9 أبريل، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

إيران تتوجس .. عراق اليوم “العلماني” يختلف عن “العراق” الذي عرفته طهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

زار الرئيس العراقي، “برهم صالح”، “الجمهورية الإيرانية” بعد جولة في “الكويت والإمارات العربية المتحدة والأردن”، وحظي باستقبال رئاسي رسمي في “سعد آباد”.. وحلول “طهران” في المرتبة الرابعة على جدول زيارات الرئيس العراقي؛ إنما يحتاج في حد ذاته إلى التعمق والتحليل. بحسب الخبير السياسي الإيراني، “صادق ملكي”، على موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

قد تحل تركيا محل إيران داخل السوق العراقية..

وطبقًا للمعمول؛ يهدف الرئيس العراقي من زيارة “إيران” إلى توطيد وتعميق العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، وكذلك تطوير مستوى التعاون المشترك في المجالات المختلفة من سياسية واقتصادي وتجارية وثقافية.

ويبلغ حجم العلاقات الراهنة بين “إيران” و”العراق”، حوالي 12 مليار دولار، وقد تصل في أفضل الأحوال إلى 20 مليار دولار، لكن من المستبعد، مع بدء العمل بالعقوبات، أن تتحقق هذه الأرقام. وعلى أسوأ الفروض يمكن القول؛ قد يتمكن المنافسون مثل “تركيا”، (باعبتارها دولة صناعية واقتصادية متقدمة)، أن تستحوذ حتى على القطاعات الإيرانية التقليدية في “العراق”، بحيث يزداد تعلق “العراق” بالتركي أكثر من ذي قبل.

وأبرز نموذج على هذا الوجود؛ سوف يظهر في مسألة “إعمار العراق”. وفي إطار آلية هذا التطور، ومع تقوية العلاقات الاقتصادية “التركية-العراقية”، سوف يزداد ميزان النفوذ السياسي التركي على المعادلات العراقية.

وبخلاف مسألة العقوبات، فالمكانة والتعاملات التركية في النظم العالمية والإمكانيات التركية المتعددة، وبخاصة في المجالات الاقتصادية، بالتوزاي مع المكانة الإيرانية غير الإيجابية، نسبيًا، في النظم العالمية وإنعدام البنى التحتية والإمكانيات اللازمة في “إيران”، لا يرسم مستقبلاً إيجابيًا للوجود الإيراني القوي في “العراق”. كذلك قد تكون المعادلات والملاحظات العراقية الداخلية سببًا إضافيًا في بلورة هكذا مسار.

يجب على إيران أن لا تبالغ بتفاؤلها..

مما سبق لابد من الاعتراف بأهمية زيارة، “برهم صالح”، إلى “طهران”؛ بعد تجديد العمل بالعقوبات، لكن لا داعي من تضخيم وتهويل الأمر. لقد انتقد الرئيس العراقي، أثناء السباق الانتخابي، “العقوبات الأميركية”، على منصبة البرلمان، لكنه أعلن في الوقت نفسه أن أولويته هي المحافظة على المصالح العراقية.

وكذلك انتشرت على لسان المسؤولين العراقيين، خلال الأشهر الأخيرة، التصريحات المعادية لـ”إيران”. و”العراق” هو الأقرب لـ”إيران” لأسباب متعددة، لكن لتعلم “طهران” أن “العراق” سوف يختار بالنهاية “الولايات المتحدة الأميركية”. إذ يسعى “العراق” للعودة إلى المجتمع الدولي سريعًا وتحقيق التنمية بإقرار السلام القومي وتجاوز التجارب المريرة في مرحلة ما بعد “صدام”.

إن نظرة عامة على العلاقات “الإيرانية-العراقية” تكشف عن الكثير من التعقيدات والتذبذبات التي شابت هذه العلاقات. فلطالما تأثرت هذه العلاقات بالمتلازمات الناجمة عن الجغرافيا، والتاريخ، والعلاقات العرقية، والدينية، والتوترات السياسي بين البلدين والمنافسات الإقليمية والدولية. وبسبب العلاقات “الإيرانية-العراقية”؛ فإن أي تطور في إحدى الدولتين يلقي بظلاله على الدولة الأخرى، لذا لا يمكن فصل مصير البلدين، ومن هذا المنطلق فإن أمن وتطور “العراق” يعتبر أمن وتطور لـ”إيران”.

مع هذا يجب أن تدرك “طهران” أن “العراق” بصدد التحول والتغيير، سوف تواجه “إيران” والمنطقة عراقًا آخر بمجرد تجذير “الهوية العراقية”. والتطورات فيما بين النهرين تنم أن “العراق” يسعى، بينما هو على مسار التغيير، للإنسلاخ عن جلده وهويته القومية والمذهبية في سبيل الحصول على هوية وطنية ومصير جديد.

لابد من إدارك تلكم الإستراتيجية؛ حيث يختف “عراق اليوم” عن “عراق الأمس”، و”عراق الغد” لن يكون كاليوم.

ومن أهم أهداف “بغداد”، على الصعيد الداخلي، تحقيق الاستقرار والأمن، والتطوير والإعمار، وبالنسبة للصعيد الخارجي تولي أهمية خاصة لخلق توازن في العلاقات الإقليمية، وإحياء العلاقات مع الدول العربية وجذب الاستثمارات الأجنبية وغيرها.

وفي “العراق”، ذي النظام العلماني، فإن تحقيق هكذا أهداف سوف يتطلب البُعد النسبي عن “إيران”.. والملاحظة الجديرة بالاهتمام، رئيس الجمهورية التكنوقراط، “برهم صالح”، ليس هو الشخص الأول في ظل النظام البرلماني العراقي، لكن زيارته إلى “طهران” ثم “الرياض”؛ سوف يتمخض عن إنجازات أكثر من مجرد كونها زيارة رسمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب