7 أبريل، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

إنها تهدد استقرار أنظمتهم .. القادة العرب لا يريدون إقامة “دولة فلسطينية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

“أخيرًا فقد باتت الدول العربية، في عام 2019، على قناعة تامة بتاريخ الفلسطينيين الحافل بالخيانة والتآمر والإرهاب ضدها”، بحسب زعم الكاتب الإسرائيلي، “يورام أتينغر”، في مقال له بموقع (نيوز وان) العبري.

الدول العربية تعزز علاقاتها بإسرائيل..

يرى “أتينغر” أن الدول العربية، الموالية لـ”الولايات المتحدة الأميركية”، مثل “السعودية” وباقي الدول الخليجية؛ إضافة إلى “الأردن” و”مصر”، تتبنى حاليًا سياسة خارجية وأمنية تشمل تعزيز التعاون مع “إسرائيل”، وهذا يرجع في الأساس إلى شعور تلك الدول بالخطر الوجودي المتمثل في “نظام الملالي” في “إيران” والإرهاب السُني، وتسونامي “الربيع العربي”، الذي يعصف بالمنطقة منذ عام 2010.

هامشية تلك القضية..

يضيف “أتينغر”؛ أن الواقع الملتهب في منطقة الشرق الأوسط يهدد استقرار جميع الأنظمة العربية. الأمر الذي دفع وزراء خارجية “السعودية” و”مصر” و”الأردن” و”الكويت” و”الإمارات” و”البحرين”، إلى عقد لقاء مشترك بالعاصمة الأردنية، “عمان”، في نهاية كانون ثان/يناير الماضي.

وبحث اللقاء كيفية التصدي لأخطر التحديات الأمنية؛ ألا وهي: تمدد النفوذ الإيراني في كل من “العراق” و”سوريا” و”لبنان” و”اليمن” و”البحرين” و”شرق السعودية”؛ والنشاط التآمري الذي تقوم به جماعة “الإخوان المسلمين”؛ والإرهاب الذي يمارسه تنظيم (داعش).

ولم يتم دعوة الفلسطينيين للمشاركة في ذلك اللقاء، بل ولم تكن “القضية الفلسطينية” ضمن جدول الأعمال، مما يؤكد مدى هامشية  تلك القضية وتراجع مكانتها في قائمة اهتمامات العالم العربي.

الإحتماء بإسرائيل !

أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الدول العربية الست، التي شاركت في اللقاء، بالإضافة إلى “سلطنة عُمان”،  تعلم تمامًا مدى قوة “إسرائيل” وقدرتها على الردع، مما يجعلها في نظر دول الشرق الأوسط أهم دولة  يمكن الاعتماد عليها والإحتماء بها.

كما تُعد “إسرائيل”، في نظر الدول العربية، مصدرًا متميزًا للحصول على التكنولوجيا والمنتجات المتعلقة بمجالات الري والزراعة والطب والصحة والاتصالات ونظم المعلومات، وهذا هو سبب التعاون الأمني والمدني غير المسبوق مع “إسرائيل”؛ رغم الجمود الذي يعتري “القضية الفلسطينية”.

التداعيات السلبية لقيام دولة فلسطينية..

بحسب “أتينغر”؛ فإن الدول العربية أصبحت، في عام 2019، مقتنعة بأن تاريخ الفلسطينيين – الذي يشمل صفحات الخيانة والتآمر والإرهاب ضد العرب، بما في ذلك من تعاون مع الإرهاب الدولي ومع نظام “صدام حسين” والكتلة السوفياتية و”كوريا الشمالية” و”ألمانيا النازية” – يؤكد أن قيام “دولة فلسطينية” سيؤدي إلى تأجيج نيران الشرق الأوسط. وستكون “الدولة الفلسطينية” داعمة لـ”نظام الملالي”، في “طهران”، ومُشجعة للإرهاب السُني.

فضلًا عن أن تلك الدولة إذا ما قامت بالفعل فستكون مسرحًا لترسيخ الوجود الاستخباراتي والعسكري لكل من “روسيا” و”الصين”، (بل وحتى تركيا)، في الشرق الأوسط.

ولعل الخوف من التداعيات السلبية لقيام “دولة فلسطينية” على النظامين المصري والأردني، هو ما جعل الرئيس، “السادات”، في (1977 – 1979)، والملك “حسين”، في (1994)، يقرران رفض الضغوط الأميركية بالتركيز على “القضية الفلسطينية” خلال مفاوضات السلام مع “إسرائيل”.

التصريحات العربية الجوفاء..

يؤكد “أتينغر” على أن السياسة الشرق أوسطية بشكل عام – ومبادرات السلام بشكل خاص – لا بد لها أن تراعي الواقع الفعلي في المنطقة، (وهو واقع عنيف ومُتقلب ومُعقد ويبعث على الإحباط، منذ القرن السابع الميلادي)، ولا ينبغي أن تقوم على الأوهام التي كانت سببًا في إفشال جميع خطط السلام الأميركية والدولية.

ولأن الغرب يتجاهل المثل العربي القائل بأن: “التصريحات لا تُكلف شيئًا”، لذا فإنه يعتقد أن كثرة التصريحات العربية المؤيدة للفلسطينيين تُعد دليلًا على أهمية “القضية الفلسطينية”، وعلى أن إيجاد حل لتلك القضية سيؤدي لإنهاء كثير من مشاكل الشرق الأوسط.

العرب لم يتدخلوا لنُصرة الفلسطينيين..

لقد أخفق الغرب في تقييم التصريحات العربية الجوفاء، لا سيما في ظل الواقع الفعلي في الشرق الأوسط، الذي يؤكد غياب الدعم العسكري العربي للفلسطينيين وتراجع الدعم المالي لهم.

ويتضح ذلك؛ في عدم تدخل الدول العربية لمساندة الفلسطينيين عندما اندلعت ثلاثة حروب بين “إسرائيل” و”حركة حماس”، في “غزة”؛ (2009, 2012, 2014), وخلال انتفاضتي، (1987 – 1992)، وأثناء الحرب الإسرائيلية ضد “منظمة التحرير الفلسطينية”، في “لبنان”، عام 1982.

أشار “أتينغر” إلى أن الحروب بين العرب و”إسرائيل” لم تكن بسبب “القضية الفلسطينية”، فمع إنتهاء حرب 1948؛ قامت جيوش “العراق” و”الأردن” و”مصر” باحتلال أراضي “الضفة الغربية” و”قطاع غزة”، ولم تسلمها للفلسطينيين، بل إن تلك الجيوش منعت ممارسة أي نشاط قومي فلسطيني فيها.

خيانات فلسطينية !

يزعم الكاتب الإسرائيلي أن العرب، في عام 2019، لم ينسوا ولم يغفروا ما إرتكبه الفلسطينيون من خيانة لـ”الكويت”، عام 1990، (حينما تعاونوا مع “صدام حسين” في الغزو)، وتدمير لجنوب “لبنان”، وإشعال الحرب الأهلية في “بيروت”، (1970 – 1982)، والسعي لإسقاط نظام الحكم الهاشمي، عام 1970، (أيلول الأسود)، فضلًا عن ممارسة أساليب التآمر والإرهاب في “سوريا”، عام 1966، وفي “مصر”، عام 1955.

وفي الختام؛ يقول “أتينغر”؛ إن مبادرات السلام لا بد لها أن تنسجم مع الواقع الحالي في الشرق الأوسط، كما ينبغي أن تأخذ تجارب الماضي في الحسبان حتى تقع في الأخطاء السابقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب