خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
دخول العُملات المشفرة في التجارة الرسمية الإيرانية، هكذا أعلن “صالح آبادي”؛ رئيس البنك المركزي، حيث أتاح للعاملين بالحقل الاقتصادي إمكانية استخراج العُملات المشفرة والاستفادة منها في استيراد السلع.
يأتي هذا الإعلان بينما مايزال القانون يحظر عمليات البيع والشراء والاستثمار في العُملات المشفرة، باستثناء استخدام هذه العُملات في الاستيراد، ومن المُقرر وفق الوعود الحكومية بدء تداول “الريال الديجتيال”؛ منتصف أيلول/سبتمبر المقبل، كبديل عن العُملات الورقية.
ويصف الخبراء خطوة الاستفادة من العُملات المشفرة في الاستيراد: بـ”الإيجابية”؛ لأنها تُحفز الاقتصاديين على التسجيل للحصول على ترخيص (ماينر)، والتي من المتوقع أن تكون واحدة من كبرى شركات التعدين في “إيران”، وبالتالي سيكون بمقدور الاقتصاديين الإلتفاف على العقوبات الاقتصادية؛ بحسب تقرير لصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
من أنفاق تحت الأرض إلى قرار حكومي !
مرت العُملات الديجيتال بمراحل معقدة، قبل أن تعمل الحكومة على إخراج عمليات تعدين العُملات المشفرة وتكنولوجيا “البلوك تشين” من الأنفاق، وأصدار قرار يسمح بتعدين العُملات المشفرة بغرض توفير العُملة للاستيراد، وإمكانية التعامل بهذه العُملات وفق قرار “البنك المركزي”، كما تقرر حتى يتثنى للعاملين في مجال تعدين العُملات المشفرة احتلال الصدارة، عرض العُملات بشكل مباشر عبر قنوات “البنك المركزي” المعروفة.
كذلك يتحدد سقف تعدين العُملات المشفرة للجهاز الواحد وفق معدل الطاقة المستخدم؛ وبحسب لائحة “وزارة الطاقة”، مع إخطار “البنك المركزي” بشكلٍ دوري.
وكان “البنك المركزي” قد شكل بالتعاون مع “وزارة الصناعة والتعدين والتجارة” لجنة مشتركة؛ الشتاء الماضي، لمناقشة القضايا المتعلقة بآليات الاستفادة من العُملات المشفرة في التجارة الخارجية، وصدّق على المقدمات التنفيذية للتطبيق.
وبحسب “علیرضا پیمان پاک”؛ رئيس منظمة التنمية التجارية، فقد بدأت قبل أيام عمليات تسجيل استيراد بواسطة العُملات المشفرة، وقال: “شهد هذا الأسبوع أول طلب رسمي للاستيراد بواسطة العُملات المشفرة بقيمة: 10 مليون دولار. ومن المُقرر حتى منتصف أيلول/سبتمبر المقبل، الاستفادة من العُملات المشفرة والاتفاقيات الذكية على نطاق واسع في التجارة الخارجية”.
تحفيز النشطاء لتقنين أنشطة العُملات المشفرة..
للتعليق؛ يقول “آلبرت بغزيان”، الخبير الاقتصادي: “قانون العُملات المشفرة الجديد يبدو متناقض بعض الشيء، فلا يمكن الاستفادة من هذه العُملات في المبادلات، لكن لا مشكلة في تعدين هذه العُملات للاستيراد الخارجي، وهو ما يضع نسبيًا قيود على نوع عمل النشطاء الاقتصاديين، لأنه أولًا عليهم إثبات مقدار العُملات، والبقاء ثانيًا خارج سوق العُملات”.
مضيفًا: “وقد حث البنك المركزي النشطاء الاقتصاديين على التسجيل والحصول على ترخيص حتى يمكن معرفة حجم العُملات المشفرة الموجودة والاستفادة من هذه العُملات في استيراد السلع، في حين لم يوضح ماهية الشخص الذي يُريد بيع أو شراء العُملات المشفرة، لكن بشكلٍ عام منح ترخيص البيع والشراء لكل من يتقدم بطلب الحصول على ترخيص تعدين”.
من هو المؤهل ؟
في المقابل؛ قال “آبادي”؛ رئيس البنك المركزي: “يمكن التسجيل للاستفادة من العُملات المشفرة وفق مذكرة تفاهم البنك المركزي ووزارة الصناعة والتعدين والتجارة؛ نهاية العام الماضي، والتي تتيح لمن قام بعملية تعدين وفق التراخيص القانونية الاستفادة من العُملات المشفرة في الاستيراد. كذلك صدقت الحكومة في العام 2020م على لائحة داخلية تنص على أن بمقدور الأفراد الحصول على ترخيص قانوني للعمل في مجال تعدين العُملات المشفرة، لاستخدامها في الاستيراد”.
موضحًا: “وقد اتفق البنك المركزي مع وزارة الصناعة والتعدين والتجارة على آلية التنفيذ، وقد بلغت هذه المناقشات حاليًا المرحلة التنفيذية”.
ورغم انتشار أول خبر عن تسجيل طلب رسمي للاستيراد بواسطة العُملات المشفرة، إلا أنه لا توجد أي تفاصيل أخرى.
مع هذا؛ وبحسب المسؤولين فقد اتضح أن هذه العملية بلغت المرحلة التنفيذية، لكن من غير المُقرر الإعلان عن تفاصيل هذا الموضوع وسيظل سري بالحقيقة. لكن الهدف من نشر الخبر هو إخطار النشطاء الاقتصاديين بالطريق التي عليهم أن يسلكونها.
تعريفات أساسية..
“البلوك تشين”؛ هو حساب رقمي مشترك لا يمكن أن يتغير بمجرد تسجيل عملية تجارية، على أن تحتفظ كل أطراف العملية بالإضافة إلى عدد كبير من الأطراف الأخرى بنسخة عن هذا الحساب.
بعبارة أخرى؛ يستحيل عمليًا تعديل أي نسخة من الحساب بغرض تزييف العملية عالميًا. أما العُملات المشفرة والمعروفة باسم: (البتكوين)، فهي أول عُملة رقمية مفتوحة المصدر، أصدرها مجموعة من المبرمجين المستقلين غير المعروفين عام 2008م.
