خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
كان الرئيس الإيراني الراحل؛ “إبراهيم رئيسي”، قد زار “كُردستان” عام 2022م، والتقى أسرة العنصر الأمني الذي راح ضحية احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية)؛ ووصف ما حدث بالوحشي.
ووصف بلا تعجب الاحتجاجات: بـ”أعمال الشغب”؛ وسلوك المتظاهرين: بـ”الداعشي”. وأكد: “الأمن خط أحمر بالنسبة للجمهورية الإيرانية، ولابد من تقديم كل من تورط خلال المظاهرات في جريمة قتل وتسبب في الألم للمواطنين وعناصر الأمن المكلفة بالمحافظة على الأمن إلى العدالة”. بحسّب تقرير “ثمانة قدرخان”؛ المنشور على موقع (إيران واير).
والآن وبعد مقتل “رئيسي” في حادث غير متوقع، لابد من إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
لن نسُّامح من يصّوتون !
في فترة “إبراهيم رئيسي” الرئاسية، تعرضت الأسر الفقيرة إلى ضغوط شديدة. ويُعلق أحد أعضاء هذه الأسر على مقتل رئيس الجمهورية، بقوله: “لم أرض مطلقًا عن موت أحدهم، لكن آمل أن يُعاني كل من ظلموا أبناءنا نفس المصّير. لن أسامح مطلقًا هؤلاء الأفراد، وآمل أن يصُّيبهم الظلم الذي ارتكبوه”.
وأضاف مخاطبًا من يدعون للتصّويت في الانتخابات: “أشعر بالأسف لكل من سيقومون بالتصّويت في الانتخابات. لن أسامح من يذهبون للأداء بأصواتهم. أشعر بالأسّى على أولئك الذين تعرضّوا للظلم ومع هذا يغلقون أعينهم. ولن تنصلح حال إيران طالما يسُّيطر نظام الجمهورية الإسلامية على السلطة”.
وكان “نيجيرفان معروفي”؛ أحد المتظاهرين الذين خسّروا أعينهم في احتجاجات العام 2022م، قد اُضطر إلى مغادرة “إيران” نتيجة تزايد وتيرة التهديدات الأمنية.
يقول تعليقًا على المشاركة في الانتخابات: “أنا مصُّاب في عيني، وأطلب من المواطنين عدم المشاركة في الانتخابات، وألا يمنحوا السلطة إلى ديكتاتور آخر”.
وحاليًا يبلغ “نيجيرفان” من العمر عشرين عامًا، وحين كان في الثامنة عشر، شارك في تجمع لتشّييع جثمان “مهسا أميني”؛ على مقربة من مقر قيادة (سقز)، وأُصيب بالعمى بعد استهداف قوات الأمن عينيه بالخرطوش، كذلك تأثرت يديه برصاصات الخرطوش.
يُضيف: “من سيصّوتون لذلك الديكتاتور، وقعوا على استصدار قرارات إعدام آخرين… وفاة (رئيسي) كانت مدعاة للفرح بالنسبة لنا؛ لا سيما أهل كُردستان، لأننا تخلصنا على الأقل من ديكتاتور عديم الرحمة، يصُّدر بسّهولة قرارات إعدام أبناءنا وأحبابنا”.
ذريعة للضغط على المطالبين بالعدالة..
كثفت قوات الأمن من الضغوط على بعض الأسر ومنعهم من الحديث عن مقاطعة الانتخابات على مدار الأيام الماضية.
يقول “ميلاد محمدي”؛ شقيق “شهريار محمدي”، أحد ضحايا احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية) في “بوكان”: “رُغم أن حقوق الإنسان كانت أولوية بالنسبة لنا، لكن خبر وفاة (رئيسي) كانت مفرحة جدًا بالنسبة لنا، لأن خبر وفاة شخص مجرم تسبب بأوامره في مقتل الكثير من الأبرياء، يدعو للفرح؛ حيث خسر المجرمون واحدًا”.
وأضاف: “قبيل أيام تجمع عدد من أفراد إحدى الأسر الباحثة عن العدالة في بيت أحدهم لإحياء ذكرى ميلاد (عرفان خزائي)؛ الذي لقي حتفة في مظاهرات العام 2022م، ثم تجمعوا في اليوم التالي عند قبر الفقيد وسّعوا إلى إحياء ذكرى هذه الجريمة. وتطرقوا للحديث عن مقتل الشباب، والاعتداء على النساء والفتيات، وحثّوا المجتمعين على مقاطعة الانتخابات”.
واستطرد: “الأسر المطالبة بالعدالة تتعرض للكثير من الضغوط، لكن تطلب إلى الشعب مقاطعة الانتخابات مهما كان الثمن. والحقيقة أن كل هذه الأسر تعارض الانتخابات، ويقولون: لا فرق بين جميع المرشحين”.
يُذكر أن مجموعة من أفراد هذه الأسر كانوا قد تواجدوا أمام بعض لجان التصّويت بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحملوا صور قتلاهم في محاولة لتذكير المواطنيين بضحايا انتفاضة (المرأة، الحياة، الحرية) وحثهم على مقاطعة الانتخابات.