع الدول الأوروبية، وإحالة الملف النووي الإيراني إلى “مجلس الأمن”؛ منح “روسيا” إمكانية استعراض قوتها في هذا الملف باعتبارها عضو دائم في “مجلس الأمن”.
ورغم مساعيها إلى تلطيف مقدمة قرار العقوبات الصادر عن “مجلس الأمن”، لكنها وقعت بالإيجاب على القرار بعد تحقق رغباتها في نص القرار وأعلنت دعمها العقوبات الدولية على “إيران”.
وكان الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، قد التقى، قبيل إحالة الملف النووي الإيراني إلى “مجلس الأمن”، “حسن روحاني”؛ كبير المفاوضيين النوويين، آنذاك، في “موسكو”، وأخبره أن “سوريا” سوف تدعم “إيران”، لكنها لن تقف ضد “الولايات المتحدة”.
وفي مذكراته المنشورة باسم: (الدبلوماسية النووية)؛ نقل “روحاني”، عن الرئيس الروسي؛ قوله: “بالنهاية نحن نجلس في سفينتكم”.