خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
حلقت قاذفة القنابل الضخمة (B-52) الأميركية، للمرة الرابعة خلال العام 2021م، في سماء غرب آسيا. وهي الخطوة العسكرية الأميركية الثانية في فترة “جو بايدن” الرئاسية القصيرة، واصطحبت معها، هذه المرة، خزانة بارود جديدة، حيث شاركت مقاتلات “إسرائيل” وإثنين من الدول العربية، جنوب الخليج، بشكل غير متزامن في الجولة الجوية المستفزة لقاذفة القنابل الأميركية.
ورغم الخصومة، “القطرية-السعودية”، الكاملة، قبل مدة، إلا أنهما شاركا بجانب “إسرائيل” في الجولة الإستراتيجية لقاذفة القنابل الأميركية. بحسب صحيفة (اعتماد) الإيرانية.
النوايا الحقيقية..
وكلما عمدت الإدارة الأميركية، خلال الأشهر الماضية، إلى الدفع بقاذفة (B-52) العملاقة في سماء الشرق الأوسط، نشرت وسائل الإعلام تحليلاً مشتركًا بعنوان: “تحذير لإيران”. إلا أن بيان جيش “الولايات المتحدة الأميركية”؛ بخصوص رحلة قاذفة القنابل إلى غرب آسيا، لم يأتي على ذكر “إيران”، وفيه: “الهدف من هذه العمليات هو الردع في مقابل الهجمات، وبالوقت نفسه طمأنة الشركاء والحلفاء بخصوص تعهد الجيش الأميركي بضمان الأمن في المنطقة”.
وبعد أسبوع على تنصيب “جو بايدن”، رئيسًا للولايات المتحدة، حلقت قاذفات القنابل، (B-52) ، فوق مياه الخليج. وكانت هذه القاذفات قد إنطلقت من القاعدة الجوية في ولاية “لويزيانا”، مع اختلاف أن جيوش الحكومات الإقليمية لم تلعب دورًا في تأمين هذه العمليات.
وتتولى المجموعة الإرهابية، (القيادة المركزية الأميركية)، ذراع الجيش الأميركي، مسؤولية تنفيذ هذه العمليات العسكرية في غرب آسيا والشرق الأوسط، وقيل آنذاك إن الهدف من هذه العمليات توصيل رسالة رادعة وصريحة لكل من تسول له نفسه تهديد الأميركيين أو المصالح الأميركية.
ولم يعلن الجيش الأميركي، بشكل رسمي، موقع خروج هذه المقاتلات، لكن ووفق معلومات المواقع الإلكترونية المتتبعة لمسارات الطيران، تخرج هذه المقاتلات من قاعدة (مينوت) الجوية، في ولاية “داكوتا”، شمال “الولايات المتحدة”، بغرض تنفيذ مهمة في غرب آسيا.
وبعد ساعات من إعلان الخبر، نشرت القوات الجوية الأميركية صور عن استعداد الطيارون، المشاركون في هذه العمليات، للقيام برحلات مشابهة من قلب “الولايات المتحدة” باتجاه “غرب آسيا”. وهي المرة الأولى التي تحظى فيها قاذفة القنابل الأميركية بدعم مقاتلات دول المنطقة.
استمرار سياسات “ترامب“..
أضحى إرسال مقاتلات (B-52) الإستراتيجية تقليدًا أميركيًا، خلال العام المنصرم، على سبيل التحذير الصريح لـ”الجمهورية الإيرانية”، (وفق قيادات أميركية سابقة)، لاسيما بعد العمليات الإرهابية الأميركية ضد قيادات مكافحة الإرهاب في “العراق”.
وكما تدعي إدارة “بايدن”؛ التعامل مع “طهران” والعودة للإلتزامات الأميركية في “الاتفاق النووي”، إلا أنها تستمر في سياسات الإدارة الأميركية السابقة المستفزة.
وقد نفذت إدارة “بايدن”، خلال الشهر المنصرم، عددًا من العمليات المستفزة؛ كالهجوم الجوي على قاعدة المقاومة العراقية؛ بالقرب من الحدود السورية، وأدعت أن الهجوم يأتي كرد على هجوم إحدى الميليشيات ضد القوات الأميركية في “إربيل”؛ والرد على “إيران”.
علاوة على ذلك، لا تمانع الإدارة الأميركية الحالية الاستمرار في سياسات الإدارة الأميركية السابقة، في التقرب من “السعودية” و”إسرائيل”، عبر التحالفات الإقليمية والعمليات المشتركة.
ومع تنصيب “بايدن”؛ اتخذت القيادات السعودية قرارًا بإبداء المرونة والاستعداد للتعاون وتجاوزت خلافاتها مع “قطر”.
حاليًا يعكس تعاون “السعودية وقطر وإسرائيل”، مع “أميركا”، في تنفيذ العمليات الجوية الأخيرة، غرب آسيا، استمرار الإدارة الأميركية الجديدة في السياسات السابقة بخصوص تشكيل تحالف عسكري وأمني بين دول الخليج مع “إسرائيل”، لاسيما وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت قد نقلت، قبل نحو شهر، عن مصدر مطلع، وجود مساعي إسرائيلية دبلوماسية محمومة لتشكيل، (تحالف أمني مشترك مع دول البحرين والإمارات والسعودية).
ووفق هذا المصدر؛ فرغم انعدام العلاقات السعودية الرسمية، مع “إسرائيل”، لكن “تل أبيب” تتابع المفاوضات بهذا الشأن عبر قنوات سرية.