“إيران” ترصد .. انفجار في سوق الغلال بسبب الحرب “الروسية-الأوكرانية” !

“إيران” ترصد .. انفجار في سوق الغلال بسبب الحرب “الروسية-الأوكرانية” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تأثرت الكثير من الأسواق العالمية بالهجوم الروسي على “أوكرانيا”؛ وواجهت على مدى اليومين الماضيين الكثير من التقلبات، وقد إزدادت أسعار “النفط” و”الغاز”؛ وتعدي سعر برميل “النفط” حاجز المئة دولار، وارتفعت أسهم الأسواق الآسيوية والأوروبية؛ وتراجعت أسعار الذهب إلى نحو: 1900 دولار للأونصة.

ومن الأسواق الأخرى التي تأثرت بشدة بسبب الحرب، سوق المواد الزراعية والغذائية؛ حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وهو ما دفع وكالة أنباء (رويترز) إلى القول: “إن احتدام الصراع بين إثنين من أكبر الموردين للمواد الغذائية حول العالم؛ (روسيا وأوكرانيا)، سوف يدفع المستوردين للبحث عن دول أخرى لتلبية متطلباتهم من استيراد القمح والذرة وزيت عباد الشمس مهما كانت التكلفة”.

وتُنتج “روسيا” مع “أوكرانيا”: 29% من صادرات “القمح” العالمية، بينما تُنتج البلدان نسبة: 80% من صادرات “زيوت عباد الشمس”، و19% من “الذرة”.

ووفق إحصائيات تصدير المنتجات الغذائية من جهة أخرى، تحصل “إفريقيا والشرق الأوسط” على نسبة: 70% من صادرات “القمح” الروسية.

ويعتقد الخبراء أن الصراع بين “موسكو” و”كييف” سوف يرفع أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى، وحاليًا تزداد صادرات “القمح الأميركي” بنسبة: 50 سنت في اليوم. من ناحية أخرى، بلغت أسعار “القمح” و”الصويا” أعلى معدلاتها على مدى السنوات التسع الماضية. بحسب تقرير نشرته صحيفة (إيران) الرسمية.

معدل واردات “القمح” الإيراني..

تترواح معدلات استهلاك “القمح” الإيرانية بين: 11 – 12 مليون طن سنويًا، وبالعادة تشتري الدولة: 02 – 04 مليون طن أخرى كاحتياطي إستراتيجي، ولذلك يمكن القول إن “إيران” تحتاج سنويًا إلى: 15 مليون طن “قمح” في السنة.

وأعلنت شركة التجارة الحكومية شراءها فقط: 4.5 مليون طن “قمح” من الفلاحين الإيرانيين. ويقول “حجت براتعلي”؛ مدير عام تنسيق التوزيع والبيع بالشركة التجارية الحكومية: “استوردت إيران منذ بداية العام حوال: 06 مليون طن قمح، لكن الاستهلاك إزداد بنسبة: 6% مقارنة بالعام الماضي؛ بزيادة قدرها: 63 ألف طن تقريبًا”.

من جهة أخرى تعاقدت الشركة التجارية الإيرانية منذ بداية العام على شراء: 09 مليون طن، ومن المتوقع وصول أول شحنة: 2.8 مليون طن خلال الأيام المقبلة. وبحسبة بسيطة سوف نكتشف أن مجموع شراء “القمح” الداخلي؛ بالإضافة إلى واردات الشركة التجارية الحكومية بلغ: 10.7 مليون طن، بينما تحتاج الدولة: 4.3 مليون طن أخرى.

وتركزت معظم واردات “القمح” الإيرانية؛ خلال الأعوام الماضية، على “شرق أوروبا”، وكانت النسبة الأكبر من “روسيا” و”قرغيزيا”، يليها “أوكرانيا” و”ألمانيا” بنسبة: 10%، ويُقال إن مجموع إنتاج “القمح” في العالم: 800 مليون طن، تُنتج منها “روسيا” و”أكرانيا”: 100 مليون طن.

أسعار شراء “القمح” المتوقعة للعام المقبل..

يقول “علي قلي إيماني”؛ مدير عام المؤسسة الوطنية لمزارعي القمح في “إيران”: “تعليمات شراء القمح صدرت على أساس مبلغ: 7500 طومان للكيلو، لكن تقترح لجنة الميزانية مبلغ: 9500 طومان للكيلو، وفي حال التصديق على المقترح، ستكون تعليمات البيع على هذا الأساس. والمحتمل التصديق على هذه الأسعار؛ وعليه يتعين على جميع الأجهزة الاستعداد للبيع بالسعر المتوقع”.

لماذا إزدادت مبيعات “القمح” ؟

تراجعت مساحة “القمح” المزروعة؛ خلال العامين الماضيين، بسبب الجفاف والتغيرات الإقليمية من جهة، وسوء إدارة المصادر المائية من جهة أخرى.

ومع قدرة الحكومة الحادية عشر على تطبيق صحيح قانون شراء “القمح”؛ منذ العام 2014م، تهيأت أجواء الإكتفاء الذاتي في إنتاج “القمح”، لكن القانون لم يُطبق بشكل صحيح خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما تسبب في فرض المزيد من التحديات على الأمن الغذائي للدولة.

في حين أن إكتفاء الدولة ذاتيًا من “القمح”؛ باعتباره منتج أساس وإستراتيجي، يُمثل ورقة رابحة لـ”الجمهورية الإيرانية”، وبخاصة تحت العقوبات. لكن في السنوات الماضية؛ كانت الحكومة تُعارض رفع أسعار “القمح” بالتوازي مع الزيادة المنطقية لتكلفة الإنتاج والتضخم، ولذلك اتجه بعض المزارعين تدريجيًا لاستزراع منتجات أخرى، بينما أمتنع المزارعون الآخرون عن بيع محصولاتهم للدولة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة