23 سبتمبر، 2024 7:34 ص
Search
Close this search box.

“إيراس” يكشف .. دور “إيران” في لعبة الشرق الأوسط !

“إيراس” يكشف .. دور “إيران” في لعبة الشرق الأوسط !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

احتفلت “إيران”؛ الأسبوع الماضي، بالذكر (45) للثورة الإسلامية عام 1979م. وانطلقت المسّيرات الاحتفالية في أكثر من: (1400) مدينة و(35000) قرية في جميع أنحاء البلاد. وفي “طهران” ألقى الرئيس؛ “إبراهيم رئيسي”، خطابًا للمشاركين في المواكب الاحتفالية. بحسب مقدمة التقرير التحليلي الذي أعده “آندري كورتونوف”؛ المدير العلمي وعضو المجلس الروسي للشؤون الدولية، ونشر على موقع “مؤسسة الدراسات الإيرانية-الأورآسيوية”؛ (إيراس).

“الجوكر” في لعبة ورق الشرق الأوسط..

والمعروف رفض الإسلام للعبة الورق؛ حيث الاعتقاد بأن هذه اللعبة يؤدي إلى المقامرة وتخلق إدمانًا مرعبًا يصرف انتباه الناس عن النمو والتحسّين الروحي.

مع هذا؛ فالأحداث المعقدة، والمربكة والدرامية غالبًا في الشرق الأوسط، تُثير في الأذهان حتمًا لعبة الورق؛ حيث المخاطر كثيرة مع خلط الأوراق بشكلٍ معقد.

وفي هذا التشّبيه التعسّفي يجب منح “إيران” دور: “الجوكر” في مجموعة أوراق الشرق الأوسط. لأن “الجوكر” بالعادة هو البطاقة الأقوى في لعبة الأوراق، ويمكن أن يحل محل أي بطاقة أخرى.

إنها البطاقة الوحيدة التي لا تنتمي إلى أي فئة؛ و”الجوكر” دائمًا بمفرده، ويخرج عندما لا تتوقعه.

“طوفان الأقصى” يكشف فشل الاستراتيجية الأميركية..

وكان هدف الاستراتيجية الأميركية؛ في الشرق الأوسط، لفترة طويلة، تحييّد “الجوكر” الإيراني.

وسّعى رؤساء “الولايات المتحدة”؛ واحدًا تلو الآخر، إلى إقناع المجتمع الدولي بأن: “هيمنة طهران الإقليمية”، هي المشكلة الرئيسة في الشرق الأوسط وليس الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”. ثم كشفت أحداث السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م وكل ما تلاها، بوضوح وبشكلٍ دراماتيكي فشل الاستراتيجية الأميركية؛ حيث أعادت هذه الأحداث قضية الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني” إلى مركز جدول أعمال الشرق الأوسط، وتأكيد الحقيقة البديهية، وهي أنه لا سلام دائم في المنطقة دون حل المشكلة الفلسطينية.

ثقل “إيران” اليوم..

مع هذا تظل “إيران” الورقة الأكثر أهمية وخصوصية في لعبة أوراق الشرق الأوسط؛ إذ تختلف اختلافًا كبيرًا في كثير من النواحي عن جميع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى.

ومن الصعب جدًا إنشاء نظام أمني مسّتدام مع “طهران”؛ “غير الرسّمية”، ومن المستحيل على الأرجح بناء هذا النظام بدون “إيران”، أو حتى ضدها.

ويقترب عمر النظام السياسي الإيراني الحالي من الخمسين عامًا، وحتى الآن أثبت مرارًا مرونة عجيبة وقدرة على التكيّف في مواجهة الاختبارات الصعبة، من مثل حرب السنوات الثمانية الدامية مع “العراق”، وموجات الاحتجاج الداخلية الواسعة، والكثير من العقوبات. ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن “إيران” اليوم على وشك تغييّر النظام السياسي، بل العكس هو الأصح. لقد أصبحت “إيران” بدقة جزيرة من الاستقرار النسّبي وسط بحر هائج من الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وتزن “طهران” بعناية المخاطر السياسية والعسكرية، وتحسّب العواقب المحتملة لكل خطوة. وفي كثير من الحالات، تعمل “إيران” كقوة محافظة، وتدعو للحفاظ على الوضع الإقليمي الراهن.

وسط بحر هائج من الاضطرابات..

وبلا شك لـ”إيران” طموحات دولية خاصة، وكذلك ادعاءات حيال التأثير في الشرق الأوسط، من منطلق التاريخ والدين والثقافة، إضافة للحديث عن المصالح الاقتصادية البحتة أو الشتات الإيراني في “الإمارات، والكويت، والعراق، وتركيا”.

ولا يمكن تجاهل الاعتراف ببعض هذه الادعاءات، لكن يمكن التشّكيك والطعن في البعض الآخر. مع هذا لم تتمكن أي من دول الجوار رفض هذه الادعاءات ببساطة في الماضي، ومن ثم لن تكون قادرة على القيام بذلك في المستقبل.

كذلك لا يجب أن ننسّى عدم اعتماد “إيران”؛ (بعكس خصومها العرب أو حتى إسرائيل)، على مقدمي الأمن الخارجيين، فهي مكتفية ذاتيًا تمامًا كما يليق بـ”الجوكر” الحقيقي.

والوضع الإقليمي الراهن قد يكون بمثابة مفترق طرق تاريخي لكل من “إيران” والشرق الأوسط ككل. ما الذي سيسّود في نهاية المطاف: المخاوف والشكوك المعتادة للعديد من الدول العربية بخصوص نوايا “طهران” وتصرفاتها، أو الشعور الجديد بالوحدة في العالم الإسلامي الذي أيقظته الأحداث في “غزة” ؟

ففي الحالة الأولى، سوف تُعمّق خطوط المواجهة القديمة بين العرب والإيرانيين، والسُنة والشيعة، والأنظمة العلمانية والثيوقراطية تقسّيم المنطقة مرارًا. وسوف تُستأنف المحاولات الأميركية الرامية إلى عزل “طهران” قدر الإمكان، خاصة إذا عاد “دونالد ترامب” إلى “البيت الأبيض”.

وفي الحالة الثانية، سوف تستمر الآمال في استمرار سياسة الحد من التوتر بين “إيران” وجيرانها العرب، الذي بدأ في آذار/مارس 2023م، من خلال الحوار “الإيراني-السعودي” بوسّاطة “بكين”. وقد تكون هذه الانفراجة بدورها، الخطوة الأولى نحو دمج “الجمهورية الإسلامية” في نظام الأمن الإقليمي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة