22 سبتمبر، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

“إيراس” ترصد .. أصدقاء “روسيا” الجدد .. تعاون موسكو مع محور المقاومة (2)

“إيراس” ترصد .. أصدقاء “روسيا” الجدد .. تعاون موسكو مع محور المقاومة (2)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تعاون “موسكو” مع نشاط (محور المقاومة) المناهض لـ”الولايات المتحدة” لن يكون محدودًا؛ إذ ماتزال “روسيا” تستثمر بكثافة في علاقاتها مع دول الخليج مثل: “السعودية والإمارات”، تلك الدول التي قدمت لـ (الكرملين) فوائد اقتصادية هامة؛ لكن علاقتها مع أعضاء (محور المقاومة) عدائية. بحسب الجزء الثاني من التقرير الذي أعده “حميد رضا عزيزي” و”حنا نوته”؛ ونشر على موقع “مؤسسة الدراسات الإيرانية-الأورآسيوية”؛ (إيراس).

عقبات في طريق التعاون..

كذلك تُريد “روسيا” المحافظة على قدر من الكياسّة مع “إسرائيل”، التي تستضيف عددًا كبيرًا من السكان الناطقين بالروسية وقد تقدم الدعم العسكري للحكومة الأوكرانية مستقبلًا.

وقد يكون التعاون بين (محور المقاومة) و”روسيا” مقيدًا أيضًا بحقيقة أن الطرفين لديهما أهداف مختلفة على المدى القصير؛ إذ يُريد (الكرملين)؛ على الأرجح، تقيّيد الموارد الأميركية في الشرق الأوسط، بينما يُريد (المحور) طرد القوات الأميركية. لكن هذه العقبات لن تعوق تعميق العلاقات؛ حيث تسّتفيد مختلف الأطراف الفاعلة من الدعم المتبادل.

على سبيل المثال؛ ادعت الاستخبارات الأوكرانية؛ في شباط/فبراير الماضي، ضلوع قادة (حزب الله) في “سورية”، بتدريب القوات الروسية على تشّغيل المُسيّرات الإيرانية.

عداء أميركا قاسم مشترك..

لكن تشترك “روسيا” و(محور المقاومة) في العداء لـ”الولايات المتحدة”، حيث يرغب الطرفان في تقليص دورها، حيث تتفق الأطراف الفاعلة المتوافقة على المدى الطويل؛ (تتطلع روسيا إلى طرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط، بمجرد تصل الحرب في أوكرانيا إلى أدنى مستوياتها). وقد رحبت القيادة الروسية بجهود “العراق” الرامية إلى طرد القوات الأميركية من هذا البلد، وكذلك يواصلون السخرية من الوجود الأميركي في “سورية”.

كما أكدت “موسكو” على عدم السماح لـ”الولايات المتحدة” بإملاء خطط: “اليوم التالي” في “غزة”، وهو ما يؤشر إلى أن “روسيا” سوف تسّعى إلى مكافحة أي جهود دبلوماسية قادمة من شأنها أن تفوح منها رائحة النجاح الأميركي أو تسّعى إلى تهميش (محور المقاومة).

موقف “واشنطن”..

بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، لن يكون وقف هذه المكائد مسألة سهلة. وتفتقر “واشنطن” إلى النفوذ المباشر على كل من “روسيا” وجماعات المقاومة المدعومة من “إيران”؛ (كما يتضح من سجلها الضعيف مؤخرًا في استخدام الضربات العسكرية للحيلولة دون المزيد من هجمات الحوثيين والميليشيات العراقية)، مع هذا تستطيع الشّروع فورًا في إنهاء عاجل للحرب الإسرائيلية على “غزة”.

وكلما طال أمد الحرب، وألا تسمح للدولة الروسية في مضاعفة مسّاراتها والاستفادة من محور متزايد القوة.

والأهم أن “الولايات المتحدة” سوف تتمكن من الانخراط في جهود دبلوماسية جادة لتسّوية الصراعات المنتشرة بالمنطقة. مع العلم أن تركيز “واشنطن” الحالي على إضعاف “إيران” وقطع دعمها (محور المقاومة) لن يُعطل تلقائيًا علاقات هذا المحور مع “روسيا”. وهذا يتطلب احتواء وإضعاف الجماعات نفسها، وللقيام بذلك، يجب على “الولايات المتحدة” إعادة التعامل بجدية مع البلدان التي تعمل فيها مجموعات (المحور) لتعزيز هياكل الدولة الرسّمية الخاصة بها.

فما كان لـ (محور المقاومة) أن يكون بهذه القوة لو لم تكن الحكومات العراقية واللبنانية واليمنية المعترف بها دوليًا ضعيفة وغير منظمة.

فرص أمام أميركا..

بالنهاية يتعين على “واشنطن” تشّجيع الأطراف الثالثة على استخدام نفوذها مع “موسكو” لتقليل المساعدة المتبادلة بين (الكرملين) و(محور المقاومة).

وبما أن “روسيا” تُقدر دول الخليج كشركاء اقتصاديين، فقد تتعرض للضغوط من جانب هذه الدول للحد من مساعداتها الخطيرة للجماعات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”. هذه الدول، في الوقت الحاضر، متحدة مع (محور المقاومة) في الاستياء من الحملة الإسرائيلية على “غزة”، وبالتالي لم تولِ أولوية لتلك الضغط، لكن بمجرد انتهاء الحرب، سيكون لدى “واشنطن” وقت أسهل لكسّب الدعم الخليجي.

وبالنسبة للقيادة الأميركية، فقد لا يبدو الإصرار على تفكيك الشراكة بين “روسيا” و(محور المقاومة) مسألة ملحة. وعلى كل حال فقد سّعت “واشنطن” من قبل إلى وقف جهود “روسيا” الرامية إلى إخضاع “أوكرانيا” واحتواء المحور مباشرة؛ (وكذلك التنافس ضد الصين في منطقة المحيطين الهندي والهاديء).

لكن الحقيقة أن “واشنطن” لا يمكن أن تأمل في معالجة مشكلة واحدة دون معالجة الأخرى. وباختصار لا تُرحب “موسكو” بعمليات (المحور) التخريبية؛ إلا لأنها فقط تصرف الانتباه عن “أوكرانيا”، في المقابل (المحور) ليس مواليًا لـ”موسكو” لمجرد أن (الكرملين) يقدم المساعدة. وبدلاً من ذلك، ينظر الكيانان إلى بعضهما البعض باعتبارهما رفيقين في السلاح في محاولة أوسع لإضعاف هيمنة الغرب، وبالتالي إذا كانت “واشنطن” جادة في تعطيل مخططات كل منهما، فعليها منعهما من العمل معًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة