9 أبريل، 2024 3:20 م
Search
Close this search box.

إيران تزيد الضغوط بتخصيب “اليورانيوم” .. فهل تستجيب واشنطن وأطراف الاتفاق لمطالبها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إشارة إلى التصعيد الإيراني على أعلى مستوى؛ للحصول على المزيد من الضغوط التي يمكن إدخالها ضمن قواعد اللعبة مع “واشنطن”، ومع باقي الدول المشتركة في “الاتفاق النووي”، طالب الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بالحصول على صلاحيات تنفيذية موسعة؛ فيما أطلق عليها “زمن حرب”، للتعامل مع الضغوط التي تتعرض لها “طهران”، في الآونة الأخيرة، خاصة فى مجالي “المصارف” وبيع “النفط”.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية، (إرنا)، أن الرئيس الإيراني أشار إلى “أننا اليوم بحاجة إلى صلاحيات مماثلة لصلاحيات حرب العراق، عام 1980، عندما تمكن (مجلس زمن حرب أعلى) من تخطي فروع أخرى لإتخاذ قرارات بشأن الاقتصاد والحرب”.

وبالتوازي مع ذلك؛ أعلن المتحدث باسم “منظمة الطاقة الذرية” الإيرانية، “بهروز كمالوندي”، أمس الأول الإثنين، أن “إيران” رفعت حجم إنتاجها من (اليورانيوم) المخصب بنسبة 3.67 في المئة، لأربعة أضعاف.

وكالة (تسنيم) للأنباء؛ أفادت بأن “كمالوندي” أعلن، في مؤتمر صحافي نقلًا عن مدير موقع (نظنز) لتخصيب (اليورانيوم)، أنه: “إثر القرار الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي، رفعت إيران إنتاجها لليورانيوم المخصب”.

ليس صعبًا على إيران..

وسبق وأن لوح المرشد الأعلى في “إيران”، آية الله “علي خامنئي”، برفع نسبة تخصيب (اليورانيوم)، الثلاثاء الماضي، قائلًا في اجتماع مع مسؤولين إيرانيين في “طهران”؛ إن: “تخصيب اليورانيوم لمستوى صنع الأسلحة النووية؛ ليس صعبًا على إيران”.

وأضاف: إن تخصيب (اليورانيوم)، بنسبة 20 بالمئة، هو الجزء الأكثر صعوبة، والخطوات التالية أسهل كثيراً من هذه الخطوة.

وأيضًا؛ قال رئيس “منظمة الطاقة الذرية” الإيرانية، “علي أكبر صالحي”؛ إن: “إيران قادرة، لو أرادت، استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في غضون 3 أو 4 أيام فقط”.

ويشار إلى أنه يمكن استخدام (اليورانيوم) المخصب، بنسبة 20 بالمئة، لتشغيل مفاعل نووي، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تشكل هذه النسبة النواة الإنشطارية لقنبلة ذرية.

كما هدد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، الأربعاء الماضي، بإستئناف تخصيب (اليورانيوم)، وعدم بيع بلاده لـ (اليورانيوم) المخصب والمياه الثقيلة لدول أخرى، ثم منح الموقعين على الاتفاق فرصة 60 يومًا للإختيار بين أمرين، إما الوفاء بإلتزاماتهم المالية والنفطية، المنصوص عليها في الاتفاق، وإما إتباع “الولايات المتحدة” والانسحاب من الاتفاق.

تهديد بفرض عقوبات..

وفي بداية أيار/مايو الحالي؛ كانت “الولايات المتحدة الأميركية” قد هدت بفرض عقوبات ضد أي جهة تعمل على مساعدة “إيران” على توسيع مفاعل “بوشهر” النووي؛ ونقل (اليورانيوم) المخصب، مقابل خام (اليورانيوم).

وقالت “الخارجية الأميركية”، في بيان: “إبتداءً من الرابع من آيار/مايو 2019، ستكون المساعدة في توسيع محطة بوشهر النووية الإيرانية خارج وحدة المفاعل الحالي، عرضة للعقوبات، بالإضافة إلى ذلك، قد يخضع نقل اليورانيوم المخصب من إيران مقابل خام اليورانيوم؛ للعقوبات”.

وفي سياق متصل؛ أعلنت “الخارجية الأميركية” أن بلادها لن تتسامح بمسألة تخصيب (اليورانيوم)، في “إيران”، فضلًا عن تخزين المياه الثقيلة بما يتجاوز الكمية الحالية.

يُذكر أن “واشنطن” قد أعلنت، يوم 22 نيسان/أبريل الماضي، أنها ستوقف الإعفاءات والاستثناءات، التي أعطتها لبعض الدول من تطبيق “العقوبات الأميركية” التي تفرضها “واشنطن” على “طهران”، في وقت تعهدت فيه “السعودية” و”الإمارات” بتعويض السوق.

وذكر “البيت الأبيض” أن البلدان الحاصلة على إعفاءات حاليًا ستواجه “عقوبات أميركية”، في حال استمرارها في استيراد “النفط الإيراني”، مما يعني أن وقف الإعفاءات سيطال ثماني دول أعفيت من عقوباتها تجاه “إيران” في اتفاق مؤقت، وهي “تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد أعادت فرض عقوبات واسعة النطاق ضد “إيران”، اعتبارًا من يوم 7 آب/أغسطس 2018، والتي كانت معلقة في السابق نتيجة للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن “البرنامج النووي الإيراني” بين “إيران” والسداسية الدولية، (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا)، والتي انسحبت منها “الولايات المتحدة”، في آيار/مايو الماضي.

تحتاج لـ 3 أشهر لإنتاج قنبلة..

وبحسب تقديرات “البيت الأبيض”؛ فقد كانت “إيران” تمتلك، قبل تموز/يوليو 2015، مخزونًا كبيرًا من (اليورانيوم) المخصب، وحوالي 20 ألفًا من أجهزة الطرد المركزي، وهي كمية كافية لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية.

ووقتها؛ قدر خبراء أميركيون أن “إيران” لو قررت إنتاج سلاح نووي سيكون أمامها شهران أو 3 أشهر فقط للحصول على كمية كافية من (اليورانيوم) المخصب، (بحدود 90 في المئة)، وهي الكمية اللازمة لإنتاج القنبلة.

نووي إيران والاتفاق..

بموجب الاتفاق؛ فإنه يجب على “إيران” بيع فائض (اليورانيوم) المخصب لديها إلى الخارج، بدلًا من الإحتفاظ به. ومع بيعه إلى الخارج، تستطيع “إيران” توليد طاقة نووية، ويمكن للأطراف الأخرى في الاتفاق أن يتأكدوا أنها لا تطور أسلحة نووية.

وبموجب “الاتفاق النووي”، المبرم عام 2015، وافقت “طهران” على الحد من حجم مخزونها من (اليورانيوم) المخصب، المستخدم لصنع وقود المفاعلات النووية، وكذلك صُنع الأسلحة النووية، لمدة 15 عامًا، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لمدة 10 سنوات.

وبحسب الاتفاق؛ خفضت “إيران” مخزونها من (اليورانيوم) بنحو 98 في المئة؛ إلى 300 كيلوغرامًا لمدة 15 عامًا، وإلتزمت بمستوى تخصيب بحدود 3.67 في المئة، لكن يبدو أن هذه النسبة، أيضًا، تُمكن “إيران” من إستئناف التخصيب الذي يؤدي في نهاية المطاف لإنتاج قنابل نووية.

يُذكر أن “إيران” قد أسست منشآتين لتخصيب (اليورانيوم)، وهما (نطنز) و(فوردو)، وهناك جرت تغذية محطات الطرد المركزي بغاز “سادس فلوريد اليورانيوم” لفصل (يورانيوم U235) الأكثر إنشطارًا.

ويمكن استخدام (اليورانيوم) منخفض التخصيب، الذي يحتوي على نسبة تركيز من (U235) تتراوح بين 3 و4 في المئة، لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكن تخصيبه أيضًا لنسبة 90 في المئة المطلوبة لإنتاج قنابل نووية.

لزيادة الضغط على أطراف الاتفاق..

تعليقًا على الخطوة الإيرانية؛ قال الدكتور “حكم أمهز”، خبير الشؤون الإيرانية والإقليمية، إن “طهران” لم تخرق إلتزاماتها بعد، ولكنها تريد زيادة الضغوط على أطراف “الاتفاق النووي”. مشيرًا إلى أن زيادة إنتاج (اليورانيوم) يأتي وفقًا للبندين 26 و36؛ الذين يجيزان لـ”إيران” القيام بهذه الخطوات في حال تخلت الأطراف عن إلتزاماتها.

وأكد “أمهز” على أن “طهران” رأت أن “أوروبا” لم تلتفت إلى مهلة الستين يومًا؛ ولم تُغير شيئًا، وهي ذكرت أنها قد تقوم بهذه الإجراءات خلال ستين يومًا وليس بعد ستين يومًا؛ وعليه فإنها لا تُغامر بفقدان “أوروبا” كشريك، لكنها غير راضية عن الموقف الأوروبي.

ترفض التفاوض تحت شروط..

وحول موقف “إيران”، من التفاوض، قال “أمهز”؛ إن “طهران” لا ترفض مبدأ التفاوض، لكنها ترفض التفاوض تحت شروط قد تفرض عليها موقف إذعان، وهي ترى إن “واشنطن” يجب أن تتراجع عن النقاط الـ 12 التي فرضتها؛ قبل الحديث عن أي تفاوض.

منبهًا إلى أن أمام “إيران” إجراءات أخرى ستكون متدرجة للوصول إلى الخروج من الاتفاق بشكل كلى. مؤكدًا على أن الأمر الأكثر تأثيرًا سيكون عندما تلجأ “إيران” لزيادة نسب تخصيب (اليورانيوم).

وتصاعد التوتر بين “طهران” و”واشنطن” في الأيام الأخيرة، بعدما أعلنت “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، إرسال حاملة الطائرات (إبراهام لنكولن)، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قِبل “إيران” لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.

وزاد من حدة التوتر؛ ما قاله الرئيس، “ترامب”، في تغريدة نشرها على (تويتر): “إذا أرادت إيران الحرب فإنها ستكون نهايتَها الرسمية، إياكم أن تهددوا الولايات المتحدة مرة ثانية”.

من جهته؛ ردّ وزير الخارجية الإيراني، “​محمد جواد ظريف”​، على تحذير “ترامب​” بشأن بلاده، قائلاً، في حسابه الرسمي على (تويتر)، يوم 20 آيار/مايو 2019؛ إنّ: “ترامب، مدفوعًا بـ (الفريق B)، يأمل في أن ينجز ما فشل الإسكندر، (المقدوني)، وغنكيز، (خان)، وغيرهما من المعتدين؛ في القيام به”.

وتابع “ظريف” بالقول: “الإيرانيون صمدوا آلاف السنين، بينما رحل المعتدون جميعًا”. مشيرًا إلى أن: “التبجحات عن الإبادة التي أطلقها الرئيس الأميركي لن تقضي على إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب