14 نوفمبر، 2024 8:16 ص
Search
Close this search box.

“إيران إنترناشيونال” يكشف .. علاقات الخارجية الإيرانية غير المعلنة مع “مجموعة الأزمات الدولية” (3)

“إيران إنترناشيونال” يكشف .. علاقات الخارجية الإيرانية غير المعلنة مع “مجموعة الأزمات الدولية” (3)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يواصل “بزرگمهر شرف الدین”؛ عبر تحقيقه الاستقصائي المنشور على موقع (إيران إنترناشيونال)، كشف العلاقة السرية بين “الجمهورية الإيرانية” و”مجموعة الأزمات الدولية”، لاستهداف الضغط على سياسات الإدارات الأميركية منذ عهد “باراك أوباما”؛ وإبرام “الاتفاق النووي”..

دعمًا لـ”الاتفاق النووي”..

بدأت اجتماعات “مركز الدراسات السياسية” مع “مجموعة الأزمات”؛ وفق الوثائق، منذ العام 2014م، وتحديدًا في نفس توقيت المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى الكبرى، وجرى التوقيع على مذكرة التفاهم بين “مركز الدراسات السياسية” مع “مجموعة الأزمات”، في نفس عام إلغاء القوى الكبرى العقوبات على “إيران” لقاء بعض القيود على أنشطتها النووية والصاروخية.

وبحسّب موقع “مجموعة الأزمات”، فقد لعب هذا المركز دورًا بالغ الأهمية في بلورة وتدعيم “الاتفاق النووي” الإيراني.

كما ينطوي الاتفاق المؤقت والنهائي؛ والمعروف باسم: “البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة” بين “إيران” والقوى الدولية، على الكثير من مقترحات “مجموعة الأزمات”.

ونشر الموقع رسالة “محمد جواد ظريف”؛ وزير الخارجية الإيرانية آنذاك، والتي أثنى فيها على جهود “مجموعة الأزمة” في “الاتفاق النووي”، وفيها: “متأكد أن رأيتم كلماتكم في النص النهائي”.

“ظريف” يكشف كواليس “الاتفاق النووي”..

وبينما تسُّمي “مجموعة الأزمات” نفسها بالمنظمة المستقلة، اعتبرها “ظريف”؛ مجموعة ضغط، وأوضح في مذكراته عن “الاتفاق النووي” والمنشورة عام 2021م، كيف سّعت “طهران” إلى تحقيق مصالحها في الدول الغربية وبخاصة “الولايات المتحدة”؛ عبر “مجموعة الأزمات”، وقال: “أعدت وزارة الخارجية في العام 2014م، مقدمة مقترحة، وشاركتها مع (كاترين آشتون)؛ مسؤول السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي. لكن تخوفت إيران من عدم مشاركة (آشتون) المقدمة مع القوى الكبرى، لذلك قامت بإرسال نسخة أخرى للقوى الكبرى عن طريق مجموعة الأزمات التي كانت على علاقة ببعض الهيئات الأميركية”.

آنذاك كان؛ “علي واعظ”، محلل الشؤون الإيرانية في “مجموعة الأزمات”، حافظ كما تُشير الرسائل الإلكترونية على علاقاته مع “روبرت مالي”؛ بعد تعيينه في الإدارة الأميركية. ووفق “ظريف”، فالنص الذي نشرته “مجموعة الأزمات”، بتاريخ 09 آيار/مايو 2014م، تحت عنوان: “إيران ومجموعة الـ (5+1) حل مكعب روبيك النووي”.

ومن الأفكار التي طرحت في النص: “سرعة إدخال المباحثات الرسمية في المفاوضات”، دون أن تُعلن “مجموعة الأزمات” اقتباس هذا النص من مقدمة “وزارة الخارجية” الإيرانية.

نفي “مجموعة الأزمات”..

وفي مداخلة مع (إيران إنترناشيونال)؛ قالت “اليسا جيبسون”، المتحدث باسم “مجموعة الأزمات”: “ادعاءات وزير الخارجية الإيرانية؛ ظريف، غير صحيحة… لم تُمارس مجموعة الأزمات الضغط لصالح أي دولة أجنبية. وما شاركنا به مجموعة الـ (5+1) في العام 2014م، هو نسخة من مقترحاتنا في تقرير بعنوان (مكعب روبيك) وليس العكس”.

في المقابل؛ عبّر بعض المتخصصين ممن شاركوا في المفاوضات النووية الإيرانية، عن اعتقادهم في عدم حيادية “مجموعة الأزمات” و”واعظ” في المفاوضات التي سبقت التوقيع على “الاتفاق النووي”.

يقول “ديفيد البرايت”؛ عالم نووي ومفتش سابق بـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”: “لعب؛ واعظ، ومجموعة الأزمات، طوال فترة المفاوضات النووية، دورًا دعائيًا مغاير تمامًا للمواقف الأميركية، ومتناغم مع المواقف الإيرانية؛ لا سيما حول مفهوم الهروب النووي، أو الوقت اللازم لإنتاج كمية من (اليوانيورم) المخصب تكفي لصناعة قنبلة نووية”.

مراسلات غير معلنة..

وفي رسالة إلكترونية بتاريخ 02 تشرين أول/أكتوبر 2014م، كتب “واعظ” إلى “ظريف” يقول: “كإيراني لم أتورع من منطلق وظفيتي الوطنية عن مساعدتك وفريق المفاوضين النوويين الإيرانيين عن المواجهة العلانية ضد مفهوم الهروب النووي”.

وشّكك “واعظ”؛ في كتاباته وحواراته العامة، في مفهوم الهروب النووي مستخدمًا استدلالات مشابهة لتلك التي قدمها “ظريف”. على سبيل المثال كتب في مقالة نشرها موقع (الجزيرة): “الهروب النووي معيار مضُّلل لقياس التهديدات النووية الإيرانية المحتملة”.

وقال: “تقليص مدة الهرب النووي في إيران لا يُشكل خطرًا بالضرورة، لأن التجارب السابقة تثُّبت إن إيران امتلكت مدة ستة شهور للهرب النووي، لكن هذا لم يُفضي إلى صناعة سلاح نووي”.

لكن فشلت في النهاية استدلالات “واعظ”؛ و”مجموعة الأزمة”. وتم النص في “الاتفاق النووي” النهائي على تحديدة مدة الهروب النووي، ووافقت “إيران” على القيود التي تحّول دون امتلاكها المواد الكافية لإنتاج قنبلة نووية مدة عام.

وبحسّب “مجموعة الأزمات”، فقد عارضت في البداية مفهوم الهرب باعتباره؛ (مفهوم مصطنع)، ووفق “جيبسون”؛ فسوف يتم إدراج هذا المفهوم في الاتفاق بمجرد توضيح الفترة، وقالت: “قدمنا معايير نصل بها إلى ما هو أكثر من عام”. وقد تعرض “ظريف” مدة سنوات للضغط من المتشّددين الإيرانيين على خلفية ترويج سياسة الحد من التوتر مع الغرب، كما حملوا على “مجموعة الأزمات” بسبب دورها في “الاتفاق النووي”. وبحسّب المجموعة لم يتمكن “واعظ”؛ عام 2014م، من السفر إلى “إيران” لأسباب أمنية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة