خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
وقّع “اتحاد الكرة الإيراني” بتاريخ 03 حزيران/يونيو 2023م، اتفاقًا مع (منظمة باسيج الرياضة) ومحافظة “القدس الرضوي”، اتفاقية تنص على تكليف اللاعبين والمدربين والحكام في “اتحاد الكرة”، على التعاون الإيديولوجي تدريجيًا مع (الباسيج) ومحافظة “القدس”.
وقد حصل موقع (إيران واير) على نص هذه الاتفاقية، وثبّت أن “اتحاد الكرة” لن يتحول فقط خلال السنوات المقبلة إلى قاعدة للدعاية المذهبية، بل سيتحول إلى مكان لعوائد محافظة “القدس الرضوي”.
وهذه الاتفاقية “السياسية-الاقتصادية-الرياضية”، مزيلة بتوقيع “مهدي تاج”؛ رئيس اتحاد الكرة الإيراني، والعقيد “محرم نشاطي”؛ رئيس منظمة (الباسيج) الرياضي، و”علي رضا تاج فيروز”؛ أمين التربية البدنية بمحافظة “القدس الرضوي”.
لاعبوا المنتخب الوطني.. سفراء محافظة “القدس الرضوي”..
ويتضح من الوثيقة؛ التي حصل عليها (إيران واير)، توقّيع مؤسسة (الكرامة) كمندوب عن محافظة “القدس الرضوي”، على اتفاقية التعاون مع “اتحاد الكرة” و(الباسيج) الرياضي.
وتُعرف هذه المؤسسة بأسماء كثيرة مثل: (كرامة الإمام الرضا) و(الكرامة الرضوية) أو (مؤسسة الكرامة)؛ وهي من أهم المؤسسات المحسّوبة على محافظة “القدس الرضوي”، والتي تأسست عام 2016م، بهدف القضاء على مشكلات الزواج والمعيشة.
ومنذ العام 2019م، وحتى الآن، تدعي المؤسسة توطين رجال الدين في المدن والأرياف، وانشغالهم بالعمل في المجالات الثقافية، التربوية، الزواج، والعمل والعلاج. لكن بالحقيقة مؤسسة (الكرامة)؛ هي من المؤسسات التي أنشأها؛ “إبراهيم رئيسي”، حين كان يشغل منصب “سادن العتبة الرضوية”، بهدف توسّيع نطاق أنشطة (الحرس الثوري) الاقتصادية.
وحينها؛ عُرفت مؤسسة (الكرامة) باعتبارها حلقة اتصال “رئيسي” و(الحرس الثوري). ويمكن التعرف على سبب أهمية اتفاق “اتحاد الكرة” مع محافظة “القدس الرضوي” و(الباسيج) الرياضي، من البند (08) من المادة (02) بالصفحة الأولى من صفحات الاتفاقية الأربعة؛ وفيها: “منذ الآن وصاعدًا يتعين على لاعبي المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم، التعاون في المجالات الثقافية باعتبارهم؛ (سفراء الرياضة الرضوية)”.
كذلك يؤكد البند الخامس من المادة الثانية أن على “اتحاد الكرة” العمل تحت إشراف (الباسيج) الرياضي، ومحافظة “القدس الرضوي”، على: “تربية الرياضيين بالفريق الوطني بما يتناغم والنظام الإسلامي” على المستوى الوطني.
وعليه؛ فلن يكون فقط على لاعبي فريق “كرة القدم الإيراني” الاجتهاد وفق متطلبات النظام أكثر من ذي قبل، وإنما سوف يقع الاختيار على لاعبي المنتخب الوطني مستقبلًا عبر مصفاة هاتان المؤسستان الحكومية والعسكرية.
كل العوائد وقف لمحافظة “القدس الرضوي”..
“اتحاد كرة القدم” على مستوى العالم، من المؤسسات المؤثرة في إنتاج المزيد من العوائد العامة للدولة. وقد كان من المتوقع، منذ دخول “اتحاد الكرة الإيراني” في مباحثات مع منظمتين حكومتين مثل: (الباسيج) الرياضي ومحافظة “القدس الرضوي”، انتفاع الاتحاد والأندية الإيرانية من الناحية المالية.
لكن مفاد الاتفاقية يُثبّت أن الكرة الإيرانية لن تُحقق أي مكاسب مالية. وفي الصفحة الثانية من الاتفاقية، ينُص البند السادس من المادة السادسة على: “انطلاقًا من أن جميع الأموال المتعلقة بمحافظة القدس وقف، فإن أي استفادة من الإمكانيات، والأموال في كل مجالات التعاون يستدعي مراعاة موضوع الوقف”. بعبارة أبسط؛ فإنه حال الاستفادة من إمكانيات “القدس الرضوي”، أو في حال تحقيق عوائد من التعاون الثلاثي، فستكون كل العوائد من نصيب محافظة “القدس الرضوي”.
ويتولى “أحمد مروي”؛ سدانة “القدس الرضوي”؛ منذ العام 2019م، لكن يحصل بعض رجال الدين الأكثر نفوذًا أمثال؛ “أحمد علم الهدى”، مندوب المرشد الإيراني في “خراسان الرضوية”، على حصة من هذه المحافظة، وأبرز وأحدث مثال على ذلك تخصيص أكثر من: 1000 هكتار من وقف مشهد باسم: “جوهرشاد” لصالح “علم الهدى”.
ولا تخضع هذه المنظمة إلى أي رقابة، ولذلك تظل الكثير من الأسئلة حول التأثير السياسي والغموض المالي للمنظمة بلا إجابات.
ويتعين على اتحاد الكرة بموجب البنود من الأول إلى السابع من المادة السادسة، تقديم تقرير ربع سنوي عن الخطط والأداء المالي، والالتزام بالتعهدات المالية التي نص عليها (الباسيج) الرياضي ومحافظة “القدس الرضوي” في الاتفاقية، والامتناع عن اتخاذ أي قرارات تتعلق بتعاون جديد دون إخطار الطرفين الحكومي والعسكري، والأغرب والمثير للتأمل هو عدم تحمل (الباسيج) الرياضي ومحافظة “القدس الرضوي” أي مسؤولية مالية.
اللاعبون في خدمة محافظة “القدس الرضوي”..
يمكن التعرف على أبرز دوافع رغبة “اتحاد الكرة” في التماهي مع سياسات وإيديولوجيات النظام في الصفحة الثالثة من الاتفاقية؛ حيث يتعيّن على “اتحاد الكرة” بموجب البند الخامس التعاون في نشر الأبعاد الثقافية لمحافظة “القدس الرضوي” في القرى والبلديات عبر الاستفادة من اللاعبين والمدربين.
كما يتعيّن على الاتحاد بموجب البندين السابع والثامن، التعاون في مجال التعريف بالعناصر التي تحظى بقبول هاتان المؤسستان سواءً في مجال كرة القدم أو تقدير اللاعبين الرياضيين.
كذلك ينص الجزء الخاص: بـ”الواجبات” على تواجد رجال الدين باعتبارهم: “مدرسون ودعاة رياضيون وثقافيون” في مبنى “اتحاد كرة القدم”، ومعسكرات كرة القدم، والمعسكرات الوطنية.
وبذلك يتحول “اتحاد الكرة”؛ برئاسة “مهدي تاج”، العضو السابق في مخابرات (الحرس الثوري) بـ”أصفهان”، إلى منبر للترويج والدعاية لإيديولوجيات النظام. كما سيّسعى إلى مليء كيس “القدس الرضوي” بالنقود، وإجبار الرياضيين على العمل لـ (الباسيج).