خاص : ترجمة – محمد بناية :
لم تكد قصة زيارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، المهينة وغير المرتقبة للقواعد العسكرية الأميركية في “العراق”، 2018، وعدم لقائه المسؤولين في “بغداد” تزول من أذهان العراقيين، حتى أثارت زيارة نائب الرئيس الأميركي، “مايك بنس”، لـ”العراق”، وإحتذائه نفس سلوك “ترامب”، غضب الشعب والتيارات العراقية.
وكان “بنس” قد زار “العراق” بشكل مفاجيء وتوجه، (بخلاف العرف)، للقاء القوات الأميركية في قاعدة “عين الأسد”؛ قبل أن يتوجه إلى “أربيل”، مركز “كُردستان العراق”، دون المرور على “بغداد”.
وقبل ذلك كان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد زار “العراق”، في أيار/مايو 2009.. بحسب صحيفة (القدس) الإيرانية الأصولية.
رد فعل “تحالف النصر”..
ووجه، مثل هذا النوع من السلوكيات ونظرات التعالي، بردود فعل سلبية من جانب الشعب والتيارات العراقية المختلفة، لدرجة أن بعض المواطنين دعا إلى التظاهر والمطالبة بانسحاب القوات الأميركية من “العراق”.
في الوقت نفسه؛ أصدر تحالف (النصر)، برئاسة، “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي السابق، بيانًا يتهم، “بنس”، بإنتهاك سيادة بلاده، وشدد البيان على مسألة أن “بغداد” هي عاصمة “العراق” وليست “أربيل”.
ومما جاء بالبيان: “نشكوا من الحكومة العراقية لدورها في الترتيب للزيارة. وقد كان من الأفضل رفض مثل هذه الزيارة؛ لأنها تنتهك سيادة العراق”.
بدوره؛ عزا “مهدي تقي أمرلي”، عضو لجنة الدفاع في البرلمان العراقي، الأوضاع العراقية الراهنة بالاستياء الأميركي من رئيس الوزراء العراقي على خلفية زيارته الأخيرة إلى “الصين”.
وكان “عادل عبدالمهدي”، قد زار، قبيل اندلاع الاحتجاجات العراقية، “جمهورية الصين الشعبية” ووقع عدد من الاتفاقيات التجارية هناك. وبحسب المراقبين فإن تحول “بغداد” بإتجاه الشرق والانفصال عن “الولايات المتحدة الأميركية” تسبب في ضغط “واشنطن” على “بغداد” بشكل غير مسبوق.
بيان مكتب رئيس الوزراء..
في الوقت نفسه؛ في رد فعل متأخر أصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانًا يفند أسباب زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى “العراق”، وسعى البيان، بعد التأكيد على تعاون الحكومة الكامل في الترتيب للزيارة، للحد من الاستياء الشعبي.
وبحسب البيان؛ تواصل “عادل عبدالمهدي” و”مايك بنس” هاتفيًا، السبت الماضي، وناقش الطرفان التطورات العراقية الحالية ومساعي الحكومة لإجابة مطالب المتظاهرين.
ولم يتطرق البيان للحديث عن مطلب “بنس” للقاء ثنائي في قاعدة “عين الأسد”، لكن “غين أرف”، مراسل (الراديو الوطني) الأميركي نقل، عن مصدر أميركي رفيع المستوى؛ مطلب نائب الرئيس الأميركي، المهين، إلى “عبدالمهدي”، وقال: “طلب، مايك بنس، لقاء عبدالمهدي داخل قاعدة عين الأسد، لكن الأخير رفض الطلب”.
وعن عدم زيارة “بغداد”، أضاف: “الزيارة كانت بالغة الخطورة”.
أميركا تعمل على إحياء الاحتجاجات العراقية..
لكن “أحمد السادات”، الرئيس السابق لفضائية (العالم) الإيرانية، قال في حوار إلى صحيفة (القدس)، تعليقًا على زيارة “بنس” في هذا التوقيت، لا سيما بعد هدوء المظاهرات، وما تنطوي عليه من رسائل ومؤامرة “اليانكيز” ضد “العراق”، قال: “سلوك نائب ترامب يتعارض وكل البروتوكولات العالمية. وهذا السلوك في ظل الأوضاع العراقية المأزومة ينطوي على عدد من الملاحظات التي يُجدر الإنتباه إليها، أهمها أن الأميركيون غير سعداء حيال الحكومة العراقية المنتخبة. وهذه الزيارة تستهدف التأثير على مكانة، (عادل عبدالمهدي)، رئيس الوزراء. لأن (بنس) لم يعزف فقط عن لقاء المسؤولين في بغداد، وإنما طلب بشكل مهين لقاء رئيس الوزراء العراقي داخل قاعدة أميركية. ثانيًا: أميركا تستهدف من الزيارة إدارة وإحياء الاحتجاجات الشعبية العراقية؛ التي بدأت في الإنحسار، والنفخ مجددًا في قالب هذه الاضطربات وخلق حالة من الفوضى. ثالثًا: تخص الطيف الموالي للولايات المتحدة، لا سيما بعد إقصاء الوجوه المحسوبة على واشنطن عن المشهد تدريجيًا عقب اندلاع الاحتجاجات، لكن الزيارة قد تحمل زيارة دعم أميركي علني لتلكم العناصر”.
وعن إمكانية أن تؤثر هذه الزيارة على السيادة العراقية، أجاب “السادات”: “بلا شك هذه المسألة أثارت ردود فعل الشارع والتيارات العراقية وزادت من نفورهم إزاء المداخلات الأميركية. وباتت التيارات المعارضة للمقاومة على قناعة بأن الدبلوماسية لم تُعد تجد نفعًا، فلا يقبل أحد بإهانة شعب وإنتهاك سيادة الدولة”.