19 أبريل، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

“إيران” .. تُكشر عن أنيابها في مواجهة الضغط الأميركي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – آية حسين علي :

يتساءل البعض هل تصريحات “إيران” ومواقفها عنترية أم عن فهم وإدراك لطبيعة النزاع الذي تدخله مع “الولايات المتحدة” ؟.. الدولة التي ترى نفسها القوة الأولى في العالم، ما يجعل من حقها فرض قوانينها على الآخرين، حتى لو كانت “روسيا” و”الصين”، أصدقاء “طهران”.

وبالنظر إلى الأحداث، التي تابعها العالم خلال الأيام الأخيرة، نرى أن “إيران” تُكشر عن أنيابها في مواجهة التصعيد الأميركي في ظل إدارة الرئيس الجمهوري، “دونالد ترامب”، وذلك باستخدام مخالبها المتوغلة في عدة بلدان بمنطقة الشرق الأوسط، لتعلن أن أي تحرك ضد مصالحها لن يقابل بإستكانة أو استسلام؛ إذ يبدو أن الصراع للإيرانيين مسألة حياة أو موت، وبندية تدار المعركة، تتحرك “الولايات المتحدة” وتتحرك “إيران” بوتيرة متصاعدة، ما يعود – بحسب خبراء – إلى دراسة ووعي بطبيعة النزاع الدائر منذ عقود بين الجانبين.

عادت طبول الحرب تُدق من جديد بعدما لاحت في الأفق فرصة لإحلال السلام في منطقة الخليج والشرق الأوسط، عقب التوقيع على “الاتفاقية النووية”، في 2015، بعد أعوام من مفاوضات مستميتة بين “إيران” والدول الخمسة دائمة العضوية في “مجلس الأمن”، التابع لـ”الأمم المتحدة”، (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين)، إلى جانب “ألمانيا”.

ظهرت الأزمة الأخيرة فعليًا بعد تعويل بعض دول المنطقة – عرب وغير عرب – على فوز “الجمهوريين” في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لعام 2016، بهدف إلغاء الاتفاقية – المبرمة في عهد الرئيس الديمقراطي السابق، “باراك أوباما” – وإعادة فرض الحصار الاقتصادي على “الجمهورية الإسلامية”.

وبالفعل تم إقناع “ترامب” بالانسحاب من الاتفاقية، وفشلت نفس الأطراف الشرق أوسطية في إقناع “بريطانيا” و”فرنسا” و”ألمانيا” بالانسحاب من المعاهدة التاريخية، بينما تدعم “روسيا” و”الصين”، “إيران”، بشكل رئيس مقابل المعسكر الغربي.

في عالم السياسة، يبحث الجميع عن المصالح، وليس بالضرورة التمسك بالمباديء، وهو سبب رفض “بريطانيا” و”فرنسا” و”ألمانيا” و”روسيا” و”الصين” الانسحاب من الاتفاقية.

على الجانب الآخر؛ رأت إدارة “ترامب” أن الحزمة المالية التي ستعود عليها من وراء الانسحاب المعلن، في 8 آيار/مايو 2018، أكبر بكثير من الإلتزام بالمعاهدات المبرمة من جانب سابقتها في “البيت الأبيض”.

بدء تعارض المصالح..

إزدادت حدة التوتر بشكل كبير في الخليج بعد بدء تعارض المصالح على الأرض، وليس نظريًا، بعدما أعلنت “واشنطن”، في نيسان/أبريل الماضي، وقف العمل بنظام الإعفاءت الممنوحة لثماني دول كانت تشتري “النفط” من “إيران”.

وبدءًا من، 2 آيار/مايو 2019، بدأ تطبيق القرار الذي يمنع “الصين” و”الهند” و”تركيا” و”اليابان” و”كوريا الجنوبية” و”تايوان” و”إيطاليا” و”اليونان” من شراء “النفط الإيراني”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد طلبت، في 22 نيسان/أبريل الماضي، الدول التي تشتري “النفط الإيراني”، بالتوقف عن استيراده بحلول الأول من آيار/مايو 2019؛ وإلا فستواجه احتمال فرض عقوبات عليها.

الرد الإيراني..

أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستواصل تصدير نفطها رغم “العقوبات الأميركية”، وهددت بأنها في حال مُنعت من تصدير نفطها عبر “مضيق هرمز” فستمنع جميع الدول من التصدير عبر “مضيق هرمز” البحري.

وفي هذا السياق؛ أكد قائد البحرية في الجيش الإيراني، الأميرال “حسين خانزادي”، بأن القوات المسلحة الإيرانية في “مضيق هرمز” مستعدة للتعامل مع أي أوضاع مستجدة.

واعتبر “خانزادي” أن الوجود الأميركي، في المنطقة، استعراضي ويهدف لإبتزاز الدول الخليجية، بحسب تعبيره.

الخليج ساحة معركة..

بات الخليج ساحة معركة، قد تؤثر على الجميع، وليس فقط دول المنطقة بل سيتعدى إلى المستفيدين من “النفط الخليجي” في “أميركا الشمالية”، (الولايات المتحدة وكندا)، و”أوروبا” أو في شرق آسيا، (الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند وتايوان، إلخ).

أحداث الفُجيرة..

وقعت أعمال تخريب في أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات؛ بينها ناقلتا “نفط” سعوديتين بالقرب من المياه الإقليمية لدولة “الإمارات” أمام سواحل إمارة “الفُجيرة”، ما اتهمت “إيران” بالوقوف وراءه رغم نفيها ذلك وإستنكاره.

كانت الأحداث، بغض النظر عن مرتكبها، رسالة بأن أمن الخليج على المحك وتصدير “النفط” من هذه المنطقة ربما يتضرر في حال ارتفاع وتيرة المواجهة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”.

المخاوف الأميركية في العراق..

تجلت المخاوف الأميركية أكثر في المنطقة؛ بعدما أمرت “الولايات المتحدة” موظفي حكومتها غير الأساسيين بمغادرة “العراق”، الأربعاء، وذلك بعد أن أبدت مخاوفها مرارًا إزاء تهديدات من قوى تدعمها “إيران”.

الحشد العسكري في الخليج..

يتجلى الحشد العسكري في الخليج بعدما أرسلت “واشنطن” حاملة الطائرات (إبراهام لينكولن) ومجموعتها القتالية، وقاذفات قنابل إلى المنطقة، كما أرسلت سفينة متخصصة في دعم الهجمات، وصواريخ (باترويت) ردًا على ما وصفته باستعدادات إيرانية للهجوم ضدها.

يرى باحثون أن أي مغامرة عسكرية لن تجعل مهمة الأسطول الأميركي رحلة صيد سهلة بل كابوس، ربما يطيح بآمال “ترامب” في ولاية أميركية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في 2020، مثلما حدث مع الرئيس الأسبق، “غيمي كارتر”، جراء أزمة رهائن السفارة الأميركية بـ”طهران”، في الفترة ما بين 4 تشرين ثان/نوفمبر 1979 حتى 20 كانون ثان/يناير 1981.

إمدادات النفط السعودية عبر البحر الأحمر..

تتهم “إيران” أيضًا بأنها وراء دفع “الحوثيين”، في “اليمن”، إلى ضرب محطتي ضخ “نفط” سعوديتين، تعملان على نقل “النفط” من شرق “السعودية” إلى سواحلها الغربية، حيث البحر الأحمر.

يُعد الهجوم، الذي وقع بطائرات من دون طيار في وقت سابق الثلاثاء، قُرب “الرياض”، ذا بُعد إستراتيجي دقيق، مفاده لن ينعم أحد بـ”نفط” المنطقة؛ لا من “مضيق هرمز” ولا من “البحر الأحمر”.

ترامب” يبدي رغبة في التفاوض..

عبر الرئيس الأميركي عن رغبته بأن يتصل قادة “إيران” به لحل الأزمة، التي تزداد اشتعالًا، وتركت إدارته رقم هاتف مع السويسريين كي يتصل الإيرانيون عليه في حال أرادوا التفاوض.

وفي مؤتمره الصحافي الأخير في “البيت الأبيض”، ظهر “ترامب”، الخميس، في موقع المستعد لجني ثمار انسحابه من الملف النووي الإيراني وعقوباته القصوى على “طهران”، وقال: “ما ينبغي لهم، (الإيرانيين)، فعله هو أن يتصلوا بي ونجلس. بوسعنا التوصل إلى اتفاق… اتفاق عادل. كل ما نريده منهم ألا يمتلكوا أسلحة نووية. وهذا ليس بالطلب الكبير. وسنساعدهم في العودة إلى وضع أفضل”.

وقال: “يجب أن يتصلوا. إذا فعلوا ذلك فسنكون منفتحين على الحديث معهم”. وجدد، على غير عادته، إبداء استعداده لـ”مساعدة” طهران وإزالة العقوبات، وقال: “أريدهم أن يكونوا أقوياء ورائعين، وأن يكون اقتصادهم رائعًا… يمكننا التوصل إلى اتفاق عادل”.

الرفض الإيراني..

ذكر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، للرئيس الأميركي، بأن أحدًا لن يتصل به من “طهران” مهما حاول تمرير رقم هاتفه أو فرض عقوباته.

وأعرب “حشمت الله فلاحت بيشة”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، عن إعتقاده بأن “أميركا” لن تدخل في حرب مع “إيران” تدرك بأنها ستخرج منها خاسرة.

وأكد، لوكالة أنباء (فارس) الرسمية، أن: “لا أحد في إيران سيتصل هاتفيًا بترامب مهما حاول”.

قلق يساور العالم..

تترقب الأسواق العالمية لـ”النفط”، بقلق بالغ، تصاعد حدة التوتر في الخليج بسبب احتمالية تضرر إمدادات “النفط” العالمية من هذه المنطقة الغنية بالذهب الأسود، وهو أهم العوامل التي ستؤثر على إدارة الجميع للمعركة الجيوسياسية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب