23 يوليو، 2025 11:40 ص

“إيران آمروز” يرصد .. مرحلة جديدة من البنية الأمنية بالمنطقة !

“إيران آمروز” يرصد .. مرحلة جديدة من البنية الأمنية بالمنطقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

سّلطت التقارير الإخبارية الضوء على تصريحات الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، حول مسألة تطبيع العلاقات بين “المملكة العربية السعودية” و”الكيان الإسرائيلي”؛ في أعقاب زيارة؛ “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي الأميركي؛ لـ”الرياض”، الخميس الماضي؛ بحسب ما استهل تقرير “صابر ﮔل عنبري”، المنشور على موقع (إيران آمروز).

والتصور العام لتلك الجهود والمسّاعي؛ هو بناء نظام أمني في المنطقة بمحورية “الكيان الإسرائيلي”؛ حيث تطبيع العلاقات الركيزة الأساسية وبدونه لن تكتمل الأحُجية؛ إلا أن تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” و”السعودية” يختلف عن التطبيع مع “الإمارات والبحرين”، وهو تحول جذري ومقدمة أو ركيزة أساسية في النظام الأمني الجديد بالشرق الأوسط.

أغراض “بايدن”..

يُذكر أن مسّار تطبيع العلاقات بين “السعودية” و”إسرائيل” قد بدأ في فترة؛ “دونالد ترامب”، الرئاسية، لكن تباطؤ هذا المسّار في عهد؛ “جو بايدن”، وبخاصة العام الأخير؛ بسبب بعض القضايا على شاكلة الأزمة الداخلية في “إسرائيل”، إلى أن بدأت الإدارة الأميركية مؤخرًا في التركيز مجددًا على هذا الملف.

والسؤال: لماذا يضطلع “بايدن” للقيام بهذا الأمر في آتون الأزمة الداخلية الإسرائيلية؛ التي سيكون المنتفع منها؛ “بنيامين نتانياهو” ؟..

في رأيي؛ أن أحد أهم أسباب تباطؤ مسّار التطبيع بين “إسرائيل” و”المملكة العربية السعودية”؛ خلال الأشهر الماضية، هو عدم رغبة الإدارة الأميركية تسّليم “نتانياهو” ورقة رابحة تُساعده على التقدم في مشروعه، لكن “بايدن” لا يستطيع؛ في الوقت الحالي، إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي على سّحب مشروعه للإصلاح القضائي، لا سيما بعد أن قطع المرحلة الأولى في هذا المشروع؛ حيث يبدو أن الرئيس الأميركي قد أعاد النظر في موقفه وقرر تحت وطأة الخوف من تأثير هذا التباطؤ على المشروع ككل؛ مع الأخذ في الاعتبار لاقتراب نهاية فترته الرئاسية؛ (الدورة الأولى على الأقل)، وألا يؤتي هذا المشروع ثماره في عهده، ولذلك قرر مواصلة العمل في المشروع وصولًا للنهاية.

لماذا الآن ؟

في غضون ذلك؛ لا يجب تجاهل ضغوط “الكونغرس” ودور اللوبي السعودي وتحقيق مكاسّبه من التطبيع.

كذلك من غير المسّتبعد أن إدارة “بايدن” تُريد؛ من خلال التطبيع، دفع “نتانياهو” باتجاه تغيير تركيبة الحكومة والاتفاق مع المعسكر المعارض في إطار تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.

مع هذا؛ من المحتمل ألا تُسارع “السعودية” إلى تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، حيث يتطلب هذا الملف المزيد من الوقت، لكن لا يجب تجاهل أن السياسات السعودية تمضي في هذا الاتجاه؛ وأن التطبيع سيحدث عاجلًا أو آجلًا.

في حين أن تطبيع العلاقات بين الجانبين مُدّرج على جدول الأعمال بشكلٍ جاد، ورغم مرور حوالي خمسة أشهر على اتفاق “إيران” و”السعودية”؛ في “بكين”، على استئناف العلاقات، ما تزال سفارة السعودية في “طهران” مغلقة والسفير الإيراني لم يسّتقر حتى الآن في “الرياض”؛ رغم افتتاح السفارة.

في غضون ذلك تجاهل البعض؛ بعد اتفاق “بكين”، التوجه العام والعميق للتطورات الإقليمية، واعتبروا أن الاتفاق بمثابة البداية للقيام بتغيرات جيوسياسية بالمنطقة في إطار تشكيل نظم جديدة للتخلص من وجود القوى الأجنبية و”إسرائيل”. والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك وتحدث عن تشكيل تحالف بحري مع “السعودية والإمارات”، وآفاق تدفق الاستثمارات السعودية على “إيران”.

الاتفاق “الإيراني-السعودي”..

في الوقت نفسه؛ قيل إن اتفاق “طهران-الرياض”؛ ورغم أهميته وحتميته، وعلى فرض الاستئناف الكامل للعلاقات الدبلوماسية، فإنه ليس عميق لأسباب كثيرة؛ وأن الجانبين خضعا للمصالحة تحت وطأة الضرورة.

والواقع أن مسّار التطورات الإقليمية؛ وبخاصة فيما بين “إيران” و”السعودية”، على مدى الخمسة أشهر الأخيرة، يؤيد الادعاء السابق؛ حيث لم تحدث حتى الآن أي أحداث أساسية في العلاقات بين البلدين؛ رُغم الاتصالات الكثيرة وزيارة وزير الخارجية السعودي إلى “طهران” وغيرها من الإجراءات الأخرى، ولم يطرأ أي تطوير أو انفتاح على الملفات الإقليمية؛ بداية من “اليمن” وحتى “لبنان”، نتيجة اتفاق “بكين”.

ويمكن فهم تسّريع وتيرة ملف التطبيع بين “الرياض” و”تل أبيب”، وإيفاد مقاتلات (F-35) و(F-16) رفقة عدد من السفن القتالية إلى منطقة الخليج، في إطار تقوية الوجود العسكري الأميركي بالمياه الإقليمية؛ لكسّب ثقة الحلفاء السعوديين والإماراتيين؛ بعد الانتقادات المستمرة “للتخاذل” الأميركي تجاه “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة