7 أبريل، 2024 8:06 م
Search
Close this search box.

“إيران الدبلوماسية” يقرأ .. ثلاثة عشر عامًا على سقوط “الربيع العربي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

ثمة مقارنة غريبة وعجيبة بين تقويم ثورات “الربيع العربي”، والنجاحات الهامة لـ”الثورة الإيرانية”. فقد سقط حكم “زين العابدين بن علي”؛ في “تونس”، والذي استمر مدة: (23) عامًا بتاريخ 16 كانون ثان/يناير 2011م، ذكرى خروج “الشاه” من “إيران”. ومع وصول موجة “الثورة” إلى “مصر”، سقط كذلك نظام “حسني مبارك”؛ والذي استمر قرابة ثلاثين عامًا، بتاريخ 11 شباط/فبراير 2011م. بحسّب ما اسّتهل “صلاح الدين خديو”؛ تقريره المنشور على موقع (إيران الدبلوماسية).

نتائج “الربيع العربي”..

وكما يبدو من هذه المقالة القصيرة؛ فالتشّابه بين هذه الأحداث لا يقتصر على المقارنة السابقة فقط !.. فلم تكن نتيجة الثورات العربية جيدة. ولم تخفق فقط في تحقيق التنمية والديمقراطية، وإنما أعقبها موجة جديدة من الاستبداد مضافًا إليها انعدام الاستقرار السياسي.

كانت “تونس”؛ الزهرة الرئيسة في سلة “الربيع العربي”، والتي عادت إلى أحضان الاستبداد والحكم الفردي بعد سنوات من المناوشات.

وتُصادف هذه الأيام ذكرى مليئة بالشوق والأمل قبل ثلاثة عشر عامًا، قلما يتذكرها القليل إذ لم تُعد هناك أخبار حول الحنين إلى تلك الانتفاضة. وعّزا البعض أمثال: “فريد زكريا” و”فوکویاما”؛ أسباب فشل العالم العربي في التحول إلى الديمقراطية، إلى غياب الهياكل الليبرالية الضرورية مثل الاقتصاد المُنتج والمتنوع، والمجتمع المدني النابض والقوي، وثقافة التسّامح السياسي.

“ديمقراطية بلا ديمقراطيون” !

بعبارة أخرى يمكن القول ديمقراطية بلا ديمقراطيون. في المقابل يعزو؛ “آصف بيات”، سبب الفشل إلى افتقار الثوار إلى العقلية الثورية، ووهم الاعتدال بين الإصلاح والثورة.

وعليه اعتقد زعماء الانتفاضات العربية أن الثورة بمعناها الكلاسيكي؛ على غرار ما حدث في “روسيا والصين وإيران”، مسألة تتعلق بالماضي. وقد تسببت هذه الرؤية الأصولية في تجاهل التطور الثوري الشامل، وهيأ عدم التدخل في القطاعات الأساسية؛ خاصة في الاقتصاد والجيش والشرطة، الفرصة للنظام السابق بالعودة سريعًا. باختصار الثورة بلا ثوار !

الدور “السعودي-الإماراتي” السلبي..

كذلك تحدث بعض المحللين عن الدور السلبي لـ”السعودية والإمارات”؛ باعتبارها قادة المعسكر المناويء للثورة، والفاعل السلبي في حرب الباردة بين “إيران” والعرب.

وبحسّب هذه النظرية، فقد فرغت المداخلات التخريبية، وتحفيز الفئوية، وتمويل قطاعات مؤثرة في النظام السابق، والحرب الداخلية، فكرة العبور إلى الديمقراطية من المضمون.

الهوية الثقافية في قفص الاتهام..

وبخلاف الأسباب السابقة؛ طرح بعض الباحثين العرب جزءً أكثر سلبية من خلال التدقيق في الرؤى السابقة.

“محمود الذوادي”؛ عالم الاجتماع التونسي المعروف، من جملة الأفراد الذين ناقشوا من منظور الهوية والثقافة، تحدي سّطحية مسّار الثورة في “تونس”، ويقول متحدثًا عن نظرية الاستعمار: “ثنائية لغة الطبقة الوسّطى التونسية، حرمها من العقلية والتفكير العربي والثوري النقي. ووفقًا لأطروحته، لم يسمح التفوق الثقافي والفكري للغة الفرنسية؛ (باعتبارها إرث استعماري)، في اللغة العربية”، لـ”الجمهورية التونسية” بامتلاك هوية أصيلة كدول “المغرب العربي” مثل: “العراق” و”سوريا”.

وأشار هذا المفكر المعني بالهوية، بأصابع الاتهام إلى “المدرسة الصادقية”، وهي أول مدرسة تونسية حديثة تأسست في العام 1875م؛ وكانت الدراسة باللغتين الفرنسية والعربية.

وقد تخرج معظم قادة “تونس”؛ خلال القرن الأخير، في هذه المدرسة. واعتبر “الذوادي” انعدم استقلال هذه القيادات اللغوي سببًا رئيسًا في الإخفاقات السياسية.

وبالنظر إلى اضطراب الزمن في هذه الرؤية، فالزمن الذي يمكن أن نعتبره متعاقبًا يكمن في الإيديولوجيات الأساسية للدفاع عن الثورة الشاملة: “القومية المناهضة للاستعمار، والماركسية الثورية، فالإسلام المناضل قديم وفقد جاذبيته وقوته وخسر أمام النيو ليبرالية في نهاية القرن. الطريف أن إيران شهدت آخر الانقلابات الكلاسيكية الكبرى، وطوت المسّارات الثورية، وعلى عكس تونس كانت جامعة الإمام الصادق رمز للانقطاع عن العالم، والنقاء المفرط، وأساسًا تكنولوجيا الاتصال وعلوم المعرفة في ظل الانهيارات الفكرية والعلمية والثقافية التي واكبت لحظات الثورة الحرجة”.

وكانت دول شرق أوروبا قد تمكنت من امتلاك مؤسسات ديمقراطية قوية عبر الثورات المخملية. ونجحت “روسيا”؛ بثورة العام 1918م، من التغلب على الفوضى المعادية للثورة على غرار أحداث الشرق الأوسط التي حصلت على دعم الدول الأجنبية، والحيلولة دون عودة العناصر المخلصة للنظام السابق.

لذلك فشل الثورات العربية لم يكن سببه نقص الهوية أو التباطؤ الثوري.

إن ما ساهم في نجاح ثورات شرق “أوروبا” كان امتلاك المفتاح السحري للسيّادة القانونية. وهى الرؤية التي طرحها بشكل إجمالي كلًا من: “زكريا” و”فوکویاما”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب