خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
ما تزال “الجمهورية الإيرانية”؛ (وفق الشواهد)، تستفيد من العنف الجنسي كتكنيك في قمع وإرهاب المعارضين من الذكور. بحسّب الجزء الثاني من تحقيق “نيكي محجوب”، المنشور على موقع (إيران إنترناشونال).
على سبيل المثال؛ اعتقلت قوات الأمن المتظاهر؛ “حسين”، من داخل إحدى الجامعات في “طهران”، يقول: “ألقوني في مؤخر سيارة الشرطة، وغطلوا رأسي بقميصي، والرجل الذي كان يجلس ورائي كان يقول: لن يسمع الله صوتك مجددًا، ولن يمكنك أن تأكل أي شيء، فقط ما أقدمه لك”.
وأكد هذا الطالب أن السيارة لم تأخذه إلى المعتقل بالنظر إلى المسّار الذي سلكته السيارة، وأضاف: “كان المسّار من الجامعة قصيرًا جدًا؛ حيث توقفت السياسة وحين ترجلت منها رأيت منازل من الآجر في الطرفين. كان المكان أشبه بشارع (سنائي). ثم دخلنا شقة، وكان الضابط يضغط على رقبتي باستمرار. وبداخل إحدى الغرف ربطني إلى الجدار وأدخل شيئًا في مؤخرتي. كنت أصرخ ثم تركني بعد فترة. كنت مصدومًا. كنت أعاني من النزيف عدة أيام، وجائني أحدهم وقال بعد الكشف: للأسف اصيبت مؤخرته بالتهتك”.
وأردف “حسين”: “أخبرني صديقي بعد الافراج بتعرض الكثيرين لنفس التجربة؛ لكنهم يرفضون الحديث عن هذا الموضوع”.
الحقن بمواد غير معروفة..
“همايون”؛ هو الآخر من المعتقلين في مدينة “آمل”، شمال “إيران”، يقول: “تعرضت للضرب بشدة أثناء الاعتقال، حتى أنهم كسروا رقبتي، ولأنني قاومت سحبوني على الأرض. وفي شارع (عبدالله) نجل الإمام، توقفت السيارة وتأكدت أنهم سيأخذوني إلى سجن (آمل)، وحقنوني في رقبتي أو كتفي. وقد تعرض الكثير من المعتقلين وحتى الآطفال للحقن بمواد غير معروفة. ولم يتوقف الإيذاء عند هذا الحد، وإنما تعمد رجال الأمن ضرب خصيتي مرارًا؛ وهذا يعني أنهم كانوا يريدون موتي. دخلت في غيبوبة من شدة الألم، وعندما أفقت أجبرني ضباط الأمن على الاعتراف بضرب اثنين من عناصر الأمن”.
كذلك تعرض “سيوان”؛ من مدينة “مهاباد”، ذات الأغلبية الكُردية، للاعتقال، يقول: “سحبني العناصر من شعري الطويل. كان الألم مرعبًا. وفي سيارة الشرطة كان أحد العناصر يضغط رأسي للأسفل، بينما كان الآخر يضغط على خصيتي، وكنت أصرخ من الألم. مكثت مدة طويلة نسبيًا في السيارة. وكنت أشم بعدما ترجلت من السيارة رائحة منظفات قوية. كأنما كنا في مستشفى أو مستوصف”.
يُضيف: “عبرنا طريق طويل نسبيًا، ثم ألقوني داخل إحدى الغرف. لم تكن زنزانة. ثم دخل عنصرين وجردوني من ملابسي بالقوة. بقيت عاريًا في غرفة الولادة لفترة، قبل أن يأتي العنصرين مرة أخرى، وهذه المرة أجلسوني على مقعد بينما كانوا يضربونني، ثم سألني أحدهم: ماذا عن ثورة العراة ؟ أما الآخر فكان يرميني بالماء بعدما يضربني، ويقول: حين أصلك بالكهرباء، سوف تخبرنا بكل شيء”.
وأردف: “لا أعلم المدة التي قضيتها في الغرفة، لكن بعد فترة أعطوني بنطال وقميص وتركوني”.
التأثير النفسي للاستغلال الجنسي..
الخوف من الاعتقال والتعذيب، أجبر الكثير من الضحايا على التزام السكوت، لدرجة أن العدد الفعلي للمتظاهرين الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي غير معلوم.
وفي الشهادات التي حصل عليها (إيران إنترناشيونال) يتحدث الضحايا عن تحمل صدمات نفسية عميقة بعد تجربة الاستغلال الجنسي.
على سبيل المثال؛ كان أحد الضحايا بحاجة إلى الذهاب للمستشفى لإجراء المقابلة. بينما كشف الآخرون عن خضوعهم للعلاج للتعامل مع ما تعرضوا له. وآخرون اعترفوا بإقدام البعض على الانتحار بسبب ما تعرضوا له.
وأثبتت الدراسات أن للعنف الجنسي آثار فورية وطويلة الأمد؛ إذ يشعر الضحية في البداية بضغوط حادة، وانفصام عاطفي، واضطرابات في النوم، وجراحة بدنية، والتهابات جنسية، وحمل غير مرغوب فيه. وتشمل التأثيرات طويلة المدى اكتئاب مستمر، واضطراب ما بعد الصدمة، والمشاكل الشخصية، واضطراب الجهاز الهضمي، وآلام الحوض المزمنة، وتعاطي المخدرات.
تكنيك قديم..
ختامًا؛ فاستفادة الحكومة الإيرانية من العنف البدني والجنسي في قمع المعارضة، هو تكنيك قديم وقد ظهرت الكثير من التقارير منذ تأسيس “الجمهورية الإيرانية” عن استخدام النظام أنواع مختلفة من العنف البدني والجنسي.
ويرفض المسؤولون اتهامات الاعتداء على المتظاهرين والمعارضين، والقبول بالأدلة الكثيرة المتعلقة بهذا الموضوع.