خاص : ترجمة – محمد بناية :
حين يكون سوق قوت معظم أبناء الشعب ساحة للهجوم والقرارات غير المدروسة والتدخل الحكومي غير الموجه في ظل انعدام الرقابة بالمعنى الحرفي على هذا السوق، فنحن بصدد وضع يجب تسميته بـ”الكوميديا السوداء”، وتعني رفع أسعار الخبز باعتباره السلعة الغذائية رديئة الجودة الأكثر إستهلاكاً، بذرائع مختلفة. بحسب ما نقلت صحيفة (العمل) الإيرانية عن خبير اقتصادي.
ويعتقد الخبراء أن سعر وجودة الخبز هو قضية يمكن القضاء عليها باستمرار؛ شريطة أن توجه الحكومة الدعم لتصنيع الخبز وأن تقدم للمواطن منتج سليم مطابق للمواصفات بدلاً من تقديم الدعم للمخابز التقليدية وزيادة دورة تذبذب أسعار الخبز.
رفع الأسعار مقابل زيادة الجودة مجرد تجميل..
بعد موافقة “لجنة تنظيم السوق”، من المقرر زيادة أسعار الخبز على اختلاف أنواعه بداية من 22 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بنسبة تصل حتى 15% مقارنة مع الأسعار القديمة. والجدير بالتأمل أن المسؤولين في “شعبة الخبازين” كانوا قد اقترحوا زيادة أسعار الخبز بنسبة 30%، وهذا يعني أنهم أعلنوا بشكل ضمني، أو بعبارة أدق، بشكل صريح رفض الزيادة الجديدة.
يقول “علي فاضلي”، رئيس غرفة المهن الإيرانية: “وافقت الحكومة على رفع أسعار الخبز شريطة زيادة الجودة، ولكن منا من لا يعلم – إستناداً إلى تجارب الأعوام السابقة – أن ربط تحريك الأسعار بزيادة الجودة هو من قبيل التجميل”.
عملية العجن في الخبز التقليدي ناقصة..
انتقد خبير صناعة الخبز “نعمت الله أربابي” تساهل الحكومات الإيرانية في موضوع سعر وجودة الخبز بما يؤثر على صحمة المواطن، ويقول في حوار مع صحيفة (العمل): “وردت مسألة رداءة الخبز التقليدي في إيران على لسان المسؤولين بوزارتي الصحة والجهاد الزراعي آلاف المرات، لكن للأسف لا يقومون بأي شيء لإصلاح الوضع. وقبل فترة أعترف وزير الصحة بأرتفاع نسبة الأملاح في الخبز الإيراني، وعزا السبب إلى رداءة القمح، والسؤال: ما هو المعيار الذي يجيز لنا القول برداءة القمح ؟.. في حين أن أختبار بسيط للخبز القتليدي سوف يبين أن هذا الخبز لم يجتاز مرحلة العجن بشكل كامل، واستخدام بيكربونات الصوديوم في عملية العجن غالباً، وبالتالي يجب زيادة نسبة الملح في العجين حتى يمكن تشكيل العجين وصناعة الخبز”.
إذا كانت أسعار الخبز سيئة لماذا تزداد المخابز ؟!
يضيف “نعمت الله”: “يعتقد الخبازون أن أسعار الخبز متدنية وسيئة، لكن السؤال هنا: لماذا تضاعف عدد المخابز بالمدن الإيرانية خلال السنوات الأخيرة ؟.. إذا كانت أسعار الخبز سيئة، فبأي منطق إزدادت المخابز ؟.. ولا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة الزيادة المطردة في تعداد المخابز. وبالتالي إذا كانت الأسعار سيئة وغير مناسبة فكان الأولى أن تنحصر هذه المخابز لا أن تزداد بشكل يومي تقريباً”.
ضرورة إجراء دراسة شاملة عن جودة الخبز..
وأردف خبير صناعة الخبز، في حواره إلى الصحيفة الإيرانية: “أجرى البرلمان عدة دراسات حول المؤسسات والشركات الأخرى، لكن أما حان الوقت إجراء دراسة شاملة عن جودة الخبز والتي ترتبط أساساً بسلامة التغذية ؟.. لقد أجرى الخبراء بشكل محدود عدداً من الدراسات بهذا الشأن، والنتائج التي توصلوا إليها مروعة جداً، حيث توصلت إحدى النتائج إلى أرتباط انتشار سرطان الجهاز الهضمي بجودة الخبز. فإذا لم تكن هذه النتائج صحيحة لماذا لا يتم إجراء دراسة شاملة تريح الناس، وإذا كانت النتائج صحيحة لماذا لا يفعل المسؤولون شيئاً سوى إجازة ربط رداءة الخبز بالغلاء ؟.. وحل مشكلة سعر وجودة الخبز يكمن فقط في الترويج للتصنيع (داخل المنازل). وعلى الدولة أن تروج لفكرة تصنيع الخبز وأن ترسخ هذه الثقافة بين المواطنيين، لكن للأسف هذا لم يحدث مع أي من الحكومات المتعاقبة على الشعب الإيراني”.
أسعار الخبز قبل وبعد الزيادة المرتقبة:
1 – “سنجك” – خبز مستطيل أو مثلث الشكل، يصنع من عجين القمح الكامل المختمر. السعر الحالي: 800 طومان. السعر بعد الزيادة: 920 طومان.
2 – “البربري” – نسبة إلى قبائل “إيل بربر” على الحدود الإيرانية – الأفغانية، أول منتج لهذا النوع من الخبز. السعر الحالي: 800 طومان. السعر بعد الزيادة: 920 طومان.
3 – “تافتون” – نوع سميك من الخبز، يصنع من الدقيق والزعفران ويحوي كمية صغيرة من مسحوق الهيل، ويخبز في فرن الطين. السعر الحالي: 400 طومان. السعر بعد الزيادة: 460 طومان.
4 – “لواش” – عيش رقيق جداً. “لواش” كلمة أرمنية ونجحت أرمنيا في تسجيل خبز “لواش” كميراث ثقافي ومعنوي لأرمنيا في “اليونسكو”، وتسعى إيران للحصول على الميراث المشترك. السعر الحالي: 220 طومان. السعر بعد الزيادة: 250 طومان.
لواش