خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تقوم “الولايات المتحدة” بإرسال المزيد من السفن الحربية والمقاتلات والقاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط؛ بينما تُحاول “الجمهورية الإسلامية” إظهار استعدادها للتعامل مع أي صراع عسكري. بحسب ما استهل “مراد ويسي”؛ تحليله المنشور على موقع (إيران إنترناشيونال) الممول خليجيًا.
في ظل هذه الطروف؛ يُظهر الطرفان بوضوح قوتهما العسكرية؛ ويواصلان في الوقت نفسه الحرب الكلامية لإجبار الخصم على التراجع.
في أحدث تحرك، أعلنت “الولايات المتحدة” نقل حاملة الطائرات؛ (كارل فينسون)، من “المحيط الهاديء” إلى المنطقة الخاضعة لقيادة (سينتكام)؛ بالقرب من “إيران”، ومن المَّقرر أن تصل الحاملة إلى المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين.
ووجود هذه السفينة في المنطقة سيُعزّز القدرات الجوية والبحرية لـ”الولايات المتحدة” لمواجهة “الجمهورية الإيرانية” والمجموعات التابعة لها، بما في ذلك (الحوثيون) الذين هم حاليًا في صراع مع “الولايات المتحدة”.
رفع القدرات الجوية الأميركية في المنطقة..
أحد أهم أسباب إرسال (كارل فينسون)؛ المزودة بمقاتلات (F-35) المتطورة والشبحية، وزيادة عدد هذه المقاتلات بالمنطقة، تعزيز قدرة “الولايات المتحدة” على شن هجوم محتمل على العمق الإيراني، حيث سيكون تحديد ومجابهة مقاتلات (F-35) الشبح مهمة صعبة للغاية على أنظمة الدفاع الجوي لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ التي تضّررت من الهجوم الإسرائيلي الأخير. بحسب مزاعم الموقع الخليجي.
وقد تحولت (كارل فينسون) في عام 2021م، إلى أول حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية تحمل مقاتلات (C-F-35) للمشاركة في العمليات.
وقد اتخذت “الولايات المتحدة” قرار إرسال (كارل فينسون) للشرق الأوسط، وفي المقابل نقل حاملة الطائرات (نيميتز) المزودة بمقاتلات (F-18) إلى منطقة “المحيط الهاديء”؛ على مقربة من “الصين وكوريا الشمالية”.
ووجود مقاتلات (F-35) يُتيح لـ”الولايات المتحدة” مهاجمة المراكز العسكرية والنووية الإيرانية دون الحاجة للاستفادة من قواعدها العسكرية في الدول العربية بالمنطقة. وينطوي هذا الموضوع على الأهمية؛ لأن “الجمهورية الإيرانية” كانت قد حذرت دول المنطقة من الاستهداف حال السماح لـ”الولايات المتحدة” استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم على “إيران”.
ووجود مقاتلات (F-35) لا يُتيح لـ”الولايات المتحدة” فقط الهجوم على عمق المراكز العسكرية الإيرانية، وإنما سيتم استخدام عدد كبير جدًا من هذه المقاتلات المتطورة بشكلٍ متزامن حال التعاون بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” في تنفيذ عملية واسعة النطاق.
علمًا أن “إسرائيل” هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي حصلت على عدد: (75) مقاتلة (F-35) من “الولايات المتحدة الأميركية”، وقد استخدمت هذه المقاتلات في عملية (يوم التوبة) ومهاجمة المراكز الصاروخية والدفاعية الإيرانية.
وتحظى هذه المقاتلات بأهمية كبرى بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” و”إسرائيل”؛ بحيث تمتنع “الولايات المتحدة”؛ حتى الآن، عن بيع هذه المقاتلات إلى “الإمارات وقطر” رُغم التعاون العسكري القوي.
وكانت “قطر” التي تستضيف قيادة (سنتكام) المركزية قد تقدمت بطلب شراء مقاتلات (F-35) قبل خمس سنوات تقريبًا.
وفي فترته الرئاسية الأولى؛ كانت “دونالد ترمب”، قد أصدر تصريح بيع هذه المقاتلات لـ”الإمارات” بعد تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”، لكن الاتفاق لم يتم بعد صعود؛ “جو بايدن”، للسلطة في “الولايات المتحدة”.
وحاليًا تُفيد بعض التقارير بأن “الإمارات” سوف تستأنف مباحثات شراء هذه المقاتلات.
وبخلاف مقاتلات (F-35) تحمل (كارل فينسون) مقاتلات من طراز (F-18)؛ مما يُعزّز القوة الجوية الأميركية في مواجهة “الجمهورية الإيرانية”.
وبالوقت نفسه تقبع حاملة الطائرات (هاري ترومان)؛ في “البحر الأحمر”، وتحمل (70-90) مقاتلة، أغلبها من طراز (F-18) إلى جانب مروحيات عسكرية.
نشر قاذفات (B-52) بالقرب من “إيران”..
علاوة على ذلك؛ نقلت “الولايات المتحدة” قاذفات (B-52) الثقيلة إلى المنطقة، في قواعد (العديد) الجوية بـ”قطر”، و(ديغو غارسيا) في “المحيط الهندي”.
ومؤخرًا استخدمت هذه القنابل في عملية محاكاة بـ”البحر الأبيض” للهجوم على المراكز الإيرانية، بمشاركة المقاتلات الإسرائيلية. كما قامت “الولايات المتحدة” بنشر مقاتلاتها في قاعدة (الظفرة)؛ بـ”الإمارات”، وقاعدة (علي سالم) و(أحمد جابر) بـ”الكويت”، مما يمكنها من تنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق ضد “الجمهورية الإيرانية”.
دبلوماسية الزوارق الحربية..
يُعتبر نشر حاملة الطائرات الأميركية الثانية في المنطقة؛ جزءًا من “دبلوماسية الزوارق الحربية”.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى زيادة الضغط العسكري وتهديد “الجمهورية الإيرانية” لإجبارها على التراجع وقبول الشروط التي تُريدها “الولايات المتحدة”.
وقد أكد “ترمب” مؤخرًا أنه لن يسمح لـ”الجمهورية الإيرانية”، بامتلاك أسلحة نووية، سواء عبر التفاوض أو العمل العسكري.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن وجود هذه الحاملات يُتيح لـ”الولايات المتحدة” تحقيق انتصار على (الحوثيين) من موقع القوة، وضمان الأمن البحري في “البحر الأحمر”، الذي يتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة للعالم.
وعليه إذا لم تتراجع “الجمهورية الإيرانية” في مواجهة هذه الضغوط، فإن هذا الحشد العسكري المعزَّز يمكن أن يتحول من أداة تهديد إلى أداة للعمل العسكري. بحسب معلومات التقرير الدعائي المضللة.