16 سبتمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

“إيران الدبلوماسية” ترصد .. الأزمة تصل “القرن الإفريقي” !

“إيران الدبلوماسية” ترصد .. الأزمة تصل “القرن الإفريقي” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

ثمة تطور جديد لفت انتباه المراقبين للشأن الإقليمي، إلى جانب سيّل الأخبار عن استمرار المذابح والإبادة في “قطاع غزة”، وفشل مفاوضات وقف إطلاق النار بـ”القاهرة”، وغارة الجيش الصهيوني على شمال “الضفة”، ألا وهو إيفاد “مصر” قوات ومعدات عسكرية إلى العاصمة الصومالية، الأمر الذي أثار ردود فعل أثيوبية؛ حيث أعلنت “أديس آبابا” رفضها هذا الوضع. بحسّب ما استهل “محمد علي مهتدي”؛ تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (إيران الدبلوماسية) الإيرانية.

اتفاق “أثيوبيا” مع “صومالي لاند”..

وللتوضيح؛ فقد خسرت “أثيوبيا” أوائل التسعينيات من القرن الماضي، بعد انفصال “أريتريا”، إمكانية الوصول إلى المياه الحرة، ووقّعت بحثًا عن منفذ بحري اتفاقية تفاهم كانون ثان/يناير الماضي مع الانفصاليين في (صومالي لاند)؛ شمال دولة ا”لصومال”، وحصلت “أديس آبابا” بموجب هذا الاتفاق على شريط ساحلي بطول: (20) كيلومتر لبناء قاعدة بحرية، مقابل الاعتراف الرسمي باستقلال (صومالي لاند).

وقد عارضت “مقديشو”؛ التي تعتبر (صومالي لاند) جزءً من “الصومال”، هذا الاتفاق بشدة، ووصف “البرلماني الصومالي” هذه الاتفاقية بالاعتداء الصريح على سيّادة “مقديشو” ووحدة أراضيه، وطالب بإلغاء الاتفاقية.

كذلك أعلنت “مقديشو” أنها سوف تستخدم كل الوسائل دفاعًا عن وحدتها. في غضون ذلك، انتشرت التقارير حول تمركز قوات عسكرية من دول الجوار الصومالي على طول حدود هذا البلد مع دول “جيبوتي وأريتريا”، ووقّعت “مقديشو”؛ منتصف آب/أغسطس الماضي، اتفاقية دفاع مشترك مع “القاهرة”، ترتب عليها هبوط طائرتين مصريتين عملاقتين تحملان قوات ومعدات عسكرية في “مطار مقديشو”.

وجدير بالذكر أن ثمة خلافات عميقة بين “مصر” و”أثيوبيا”، تتمحور في معظمها حول السد الكبير المعروف باسم (النهضة) الأثيوبي على “نهر النيل”؛ حيث تسبب هذا السد في تراجع حصة “مصر والسودان” من مياه “النيل”، وتهديد الأمن الاستراتيجي المصري؛ وبخاصة في مجال الزراعة والأمن الغذائي.

ما بين مصر وأثيوبيا وأصابع إسرائيلية واضحة..

وفي هذا الصدد؛ أكد الرئيس الأثيوبي أن الحصول على منفذ بحري مسألة حياة أو موت بالنسبة لبلاده، وأنها لن تتراجع عن هذا الموضوع.

من جانبه؛ لم يتمكن “عبدالفتاح السيسي”، خلال هذه السنوات، من الحيلولة دون تعاظم هذا الخطر سواءً بالدبلوماسية أو التهديد بالعمليات العسكرية.

بدوره؛ دعم “الكيان الصهيوني” بقوة اتفاق “أثيوبيا-صومالي لاند” بالنظر إلى علاقات هذا الكيان القوية مع “أثيوبيا”.

معاهدة (كامب ديفيد) التي يتعامل معها الجيش المصري باعتبارها تهديد محتمل، لا يتورع “الكيان الصهيوني” عن القيام بأي خطوة من شأنها إضعاف الجيش المصري.

ووفق بعض التقارير فقد لعب “الكيان الصهيوني” دورًا ملحوظًا في تحفيز “أثيوبيا” على بناء سد (النهضة).

وتعود علاقات “الكيان الصهيوني” مع “أثيوبيا” إلى عهد الإمبراطور “هيلا سلاسي”؛ ووفق عقيدة “المركز والمحيط”، فقد طلب “بن غوريون” الاستفادة من “أثيوبيا” لحصار “مصر” من الجنوب.

تناقضات المواقف المصرية..

وما يُلفت انتباه المراقبين والمحللين، هو اختلاف سياسات “مصر” مع “الصومال” من جهة، ومع “قطاع غزة” من جهة أخرى. ولا توجد حدود مشتركة بين “مصر والصومال”، ويتعين على الطائرات العسكرية المصرية قطع مسافة: (2900) كيلومترًا تقريبًا للوصول إلى “مطار مقديشو” وعبور أجواء عدة دول أخرى.

لكن بين “مصر وغزة” حدود مشتركة، وماتزال “مصر” تتحمل المسؤولية حيال “قطاع غزة” من جوانب مختلفة. ومنذ أحد عشر شهرًا بدأ الجيش الصهيوني عملية إبادة في “قطاع غزة”، ويقتصر دور حكومة الجنرال “السيسي” على المشاهدة فقط، والاضطلاع بدور الوسيط إلى جانب “الولايات المتحدة وقطر”.

وما كان الأمر ليكون مستغربًا حتى لو نهض الجيش المصري، مدعومًا بالرأي العام المحلي، للمواجهة ضد الجيش الصهيوني دفاعًا عن “غزة”، لأن “القاهرة” أكبر وأهم دولة عربية في المنطقة ودورها كبير ومنقطع النظير.

وعلى الأقل كان بمقدور “مصر” تحذير “الكيان الصهيوني”، بالانسحاب من معاهدة (كامب ديفيد) حال استمرار هذا الكيان في إبادة الفلسطينيين بـ”غزة”، لا سيما وأن جيش الاحتلال احتل بالمخالفة للاتفاقية محور (فيلادلفيا) أو (صلاح الدين) على الحدود المصرية المشتركة مع “قطاع غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة