16 نوفمبر، 2024 1:06 م
Search
Close this search box.

إيران .. تسعى لإعادة استقرار لبنان وتتبع نفس السيناريو في العراق !

إيران .. تسعى لإعادة استقرار لبنان وتتبع نفس السيناريو في العراق !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

قام الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، بتكليف الدكتور “حسان دياب”، مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المعلوم أن “دياب” يحظى بتأييد كل من تنظيم “حزب الله” و”حركة أمل” الشيعية.

ويتخوف البعض من أنه حتى لو تشكلت حكومة “دياب” فإن المجتمع الدولي قد لا يقدم المساعدات المالية المطلوبة لتلك الحكومة؛ نظرًا لأنها مدعومة من تنظيم مُصنف ضمن قائمة الإرهاب. ولهذا السبب لن يهدأ الشارع اللبناني وسيواصل الحراك.

اختيار اضطراري..

في السياق ذاته؛ يرى المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، أن الانتفاضة اللبنانية التي اندلعت في الـ 17 من تشرين أول/أكتوبر الماضي، لن تتوقف، بل ستستمر رغم المساعي المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة، “حسان دياب”.

وكان كل من تنظيم “حزب الله” و”حركة أمل” و”التيار الوطني الحر”، (التابع للرئيس ميشال عون)، قد أرادوا من رئيس الوزراء السابق، “سعد الحريري”، تشكيل الحكومة الجديدة، نظرًا لكونه شخصية مقبولة دوليًا، إلا أنه رفض ذلك، ومن هنا كان اختيار “دياب” لهذا المنصب اضطراريًا.

“دياب” سيخدم مصالح إيران وحزب الله !

أشار “بن مناحم”؛ إلى أن “دياب” فشل في الحصول على دعم كبير من نواب البرلمان، ولا سيما النواب السُنة. فقد أمتنع 44 نائبًا عن دعم أي مرشح لتشكيل الحكومة، فيما يُعد ذلك مؤشرًا إلى أن الأزمة السياسية في “لبنان” قد تستمر لفترة طويلة.

كما أوضح “بن مناحم”؛ أن تكليف “دياب” بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة لم يوقف المظاهرات في الشارع اللبناني. فبعد هدوء نسبي اندلعت المظاهرات من جديد خلال الأيام الأخيرة، اعتراضًا على تعيين “دياب”.

ويزعم المتظاهرون – المنتمون إلى كتلة (المستقبل) بقيادة، “سعد الحريري”، وكتلة حزب (القوات اللبنانية) بقيادة، “سمير جعجع” – أن “دياب”، رغم كونه مسلمًا سُنيًا، إلا أنه سيخدم مصالح “حزب الله” والنظام الإيرني.

كانت وسائل الإعلام الأميركية قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أن “دياب” يعتزم تشكيل حكومة جديدة مدعومة من “حزب الله”. وعلى الرغم من إعلان “دياب” إمتثاله لمطالب المُحتجين واختيار أعضاء من التكنوقراط المستقلين، إلا أنه يُعد شخصية سياسية مدعومة من “حزب الله”، ولذا فإن الشارع السُني والمسيحي يرفض قبوله كرئيس للحكومة.

حكومة لا تمثل أطياف الشعب !

اتصال بين عون والسيد نصر الله.. فما السبب ؟!

بحسب “بن مناحم”؛ فإن “دياب” سيواصل المساعي لتشكيل حكومته، لكنه من المنتظر أن يواجه صعوبات جمَّة، بعدما أعلنت كتلة (المستقبل) وكتلة (القوات اللبنانية) عن إعتزامهما عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، ولا شك أن ذلك سيجعل من الصعب على المجتمع الدولي تقديم المساعدات اللازمة لتلك الحكومة، لأنها لا تمثل كل أطياف الشعب، ولأنها مدعومة من تنظيم “حزب الله”، المُدرج تحت قائمة الإرهاب.

وكان “دياب”، المكلف بتشكيل الحكومة، قد نفى في مؤتمر صحافي أنه تابع لـ”حزب الله”، ووعد بتشكيل حكومة مؤلفة من تكنوقراط في غضون ستة أسابيع. كما قال إن حكومته التي ستضم أعضاءً مستقلين، سوف تتلقى دعمًا ماليًا من “الولايات المتحدة” والدول الأوروبية.

ويعتزم “دياب”، أن تضم حكومته 20 وزيرًا فقط، مقارنة بحكومة، “الحريري”، التي كانت تضم 30 وزيرًا، لكن حكومته ستضم أيضًا ممثلين عن “حزب الله”.

لبنان والعراق سيناريو مشابه..

الآن يواصل تنظيم “حزب الله” السيطرة على المشهد السياسي في “لبنان”، ووفقًا للتعليمات التي يتلقاها من “إيران”، فإنه يبذل قصارى جهده لاستعادة الاستقرار السياسي في البلاد من خلال تشكيل الحكومة الجديدة.

وألمح “بن مناحم”؛ إلى أن ما يجري في “لبنان” هو بالضبط ما يجري في “العراق”، بعد إجبار رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، الموالي لـ”إيران”، على الاستقالة تحت ضغط الاحتجاجات في شوارع “بغداد” والمدن الكبرى.

وحاليًا وضعت “إيران”، “قُصي السهيل”، وزير التعليم العالي العراقي – وهو أيضًا موالٍ لـ”إيران” – كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة في “العراق”، لكن الشارع العراقي يعترض بشدة وهناك مظاهرات ضده.

سقوط النموذج اللبناني..

لقد اندلعت الاحتجاجات في الشارع اللبناني بسبب الفساد والوضع الاقتصادي الصعب، ولكنها اندلعت أيضًا بسبب تدخل “إيران” في الشؤون الداخلية لـ”لبنان”، وبسبب رفض تنظيم “حزب الله” التخلي عن سلاحه، ونتيجة لذلك يرفض المجتمع الدولي تقديم مساعدات مالية لـ”لبنان” للخروج من أزمته الاقتصادية.

وكانت “طهران” تعتبر “لبنان” نموذجًا يُحتزى لتصدير “الثورة الإسلامية” من “إيران”، لكن هذا النموذج قد إنهار الآن؛ وتحاول “إيران” إعادة بنائه. وربما سينجح “دياب” في تشكيل حكومة جديدة، إلا أن موالاته لـ”حزب الله” تشكل علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيقبل التعاون مع تلك الحكومة لمساعدتها على التخلص من الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد.

وهناك سؤال آخر: هل ستتمكن الحكومة القادمة من الصمود أمام رفض الشارع اللبناني لتولي “دياب” منصب رئيس الوزراء ؟.. وهنا يقول الرأي السائد في الشارع اللبناني إن الانتفاضة الشعبية لن تهدأ قريبًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة