28 مارس، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

إيران .. فرار 3 آلاف فتاة من البيت خلال ستة أشهر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تطرق “حسین اسدبیگي”، رئيس قسم الطوارئ الاجتماعية بهيئة الرعاية الاجتماعية الإيرانية، في مؤتمر صحافي، إلى إحصائيات إستقبال الفتيات الهاربات من المنزل للعام الفارسي الماضي، وقال: “مقارنة إحصائيات العام الماضي مع إحصائيات النصف الأول من العام الفارسي الجاري؛ تعكس زيادة كبيرة ومطردة في أعداد الفتيات الهاربات من المنزل، حيث بلغ عددهن خلال الأشهر الست الماضية ثلاثة آلاف فتاة”.

وكان مساعد رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية، “حبيب الله مسعودي فريد”، قد أعلن أن المراكز التابعة للمنظمة أستقبلت ألف فتاة هاربة من بيوت أهاليهن بمختلف المحافظات بسبب تعرضهن للأذى والعنف، خلال العام الإيراني السابق، (المنتهي في 21 آذار/مارس 2017).

إنحراف اجتماعي داخل المجتمع الإيراني..

وصف الكثير من المفكرين، في تصريحات لصحيفة (آرمان امروز) الإيرانية المحسوبة على التيار الإصلاحي؛ الظاهرة بالإنحراف الاجتماعي بالنظر إلى الأوضاع الثقافية والاجتماعية الإيرانية. ومتى تحولت هذه الظاهرة الاجتماعية إلى إنحراف فإنها لا تتناغم بل وتتعارض مع توقعات المجتمع أو على الأقل بعض الفئات الاجتماعية.

والهاربات هن من الفتيات يعمدن إلى ترك المنزل والإنفصال عن مركز العائلة، وربما على غير رغبة نتيجة الضغوط الناجمة عن الأوضاع المعيشية الصعبة، والإنتقال عموماً للإقامة في مدينة أخرى دون إمتلاك الملاذ المناسب أو المنزل الدائم. وهذه المجموعة من الفتيات يفضلن الإقامة بالشارع والتحرر من الأقارب، لا سيما أفراد الأسرة لأسباب كالفقر والعنف والقيود غير المنطقية، وسوء المعاملة، ويقدمن في الغالب على الإنخراط في أعمال تتعارض والمعايير الاجتماعية، في محاولة لتدبير مال الإعاشة، وكذلك إنعدام الملاذ والملجأ.

وكثيراً ما تراجع الكثير من الأسر الأجهزة القضائية والشرطية والتبليغ عن خطف بناتهن، ويطلبون إلى الأجهزة الشرطية العثور على فتياتهن المختفيات. والكثير من الآباء يدعي تعرض بناتهم إلى حادثة أو الخطف من جانب البلطجية. لكن تحقيقات الشرطة تكشف أن الكثير من الفتيات، ممن بدأت ملفاتهن باسم “مفقودات”، قد هربن من البيت بمحض إردتهن. وتعيش أولئك الفتيات حياة بائسة بعيداً عن أعين الآباء والأمهات، ولا يفضلن العودة إلى البيت بعد تقطيع كل الأواصر الأسرية.

وقد أكدت دراسة حول الأوضاع الأسرية للفتيات الهاربات، نُشرت في العام 2013، على تعرض هؤلاء الفتيات للمعاملة السيئة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن عدم الإهتمام والأحترام وسوء المعاملة وغير ذلك من الإساءات، والقيود والحرمان الشديد، وبرودة العلاقات الأسرية، والتمييز بين الفتيات والأولاد، والإضطراب الأسري، من جملة أسباب فرار الفتيات من البيوت. وتلجأ الفتيات إلى الهرب من البيت والأسرة لأي سبب بحثاً عن الشعور بالأمن في المجتمع، لكن المجتمع في الحقيقة لا يوفر لهن الأجواء للعيش في أمن وراحة أو حتى الفرصة للعودة إلى محيط أسري مناسب. وفي الحقيقة لا يجب على المسؤولين الإقتصار على إعادتهن إلى أحضان الأسرة، وإنما عليهم معالجة أسباب هروبهن، حتى لا تتكرر تلك المأساة.

مظاعفة عدد سيارات الطوارئ ومراكز الإيواء..

أضاف “حسین اسدبیگي”، بحسب صحيفة (آرمان امروز): “من خلال ما سبق، زدات هيئة الرعاية الاجتماعية عدد السيارات ومراكز الإيواء على مستوى الدولة”. وعلق على تلقي الهيئة الكثير من الاتصالات بشأن الأضرار الاجتماعية، قائلاً: “معظم الأضرار الاجتماعية سببها زيادة أعداد الهاربات من المنزل، وقد تلقت الهيئة العام الفارسي المنصرم، حوالي 5038 اتصال، وهي عبارة عن 1118 حالة عن طريق مركز التدخل في الأزمات، و1014 عن طريق الخدمات السيارة، و2579 عن طريق الاتصال على الرقم 123، فضلاً عن 259 حالة عن طريق مراكز الخدمات الاجتماعية”.

وأضاف: “لدينا حالياً أربع مراكز فقط في طهران لإستقبال هؤلاء الفتيات. ولا تتجاوز مدة إستقبال هؤلاء الفتيات الثلاثة أسابيع، وخلال هذه الفترة يتم تأهيل الفتيات نفسياً لإعادتهن إلى أسرهن مرة آخرى، وإلا يتم الفصل في الموضوع عن طريق الأجهزة القضائية”.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن سن الفتيات الهاربات يبدأ من 13 عاماً إلى ما فوق، وأن 10% منهن يعشن مع الأب فقط، بينما يعيش 17% منهن مع أمهاتهن فقط. وتقول التقديرات إن عدد الفتيات الهاربات اللاتي يعشن مع زوجات أبائهن، يشكلون 3 أضعاف عدد الفتيات اللاتي يعيشن مع أزواج أمهاتهن، كما أن 90% من الهاربات لم يعانين من أمراض وصحتهن جيدة، بينما 10% منهن يعانين من فقر الدم وسوء الهضم. وذكرت منظمات إيرانية أن 86% من الفتيات الهاربات يتمتعن بحالة عقلية عادية، فيما تتمتع 1% منهن بذكاء حاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب