خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
بعد يومين فقط على إطلاق الشراكة العسكرية الجديدة بين “قوات البحرية العراقية” و”بحرية الحرس الثوري” الإيراني، وقع قائد طيران الجيش الإيراني، العميد “أميرعلي حاجي زاده”، مع نظيره العراقي، الفريق الركن “جبار عبيد كاظم حسن الدراجي”، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية بين البلدين.
وتلك الخطوة ربما تكون استفزازية للدول العربية السُنية، وعلى رأسها “المملكة العربية السعودية”.
استمرار التعاون العسكري بين العراق وإيران..
أعلن التليفزيون الإيراني، أمس الجمعة، أن قائد طيران الجيش الإيراني استقبل نظيره العراقي ووقعا مذكرة تفاهم للتعاون العسكري وتعزير القدرات الدفاعية لدى البلدين.
وأكد “زاده” على “استمرار وتوسيع التعاون العسكري بين البلدين، خاصة في مجال نقل الخبرات العسكرية والعملياتية، ودفع المنطقة إلى المزيد من الاستقرار والأمن”.
التعاون العراقي الإيراني يغيظ الأنظمة العربية !
بحسب المصادر الإعلامية؛ فقد أشار قائد القوة الجوفضائية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “حاجي زاده”، إلى أن العلاقات الجيدة بين “طهران” و”بغداد” تُعد شوكة في عيون الأعداء، مؤكدًا استعداد “إيران” لدعم قوات الدفاع الجوي العراقي.
وذكرت وكالة (مهر) للأنباء؛ أن “زاده” أشار، لدى استقباله قائد قوات الدفاع الجوي العراقي، إلى دعم وإسناد “القوة الجوفضائية” للحرس الثوري لـ”العراق” في مواجهة تنظيم (داعش) الإرهابي. مضيفًا أن: “هذه القوة وقفت إلى جانب العراق، حكومة وشعبًا، في الأيام الأولى لحرب العراق على (داعش) والجماعات التكفيرية؛ بطلب من الحكومة العراقية، ودعمت في تلك الأيام المصيرية الحشد الشعبي والجيش العراقي عبر إرسال الطائرات وفتح دورات تأهيلية مكثفة للطيارين العراقيين وتقديم الدعم اللوجيستي وصيانة الطائرات على مدى أربع سنوات”.
وأوضح “زاده” أن التعاون بين “العراق” و”إيران” لا يقتصر فقط على المجال العسكري أو الاقتصادي، بل هناك أواصر محبة تجمع بين الشعبين. مشيرًا إلى أن: “الشعب العراقي برهن بدوره مدى حُبه لإيران والشعب الإيراني خلال كارثة السيول الأخيرة التي ألمت بالإيرانيين”.
وقال “زاده”؛ صراحة إن: “تلك العلاقات المتميزة اليوم باتت شوكة في أعين أميركا والكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية في المنطقة”.
وهذا التصريح من المسؤول الإيراني يضع القيادة العراقية في حرج شديد، لا سيما بعد مساعي “بغداد” للانفتاح على الدول العربية السُنية، وعلى رأسها “المملكة السعودية”.
تعاون القوات البحرية..
يُذكر أن وفدًا عسكريًا رفيع المستوى عن البحرية العراقية، برئاسة قائدئها، اللواء “أحمد جاسم”، قد التقى، يوم الأربعاء الماضي، في “إيران”، برئيس بحرية الحرس الثوري الإيراني، “علي رضا تنكسيري”.
وأنَّ “الجانبين تباحثا، خلال اللقاء، حول العديد من الأمور أهمها تطوير التعاون الدفاعي في المجال البحري وتشكيل لجنة مشتركة للتعاون الدفاعي البحري وتنمية التنسيق بين القوتين البحريتين للبلدين والتعاون التدريبي والعلمي والبحثي وتبادل الخبرات الجامعية في مجال العلوم والتقنية البحرية والتعاون التقني والهندسي البحري في شؤون البنية التحتية وإجراء المناورات البحرية المشتركة”.
الجيش الإيراني يتوقع هجومًا قريبًا ضد بلاده !
تأتي اتفاقيات التعاون العسكري المشترك، بين “بغداد” و”طهران”، في وقت تترقب فيه “إيران” هجومًا وشيكًا من جانب ما أسمتهم، “الأعداء”، حيث أعلن الجيش الإيراني أنه: “في حالة تأهب”؛ استعدادًا لمواجهة أي هجوم ليلي قد تشنه القوات المعادية لـ”طهران”، على حد تعبير قائد الجيش.
جاء ذلك في كلمة ألقاها القائد العام للجيش الإيراني، اللواء “عبدالرحيم موسوي”، يوم الأربعاء 1 آيار/مايو الجاري، خلال الاجتماع الـ 12 لقادة الوحدات الأساسية والمستقلة للقوة البرية التابعة للجيش، حيث دعا، جميع القوات المسلحة في “إيران”، إلى التأهب للحرب والاستعداد لأي هجوم ليلي.
وقال “موسوي”: “إنه يتوجب على جميع قواتنا ووحداتنا أن تكون في أقصى حالات الجاهزية، وكأنها تعيش ليلة الهجوم، وأن تتمرن دومًا على لعبة الحرب”.
مضيفًا أن: “تهديدات الأعداء اليوم جادة، وبالطبع هذه التهديدات في بدايتها لن تكون برية، ولكن مع ذلك، لا بد من أن تحافظ القوة البرية على جاهزيتها، علمًا بأنها محور كل العمليات”.
“خامنئي”: على الشعب الإيراني أن يستعرض قدراته الحربية..
وجاءت هذه الدعوة؛ بعد أن حث المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله “علي خامنئي”، يوم الأربعاء الماضي، قوات بلاده على كشف قدراتها العسكرية أمام “العدو”.
وقال “خامنئي”: “إن العدو لا يكشف عن استعدادات عسكرية للحرب، لكن ينبغي على الشعب الإيراني أن يستعرض قدراته الحربية”.
وشددت “إيران” من لهجتها العسكرية بعد تعرضها لضغوط اقتصادية قاسية، من قِبل “الولايات المتحدة” التي تفرض عقوبات قوية على “إيران”، بينها عقوبات في قطاع “النفط”، متهمة “طهران” بأنها أكبر قوة دولية تدعم “الإرهاب” وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. وتحظى الإجراءات الأميركية بدعم واسع من حلفائها بالمنطقة، ولا سيما “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات المتحدة” و”إسرائيل”.
من المستفيد ؟
بحسب كثير من المحللين؛ فإن الدول الحليفة لـ”الولايات المتحدة” في المنطقة، وخاصة “إسرائيل” و”السعودية” و”الإمارات”، ستكون هي المستفيدة من حملة الضغوط و”العقوبات الأميركية” على “طهران”.
كما من المتوقع أن تجني دول الخليج النفطية فوائد اقتصادية كبيرة، إذ ستتمكن من بيع المزيد من “النفط” الخاص بها لتعويض النقص من “إيران”.
هل تستعد إيران لإغلاق “مضيق هرمز” ؟
يرى بعض المحللين أن “الحرس الثوري” الإيراني، الذي أدرجته “الولايات المتحدة” على قائمة الإرهاب، قد أبرم اتفاقيات عسكرية مع القوات البحرية والجوية العراقية، خلال هذا الأسبوع، استعدادًا لإغلاق “مضيق هرمز” الذي يُعد أهم شريان نفطي في العالم.
وكان قائد القوات المسلحة الإيرانية، اللواء “محمد باقري”، قد رد – على إعلان “واشنطن” وقف الإعفاءات والاستثناءات التي أعطتها لبعض الدول من تطبيق “العقوبات الأميركية” التي تفرضها “واشنطن” على “طهران” – بقوله: “إذا لم يعبر نفط إيران من مضيق هرمز؛ فإن نفط الآخرين، (يقصد دول الخليج)، لن يعبر من المضيق”.
إذ يمر عبر “مضيق هرمز” معظم صادرات الخام من “السعودية” و”إيران” و”الإمارات العربية المتحدة” و”الكويت” و”العراق”، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول، (أوبك).
كما يمر من المضيق أيضًا كل إنتاج “قطر” تقريبًا، من “الغاز الطبيعي” المسال. و”قطر” أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم.