خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
الانتخابات باعتبارها أحد أركان بروز وظهور الإرادة الشعبية؛ والتي لطالما حظيت باهتمام كبير في المجتمعات المختلفة، ويعكس الإقبال الشعبي المرتفع على صناديق الاقتراع مقدار القبول المجتمعي بأداء المسؤولين في المجالات المختلفة، وبالتالي تتشكل حكومة ومجالس أقوى؛ بحسب ما يستهل “حميد شجاعي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
ونظرة على الآليات الانتخابية السابقة وأعني انتخابات البرلمان الحادي عشر ورئاسة الجمهورية الثالثة عشر تؤكد حقيقة استياء المجتمع من بعض القضايا القائمة؛ ولذلك تبنى قطاع عريض من المجتمع موقف غير مبالٍ إزاء هاتان السلطتان.
هذا بينما نحن بصّدد إجراء الانتخابات البرلمانية الثانية عشر وبعدها بنحو تسعة أشهر سيخوض المجتمع تجربة انتخابية أخرى. لكن ووفق قراءات بعض الخبراء والمحللين؛ وانطلاقًا من عدم حدوث أي تغيير ملموس بغرض تحسّين الأوضاع المعيشية للمواطن، لا يتعاطى المجتمع بشكلٍ إيجابي مع مقولة الانتخابات. في حين تسّعى التيارات السياسية لتحفيز الجماهير بكل الطرق للمشاركة في المشهد.
يقول “محمد علي أبطحي”؛ الناشط السياسي الإصلاحي: “لا يمتلك الإصلاحيين والأصوليين القدرة على تحفيز الجماهير للإقبال على صناديق الاقتراع، ووحده التغيير الرئيس والمختلف من جانب صانع القرار فيما يخص مسألة الانتخابات؛ هو ما قد يدفع المواطن للمشاركة. ولذلك علينا أن ننتظر مسّار الأمور خلال الأشهر المقبلة”.
الموقف الشعبي..
أداء التيارات السياسية فيما يخص الانتخابات، وموقف الجماهير من هذه التيارات قضية تؤثر بشكلٍ كبير على المشهد الانتخابي، وأي تيار يستطيع كسّب المواطن سوف يحظى بفرصة أكبر للفوز.
والسؤال: ما هي نظرة المجتمع للتيارات السياسية ؟.. وما هي مكانة الإصلاحيين والأصوليين بين المواطنين؛ بحيث يكون بمقدور هذه التيارات تحفيز الجماهير على المشاركة في الانتخابات ؟..
وللإجابة أجرت صحيفة (آرمان ملي) تقريرًا ميدانيًا لاستقصاء موقف الفئات الشعبية المختلفة في هذه المسألة.
يقول “محمد جواد”؛ الطبيب الذي يتعامل مع عموم الناس: “في رأيي التيارات السياسية لم تُعد تمتلك نفس مكانتها الاجتماعية السابقة. فلقد خسّر الإصلاحيون بعد الدورات الماضية؛ استثماراتهم الاجتماعية، وكذلك موقف الأصوليون الذين لم يقوموا بإجراء أي تعديل على موقفهم ليس جيدًا بالنظر إلى أداء الحكومة الحالية. لكن سيشارك في الانتخابات تلك الفئة التي تصّوت بالعادة، وستفعل بالتأكيد لصالح الأصوليين”.
بدوره؛ يقول “رضا”، الناشط الإعلامي: “أعتقد أن موضوع تحفيز المواطن من جانب التيارات السياسية مسألة نسّبية، ولا يمكن القول إن بمقدور الإصلاحيين أو الأصوليين جلب المواطنين إلى صناديق الاقتراع للتصّويت من عدمه؛ إذ ترتبط هذه المسألة ببعض الأحداث والمتغيرات مثل هل ستتوفر فرصة المنافسة بين التيارات السياسية ؟.. أو هل يبلغ الوضع الاقتصادي للمجتمع حد الرضا للمشاركة في الانتخابات ؟.. مؤكد في حال المشاركة لا يمكن توقع أن تكون هذه المشاركة كبيرة إذا أصبح قطاع من المجتمع مقتنع للأسف بفكرة أن المشاركة لن تغيير الأوضاع”.
وتُعلق “شيدا”؛ المعلمة على هذه القضية بالقول: “كانت الانتخابات البرلمانية تجري منذ سنوات، ورأينا كيف لم تستطع النجاح في إنجاز الأعمال. والمثقفون ينظرون للمجالس البرلمانية نظرة صدقة، فالمعلم فقط هو من يشعر بأعباء المعلم. لم تُعد التيارات السياسية تحظى بمكانة شعبية؛ بحيث تستطيع تحفز الجماهير على المشاركة في الانتخابات”.
وتوضح “سارا” الطالبة: “أن الشعب يأمل باستمرار في تحسّن الأوضاع وتغييرها للمشاركة في الانتخابات، لكن يبدو مع الأخذ في الاعتبار إلى الأوضاع الشعبية الراهنة، وأداء الحكومة أن المشاركة لن تُغير شيء، كما لم تُعد تحظى التيارات السياسية بنفس مكانتها السابقة بين الجماهير بحيث تستطيع التأثير على الناس”.
ويقول “أمير” طالب أيضًا: “الانتخابات مسألة قومية وتتطلب المشاركة، لكن ما هي مكانة التيارات السياسية بين الناس؛ بحيث تستطيع تحفيزهم للإقبال على صناديق الاقتراع. الموضوع منوط بنظرة الشعب للتيارات السياسية، وهذه النظرة في رأيي غير إيجابية”.
على التيارات السياسية أن تستخدم نبرة فاخرة..
تعليقًا على نظرة الشعب للتيارات السياسية؛ يقول “أمیررضا واعظي آشتیانی”؛ الناشط السياسي الأصولي: “كنت قد طرحت هذه القضية قبل فترة، وكيف تجاوز الشعب التيارين الأصولي والإصلاحي، وما يبعث الأمل من منظور المواطن هو أداء المسؤولين. ولا ننسّى أن هذه التيارات للأسف تسّتفيد في بعض الأحيان من خطاب لا يتناسب والفضاء السياسي للبلاد، بل كانت تستخدم في بعض المواقف نوع من الخطاب تحول نوعًا ما إلى مناقض للثقافة المجتمعية. ولو تُريد التيارات السياسية التأثير على نسّب المشاركة الشعبية، فإن عليها استعمال خطاب فاخر”.