11 أبريل، 2024 10:56 ص
Search
Close this search box.

إيرانيين المهجر المعارضين يحذرون .. الافغان “ثغرة” إيران التي تمكن داعش من التسلل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

لطالما ادعى الحرس الثوري المحافظة، على ميدان الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، خوفاً من نفوذ التنظيم داخل الأراضي الإيرانية، وحتى يستفيد من العمق الاستراتيجي للمجال الأمني في تكثيف المواجهة ضد تهديدات التنظيم المحتملة. بعبارة أخرى استحال العمق الاستراتيجي وهو الفاصل الحدودي للدول إلى تهديد. وإذا سلمنا بصحة استراتيجية الحرس الثوري، فثمة مجموعة من الأسباب والدلائل التي تحول دون نجاح تنظيم داعش في تنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران.

الموقع الجغرافي غرب إيران..

يقول الكاتب الإيراني “برزو فارسي”: “على الحدود الغربية الإيرانية مع العراق، تساعد النواحي الغربية من جبال “زاجرس” في توسيع نطاق الرؤية وسيطرة القوات المسلحة الإيرانية على الصحراء المجاورة، وتلك الخصوصية الطبيعية أوجدت عمقاً استراتيجياً ضد داعش. وتصدق ادعاءات خامنئي بشأن سوريا – حينما قال: “لو لم نحارب داعش في سوريا، يتعين علينا الحرب ضد التنظيم في كرمانشان وهمدان وطهران” – في أفضل الحالات على الحدود الغربية الإيرانية، حيث العقبات الطبيعية تمنح إيران امتيازاً ميدانياً ضد التنظيم. والحقيقة أن القوات المدعومة من النظام الإيراني على الخطوط الأمامية للحرب في سوريا، توفر للعناصر المخابراتية والأمنية الإيراني إمكانية كسب المزيد من المعلومات حول استعدادات القوات المتحاربة ورصد أدائها عن كثب”.

لكن علينا أولاً: ألا ننسى التأكيد الإيراني المستمر على قصر الوجود في سوريا على المستشاريين العسكريين. ثانياً: حرب الحرس الثوري لا تقتصر على داعش، وإنما تطال الجماعات المناوئة للأسد مثل النصرة (فتح الشام) على أطراف حلب ودمشق، ولا تملك إيران حتى الآن أي جبهة مستقلة للحرب ضد داعش. وحتى في حالات المواجهات بين القوات الحكومية السورية المدعومة من القوات الإيرانية من جهة المعارضة السورية التي كانت تحارب في الوقت نفسه ضد داعش من جهة أخرى يصب بالكامل في مصلحة تنظيم داعش.

نفوذ داعش بين مواطني الدول المستهدفة..

ويبحث “برزو فارسي”، عبر مقالة تحليلية له بعنوان: “أسباب فشل داعش في تنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران” نشرتها مؤخراً صحيفة “كيهان” اللندنية التابعة لمجموعة الإيرانيين في المهجر ومعارضة للنظام الإيراني، أسباب فشل تنظيم داعش في استقطاب الإيرانيين قائلاً: “أحد الأسباب المهمة في الرد على السؤال السابق بشأن فشل التنظيم في تنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران هو ضعف التنظيم في استقطاب عناصر داخل إيران، حيث لم يسقط الإيرانيون حتى اللحظة في مصيدة داعش. ولقد أثبتت التجارب أن عناصر داعش ممن نفذوا عمليات إرهابية في مختلف الدول الإوربية أو سوريا والعراق كانوا من سكان الدول المستهدفة أو يحملون جنسية هذه البلدان أو قضوا جزءً من حياتهم أو أي من أقاربهم في البلد المستهدف. على سبيل المثال كان الإرهابي منفذ هجوم “مترو سان بطرسبرغ” من سكان روسيا، كذا كان منفذ “جسر وستمنستر” في لندن بريطاني الجنسية. والأمر نفسه ينطبق على العمليات الإرهابية في باريس وبروكسل وبرلين”.

لماذا فشل داعش في استقطاب الإيرانيين ؟

ويستطرد فارسي: “بخلاف تجربة الإيرانيين مع الحكومة الدينية والتي لا تختلف عن داعش، وهو ما يمثل أحد أسباب فشل داعش في استقطاب الإيرانيين، لكن في الوقت نفسه لا تتناغم الأسس الفكرية للتنظيم مع المبادئ السلوكية والعقائدية للشيعة، ربما النتائج واحدة عملياً لكن لكل أسسه المختلفة في تحقيق أهدافه، ولذا فشل التنظيم حتى الآن في نشر أفكاره داخل إيران. والمثال على ذلك هو تشابه التنظيم مع الجمهورية الإسلامية في غسل عقول الأطفال بالمعتقدات الدينية وبالتالي اخضاعهم لتعاليم الدينية والعسكرية. مع هذا تطلق الجمهورية الإيرانية على هذه العملية اسم ترويج ثقافة الفداء والشهادة بينما ترى في نظام داعش التعليمي نظاماً إرهابياً انتحارياً. ولا توجد في منطقة الشرق الأوسط أى دولة تضارع إيران في إضفاء الأيديولوجية الدينية على مواجهات الدولة. ناهيك عن تقدم المستوى العلمي للإيرانيين عن غيرهم من دول المنطقة. وستجد المستوى العلمي في جميع الدول التي نجحت داعش في اختراقها منخفض أو معدوم. لقد نجحت داعش في استقطاب قطاع كبير من الجماهير في مدن مثل الموصل في العراق والرقة في سوريا، لكنها فشلت تماماً في كسب العناصر حتى بين الفئات الإيرانية غير المتعلمة، لكن التنظيم يغلف سياساته بالدين بينما يعايش الشعب الإيراني نتائج مثل هذه النموذج الحكومي منذ اندلاع الثورة في 1978 وحتى الآن. وعليه يفتقر داعش للقدرة على تنفيذ عمليات في إيران. وحتى العدد القليل المحتمل والذي كان على استعداد للقيام بمثل هذه العمليات وقع في قبضة الأجهزة الأمنية الإيرانية، حيث لا توجد المجالات الاجتماعية المناسبة لترويج الأسس الفكرية للتنظيم داخل إيران”.

وتشير التكهنات إلى انضمام حوالي 30 ألف أجنبي إلى تنظيم داعش ثلثهم من “القوقاز وروسيا الوسطى وأصحاب الجنسية الروسية”. وتشير التجارب إلى تدهور الأوضاع على الحدود الشرقية والغربية والجنوبية في إيران عنها في المناطق الشمالية بسبب الموانع الطبيعية. وبالتالي تعتبر الحدود الشرقية الإيرانية المتاخمة لـ”أفغانستان وباكستان” من أضعف النقاط التي تساعد على تسلل عناصر داعش إلى إيران.

التركيبة السكانية المتضررة..

ويحذر “برزو” عبر صحيفة كيهان اللندنية من مغبة المعاملة السيئة التي يلاقيها اللاجئون الأفغان في إيران: “ثمة ما يقرب من 3 مليون أفغاني لاجئ في إيران أو يتردودن على إيران، ونظراً للأوضاع الجغرافية على الحدود الشرقية يصعب خلق عمق استراتيجي في هذه المناطق. وصحيح أن عناصر داعش يستقرون على الحدود الغربية الإيرانية في العراق وسوريا، لكن للتنظيم عناصر متفرقة كذلك لاسيما في “أفغانستان”. وهنا يكمن الخطر حيث العلاقات بين قواعد داعش القوية في أفغانستان واللاجئين الأفغان في إيران. تلك العلاقة التي يزيد من سهولتها وحدة الثقافة واللغة والحدود الجغرافية. وتصب التركيبة السكانية على الحدود الغربية في صالح الشيعة، ولذا يحارب حوالي 20 ألف شيعي أفغاني تحت مسمى “مدافعوا الحرم” ضمن جيش فاطميون؛ بخلاف مئات الباكستانيين ضمن وحدات زينبيون إلى جانب “بشار الأسد”. الأمر الذي يصوغ سهولة تردد الأفغان على إيران. وعليه يستطيع داعش بشكل مباشر وغير مباشر تحفيز عناصره على تنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران. فللدولة الإسلامية ما يقرب من 10 آلاف عنصر في أفغانستان، والمعاملة السيئة التي يتعرض لها الأفغان في إيران تزيد من احتمالات تعاونهم مع داعش بعلم أو بدون علم، وبشكل مباشر أو غير مباشر. فأعداد الاجئين الأفغان في إيران الساخطون على النظام ليست قليلة. ففي العادة ما يعيش الأفغان في العشوائيات ويفتقرون إلى أبسط الحقوق الأولية للمواطنة، والكثير منهم يعاني أوضاعاً مالية صعبة ويعجزون حتى عن توفير الطعام. كما يعاني أبناء الأفغان في إيران من البطالة معظم فصول العام، وبعضهم لجأ حيال هذه الأوضاع إلى الاتجار في “المخدرات” وغيرها من الأعمال المشبوهة، وقضاياهم تلقي بظلالها الثقيلة على المحاكم الإيرانية. ولذا يهيئ هذا المناخ المجال أمام نفوذ داعش”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب