10 مارس، 2024 3:42 م
Search
Close this search box.

“إيران آمروز” يرصد المسيرة .. من “الناتو العربي” إلى “ناتو الشرق الأوسط” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

عقب زيارة “الإمارات”، تحدث العاهل الأردني؛ “عبدالله الثاني بن الحسين”، في حوار إلى فضائية (CNBC)، عن دعم بلاده فكرة تشكيل (ناتو الشرق الأوسط)؛ بين مجموعة الدول التي تؤيد الفكرة. وأكد في معرض الإجابة على سؤال بشأن تشكيل هذا الحلف، أنه سيكون من أوائل الشخصيات التي تدعم إطلاق (ناتو الشرق الأوسط)، وطلب إلى الدول المؤيدة للفكرة تأسيس هكذا تحالف.

وأكد في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون لـ (ناتو الشرق الأوسط) مهام واضحة ومعلنة. وأوضح أن الدول المؤيدة للفكرة بالشرق الأوسط، بدأت قبل فترة العمل المشترك للتعامل مع التحديات المرتبة على الحرب الأوكرانية، وقال: “جلسنا معنا ورأينا كيف يمكننا مساعدة بعضنا الآخر”.

وما يُلفت الاهتمام في تصريحات العاهل الأردني، هو مسألة التحركات الدبلوماسية المكثفة والتطورات الأشهر الأخيرة بغرض تشكيل تحالف عسكري مشترك في الشرق الأوسط بين حلفاء “الولايات المتحدة الأميركية”؛ بحسب “صابر گل عنبری”، في تقرير نشره موقع (إيران آمروز).

كذلك وقبل أيام؛ تحدث “بيني غانتس”، وزير الدفاع الإسرائيلي، عن العمل مع شركاء المنطقة لتأسيس تحالف عسكري برعاية “الولايات المتحدة”.

مرحلة جديدة في “الاتفاقيات الإبراهيمية”..

ويتضح من تصريحات العاهل الأردني؛ أن تشكيل (ناتو الشرق الأوسط) لا يهدف للمواجهة ضد “إسرائيل” أو تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنما من المُقرر أن يتبلور هذا التحالف بالأساس بمحورية “الكيان الإسرائيلي”، وهو مرحلة متقدمة من “التحالف الإبراهيمي”.

بعبارة أخرى؛ وضوح العلاقات بين “تل أبيب” وعدد من الدول العربية والإسلامية. وعلى مدى العاميين الماضيين توطدت علاقات “إسرائيل” الدبلوماسية مع: “الإمارات والبحرين”، وتشكل مستوى هام من العلاقات السرية وغير المعلنة نسبيًا مع “السعودية”، وتطورت علاقات “تل أبيب” في منطقة الخليج الجيوإسترايتيجية، لاسيما مع “أبوظبي” بشكل غير متوقع على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

في حين لم تبلغ علاقات “إسرائيل” مع: “مصر والأردن”، هذا المستوى رغم قدم العلاقات.

وهذا التوجه الإماراتي أثار قلق الجانب المصري تحديدًا من إمكانية تراجع دورها الإقليمي. فلطالما رأى المصريون أنفسهم بوابة العلاقات الإسرائيلية مع العالم العربي بعد التوقيع على اتفاقية “كامب ديفيد” واحتلوا بهذه الطريقة مكانة خاصة في السياسات الإقليمية والعلاقات مع “الولايات المتحدة” والغرب.

لكن “القاهرة” لم تمتنع عن التحرك للقضاء على هذه المخاوف فقط، وإنما رأت أنه لا مفر من التماهي مع هذه التطورات وتوطيد العلاقات بين “تل أبيب” و”أبوظبي”؛ بسبب تدهور الأوضاع المصرية السياسية والاقتصادية والاعتماد على المساعدات المالية الخليجية.

من “الناتو العربي” إلى “ناتو الشرق الأوسط”..

وبالعودة إلى أصل الموضوع؛ فالواقع إن تشكيل (ناتو الشرق الأوسط)؛ بين حلفاء “أميركا” من العرب والإسرائيليين، يهدف للوهلة الأولى للمواجهة ضد “إيران”.

وفكرة (ناتو الشرق الأوسط) هي بالأساس نسخة مطورة من فكرة الـ (ناتو العربي) القديمة، حيث أدى وجود “إسرائيل” إلى تغيير الاسم إلى: (ناتو الشرق الأوسط). والحقيقة أن (الناتو العربي) كان فكرة مصرية من اقتراح؛ “محمد حسين طنطاوي”، وزير الدفاع المصري الأسبق، ثم أعاد الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، طرح الفكرة عام 2015م؛ أثناء زيارة إلى “الأردن”، وترددت الفكرة مرة أخرى في عهد الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترامب”، قبيل زيارته “السعودية”؛ في آيار/مايو 2017م.

وأخيرًا وبعد التطور الملحوظ في العلاقات “العربية-الإسرائيلية”، تطورت الفكرة إلى (ناتو الشرق الأوسط)، وقد تُساهم زيارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى “السعودية”، في تسريع عملية تشكيل هذا التحالف العسكري.

ضد من ؟

والحقيقة يتجه حلفاء “الولايات المتحدة” إلى تشكيل هذا التحالف، ليس فقط بغرض التعاون المشترك للمواجهة ضد التحديات الراهنة، وإنما هو نوع من الاستعداد للمواجهة الجماعية مع الفراغات والتحديات الأمنية الأكبر، والتي من المحتمل أن تواجه منطقة الشرق الأوسط نتيجة التداعيات الأمنية والجيوسياسية للصراع بين القوى الغربية و”الولايات المتحدة” من جهة، و”روسيا” حاليًا و”الصين” مستقبلًا من جهة أخرى.

لكن التقدم على مسار تشكيل (ناتو الشرق الأوسط) يستلزم وجود توتر مستمر في المنطقة مع الطرف الإيراني، ولذلك فسوف يستمر مستوى التوتر الإقليمية؛ بغية تحقيق الهدف المذكور أعلاه.

من جهة أخرى، فإنه وإن كانت المواجهة مع “إيران” وحلفاءها من أهم أولويات تشكيل (ناتو الشرق الأوسط)، لكنه ليس الهدف الوحيد، ولكن ربما تكون “تركيا” الهدف التالي، ومن المستبعد أن تقضي المصالحة الحالية على المخاوف الإستراتيجية للمحور “العربي-الإسرائيلي” تجاه؛ “رجب طيب إوردغان”. وبالتأكيد سوف تستشعر “تركيا” هذا الخطر قريبًا، وقد يتحول التقارب مع هذا المحور إلى مخاوف ومساعي للانضمام إلى هذا التحالف حال تشكيله للبقاء بمأمن من المخاطر المستقبلية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب