“إيران واير” يكشف .. أطفال عاملون ناشؤون .. أبناء الطبقة الوسطى في “إيران” سابقًا !

“إيران واير” يكشف .. أطفال عاملون ناشؤون .. أبناء الطبقة الوسطى في “إيران” سابقًا !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

وجوه الأطفال العاملون في “إيران” مثيرة للدهشة والأسف، فقد تسبب انتشار الفقر بـ”الجمهورية الإيرانية” والأزمات الاقتصادية المتوالية في ظهور طبقة جديدة من الأطفال العاملون كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة ببعض المدن الإيرانية؛ بحسب تقرير؛ “أنيس أميني”، المنشور على موقع (إيران واير).

ووفق المشاهدات؛ فقد برزت ظاهرة عمالة أطفال الطبقة المتوسطة؛ في “طهران”، خلال الأشهر الأخيرة. وقد ظهر الأطفال يرتدون رابطة عنق وبأيديهم (تابلت) يقفون للبيع مع أولياء أمورهم بدلًا من الحضور في المدرسة والفصول الدراسية والترفيهية.

وبنظرة إلى صور عمالة الأطفال يمكنك أن ترى بائعين قصّار القامة يرتدون ملابس رثة يقفون في الشارع أو الأماكن العامة، لكن مؤخرًا يقف الأطفال بملابس مهندمة إلى جوار آباءهم لتقديم الخدمات، وهو ما يعكس تبلور أزمة اجتماعية جديدة في “إيران”.

أزمة دفعت أطفال الطبقة الوسطى إلى مجال العمل، ومساعدة آباءهم وأمهاتهم في مراكز البيع وسّلاسل المحلات. والأطفال صغار السّن الذين يُسّاعدون الكبار في المحلات، وربما لا تكون قاماتهم طويلة بالقدر الذي يجعله يبلغ الرف الذي تُريد منه شيئًا، قد يُمثلون للبعض منظر طريف، لكن للأسف هؤلاء الأطفال هم من العمالة.

ورغم إخفاء أعدادهم في احصائيات الأطفال العاملون، لكنهم في الظاهر لا يُشّبهون؛ (بالنسّبة للمواطن)، التعريف النمطي والشامل للأطفال العاملون، لكن وجه المدينة الجديد ذلك يعكس انتشار الفقر على الأقل في العاصمة. وتوحي الإحصائيات الجديدة بارتفاع معدل التضخم، والفقر، والبطالة فضلًا عن عمالة الأطفال. ولذلك يمكنك أن ترى وجوه جديدة بين الأطفال العاملين الشاحبين، أطفال الطبقة المتوسطة التي تهوي بسرعة شديدة في دائرة الفقر.

عمال صغار بملابس مكواة !

طفلة في الرابعة من عمرها تقريبًا تتنقل بين أرف المحل وتبيع القهوة والنسكافيه؛ بينما تمسّك بيديها (تابلت) وترتدي قميص وردي.

وكل عميل يراها يسّعد برؤيتها ويبتسّم لها. تدخل سيدة تسأل البائعة عن سعر علبة القهوة؛ لكنها مذهولة تتلقي الجواب بشكلٍ مفصل واحترافي من طفلة صغيرة. والمعروف أن الأم تتخذ من الطفلة مساعدة.

وفي السوق تكرر مشاهد رؤية الأطفال من البنات والأولاد على السواء يعملون إلى جانب أولياء أمورهم. ففي محل الألبان يقف طفل يبلغ من العمر تسعة أعوام، يرتدي حذاء بلاستيكي أسود في قدميه، وقد رفع أكمام القميص منشّغل بتنظيف محل جده.

يذهب باتجاه ثلاجة الآيس كريم ويقدم للمشتري قطعتين. ولا تظهر على وجه الطفل ملامح نشاط الطفولة، وكأنه ركب سفينة الزمن وقُذف في المستقبل وتقدم السّن.

ورغم أنه لا يبدو من منظر هؤلاء الأطفال الرضا، أو دخولهم مجال العمل عن رغبة واختيار، ولكن يسّعى الآباء في ظل غموض المستقبل إلى تعليم أبناءهم في الصغر أساسيات العمل، لكن يجب على أولياء الأمور والأطفال وكذلك المجتمع دفع تكلفة باهظة نتيجة تجاهل خروج الأطفال من مرحلة النمو قبل الأوان.

فالطفل الذي ينبغي أن يطوي مراحل نموه بشكلٍ طبيعي، مشغول بالعمل وتحقيق عائد مادي. والآباء الذين يعتبرون دخول أبناءهم للجامعة في هذا المجتمع بمثابة هدر للوقت والمال، الآباء الذين يعتقدون في ضرورة عمل الجميع خشية السّقوط في الدائرة الاقتصادية، يتعاملون مع أبناءهم كما في العهود السابقة تمامًا باعتبارهم قوى عاملة في الأرض الزراعية أو الرعي.

تقارير شبه حكومية..

وكانت وكالة أنباء (إيرنا)؛ التابعة للحكومة، قد نشرت بتاريخ حزيران/يونيو 2022م، تقريرًا عن ارتفاع أعداد الأطفال العاملون بالشوارع الإيرانية، جاء فيه: “وفق بعض الإحصائيات والتقارير الميدانية، فإن نسّبة: (15 – 20%) من الأطفال العاملون من المشّردين الذين لا عائل لهم”.

وأضاف التقرير: “أحد المخاطر التي تتهدد الأطفال العاملون؛ لا سيما الفتيات، الاعتداء وممارسة الدعارة. وتّشير الإحصائيات إلى تراجع سّن العمل بالدعارة إلى (16 عامًا)”.

والحقيقة أن دخول وجوه جديدة للأطفال العاملون في “إيران”؛ هو ظاهرة حديثة تنمو بشكلٍ يومي. ومما لا شك فيه أن ساعات العمل الطويلة، وأعباء العمل، وحمل ونقل الأشياء بما يفوق قوة جسد هؤلاء الأطفال، سيؤدي إلى عواقب نفسية وبدينة مؤلمة تُهدد مستقبل هؤلاء الأطفال. والفشل الدراسي أو ترك التعليم من العواقب الأخرى لتلك الظاهرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة