خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
قصفت “إسرائيل” منشآة في ضاحية “بيروت” الجنوبية؛ باعتبارها قاعدة (حزب الله) اللبناني، بهدف اغتيال؛ “إبراهيم عقيل”، قائد العمليات الخاصة بـ (حزب الله)، وصاحب خطة السيّطرة على “الجليل” في الحرب المحتملة. بحسّب ما استهل “صابر گلعنبري”؛ تقريره التحليلي المنشور بموقع (إيران آمروز) الإيراني.
خطأ أمني كبير..
وقيل إن “عقيل” كان في اجتماع مع عدد من قيادات وحدة (الرضوان). والواقع أن اجتماع عدد من قيادات الحزب في مكانٍ واحد في ظل هذه الأجواء الحربية، وفي أعقاب تفجيرات أجهزة النداء (البيجر) واللاسكي، هو خطأ أمني كبير.
والسؤال: لماذا لم يتخذ الحزب ترتيبات أمنية معقدة لمثل تلك المواقف، كشق أنفاق عميقة في الضاحية لتلك الاجتماعات الحساسة، على غرار الوضع في “غزة” ؟!.
وينطوي الهجوم على “بيروت” في آتون احتدام الهجمات ضد (حزب الله)، على دلالات جديدة، وهو الاغتيال الثالث من نوعه في “بيروت”، بعد اغتيال “إبراهيم العاروري”؛ نائب رئيس حركة (حماس)، و”فؤاد شكر”؛ القيادي البارز بـ (حزب الله). ولذلك استبقت “إسرائيل” الموجة الجديدة من الهجمات، بتحطيم القواعد المتعارف عليها مع (حزب الله) عبر تنفيذ أول عملية اغتيال في “بيروت”؛ كانون ثان/يناير الماضي، وتهدف بتنفيذ الاغتيال الثاني ثم الثالث إلى تثبيت هذه المعادلة في إطار استراتيجيتها الجديدة على الجبهة الشمالية.
ازدياد النفوذ الصهيوني داخل لبنان..
وتكرار عمليات اغتيال القيادات العُليا في “بيروت” ينُم عن اتساع شبكة نفوذ “الكيان الصهيوني” في “لبنان”، وسط احتمالات بشأن حصول “إسرائيل” على معلومات أمنية حساسة تتعلق بقيادات وقوات (حزب الله)، وذلك من خلال دس أدوات تجسس وتتبع في أنظمة الاتصالات، ويؤكد كذلك أن الردع على الاغتيالات السابقة لن يقف عند مستوى الردع للحيلولة دون تكرار هذه العمليات.
القضية الأخرى تتعلق بفشل “إسرائيل” في حرب العام 2006م الشاملة، في اغتيال عدد من القيادات العُليا بـ (حزب الله) اللبناني، لكن تمكنت في الحرب الراهنة المحدودة من اغتيال عدد من القيادات الرئيسة في الحزب، وهو ما يطرح سؤال بشأن ارتباط هذه النجاحات بحصول “إسرائيل” على بنك معلومات هامة عن طريق أجهزة النداء (البيجر) واللاسكي ؟
بين استراتيجية “حزب الله” والاستراتيجية الإسرائيلية..
ويبدو أن (حزب الله) يتجنب تنفيذ ردود قوية على تلك الاغتيالات للحيلولة دون اندلاع حرب شاملة، ويريد عبر مستوى معين من ردود الفعل استمرار استنزاف “إسرائيل” في الجبهة الشمالية، وبالتالي التقدم في استراتيجية التراكم التدريجي للإنجازات.
في المقابل يبدو أن “إسرائيل” لا تتحمل استمرار عملية الاستنزاف غير المسّبوقة في الجبهة الشمالية؛ لا سيما في ظل احتجاجات المستوطين المستمرة وهجرة المستوطنات الحدودية، وتعتبر أن فكرة إخلاء المناطق الشمالية دون تغيير معادلة الاستنزاف بمثابة استكمال لعمليات السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م.
لذلك اتخذت “تل أبيب” قرارًا؛ بعد عام من المأزق في “غزة” وفشل المفاوضات، والوعي بمخاوف (حزب الله) من اندلاع حرب شاملة، برفع مستوى التوتر وكذلك امتلاك فرصة لتحقيق إنجازات أمنية، ونقل تمركزاته للجبهة الشمالية بهدف وقف حرب الاستنزاف.
أسئلة في فلك المشهد..
وحاليًا ربما يرى (حزب الله) نفسه مضطرًا؛ (بجانب استمرار عمليات الاستنزاف)، للرد بقسوة على “إسرائيل” للحيلولة دون التغيير التصاعدي في قواعد الاشتباك والموازنة، لكن بغض النظر عن هذا الوضع، إلى أي مدى يمكن تنفيذ هكذا رد ؟ وهل من الممكن أن يتسبب هذا الرد في إشعال حرب شاملة التي تجنبها (حزب الله) من خلال تجاهل الرد على عمليات الاغتيال السابقة ؟ وفي حال لم يبدي الحزب رد فعل، هل تصبح “إسرائيل” أكثر جرأة وتستمر في التقدم ؟
يقول بعض المراقبين: “لو كانت إسرائيل قد تلقت منذ العمل الأول لخرق القواعد على الجبهة الشمالية، الإجابة المفروضة على (حزب الله) حاليًا، فلربما كانت احتمالات اندلاع حرب شاملة أقل من الآن، ومن جهة أخرى، ربما ترددت إسرائيل وتوقفت عن فكرة التقدم للأمام. لكن الأوضاع واللحظات بصفة عامة خطيرة وحساسة”.