9 أبريل، 2024 11:52 ص
Search
Close this search box.

“إيران” تحارب اليأس .. في انتظار الأمل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في “إيران” الآن، يُعتبر الأمل أهم متغيّر في الأعمال السياسية على شّاكلة المشاركة في الانتخابات، والأعمال الاجتماعية من مثل الميل إلى الهجرة وكذلك اتسّاع دائرة الأمراض الاجتماعية كالإدمان، والانتحار وغيرها، والأعمال الاقتصادية كما في معدل المشاركة الاقتصادية، والمجتمع الفعال، وتعدد النوايا؛ (هناك من يحيا بلا أمل، ولا يرغب بالدراسة والتفوق)، أو حتى الأفعال المجتمعية، ومنها معدل الحمل، والزواج أو الطلاق وخلافه. بحسّب “علي ربيعي”، في التقرير المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

“اليأس” يحارب إيران !

وفي آخر إحصاء حول أسباب عدم المشاركة؛ حل اليأس من الحصول على عمل في المرتبة الأولى. وكما أثبتت الدراسات حول الهجرة، يأتي انعدام الأمل في المستقبل وتحسّن الحالة المعيشية في صدارة الأسباب.

كذلك تُفيد الدراسات المتعلقة بالحمل، بأن اليأس من بناء مستقبل أفضل للأبناء هو أحد أسباب تراجع معدلات الإنجاب في “إيران”.

وأنا أتصور أن الأمل من أهم القضايا الإيرانية الراهنة. لأنه لا يمكن بلا أمل الحديث عن التنمية، والقضاء على الفقر والتأسيس للنشاط الاجتماعي. لا يمكن بلا أمل العمل لبناء مستقبل أفضل. بلا أمل لن يعزف أغلب النخبة عن القيام بدور في مستقبل البلاد فقط، وإنما سوف يُغادر “إيران” حاملًا ذكريات مريرة.

وأعتقد أن الأمل قد يعمل أكثر من مكونات السلطة الأخرى على تعزيز السلطة، وهو يرتبط بعمق وعلى نطاقٍ واسع بالأمن الداخلي والوطني.

الحلول..               

ويجب أن يكون البحث في أسباب اليأس وسُبل تعزيز الأمل، على رأس أولويات واهتمامات الرفاق؛ لا سيما أعضاء الحكومة بما يملكون من قدرة على التخطيط ووضع السياسات.

كذلك لابد من استغلال أي فرصة وطنية، ودينية، بل والأحداث الثقافية والاجتماعية بما فيها النجاح في مجالات الفن والسينما والرياضة؛ وكذلك الإنجازات العملية وغيرها في نشر الأمل.

ونحن على مشارف النصف من شعبان؛ وهذا اليوم محفور في القلوب وهو ممزوج بالأمل والشوق.

النصف من شعبان وعودة السعادة..

والنصف من شعبان يمتزج بالنسبة لنا؛ نحن الإيرانيين، بنوع من البهجة المفاهيمية والسرور الداخلي. ولقد تضاءلت لسنوات قوة السعادة وخلق الأمل. أتصور أنه هذه الطقوس كانت أكثر فاعلية خلال العقود الأربع الماضية.

رحم الله أيام الطفولة. كانت الأزقة مظلمة وقصيرة؛ لكن عامرة بالبيوت التي تتراوح مساحتها بين: (50-70) متر؛ حيث كانت تعيش في كل غرفة أسرة. وفي ليلة النصف من شعبان كان الجميع يغلقون الأزقة، يشاهدون سعادة أطفال المنطقة يجلسون على البسّاط المفروش يستعرضون مهاراتهم في الإنشاد، وتمتزج الاحتفالات في المسجد بتناول العيش المحلى والشاي. رحم الله أمي، كانت في ليلة النصف تزين الفناء بالمزهريات الجميلة، تقطفها من حول الحوض الموجود في الفناء، وتُسّهم بها في إحياء عيد ميلاد النور، وكانت تدعو باسم إمام الزمان.

كم كان الشعور في ظل إمام الزمان جيدًا. كنا جميعًا نتكلم معه، نشكو متاعبنا، ونجلس في انتظار قدومه. كنا ننتظر قدومه ليجلب معه العدل، ويقضي على التمييز. كان ينقي قيم الدين الخالصة من الخرافات. كان يقف ضد الأشرار ويمسك بأيدي الضعفاء، ويمحو ظلم التجربة المريرة للتاريخ البشري ويقيم الدنيا على العدل والانصاف.

ومن الجميل أننا لسنا وحدنا في هذا الانتظار، وإنما جميع الأديان تتنظر المُصّلح الكبير نوعًا ما. واليوم نتذكر في ظله كل الأمنيات من جديد. وأمنيتنا المشتركة جميعًا هي امتلاك؛ (آفاق جيدة لبلادنا)، والمؤكد أن الأمل والاجتهاد سيكون مفتاح الوصول إلى هذه الآفاق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب