8 أبريل، 2024 6:03 ص
Search
Close this search box.

إنهاء جدل الانسّحاب الأميركي من “العراق” .. وسط مخاوف من ضغط الفصائل وتزايد الاقتراب من “إيران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

تزايد في الأيام الأخيرة الحديث عن خروج القوات الأميركية من “العراق”، وذلك بعد الضربات المتبادلة بين الفصائل المسّلحة وقوات “التحالف الدولي”؛ التي قامت بالرد عليها حتى وصلت الردود إلى اغتيال أحد رموز الفصائل، وهو الأمر الذي جعل الأصوات تعلو بضرورة إخراج القوات من البلاد، وزادت معه التصريحات المتضاربة.

فحاول وزير الخارجية العراقي؛ “فؤاد حسين”، تطويق الجدل بشأن إخراج القوات الأميركية من البلاد، وفي حين أكد أن: “العراق هو مَن يُحدد القرار بعد التفاوض”، استبعد أن تدخل العلاقات مع “واشنطن”: “حالة الحرب”.

وتزامنت تصريحات الوزير “فؤاد حسين”؛ مع جدل عراقي أثاره تقرير لصحيفة (بوليتيكو) الأميركية أفاد بأن رئيس الحكومة بعث: “بلاغات سرية” إلى الأميركيين تطلب منهم: “عدم الانسّحاب من العراق”.

لن يتم إلا بعد التفاوض..

وقال “حسين”؛ في تصريحات بثتها قناة (العربية)، إن: “القوات الأميركية موجودة بالفعل بناءً على طلب من الحكومة”، مشيرًا إلى أن: “العراق هو مَن يُحدد الحاجة لهذه القوات، وقرار الانسّحاب لن يُتخذ إلا بعد التفاوض معهم”.

وتابع الوزير العراقي: “لا نُريد خلق حالة فوضوية في العلاقات مع واشنطن (…) لسنا في حالة حرب، ويجب تهيئة الداخل قبل بدء المفاوضات لانسّحاب القوات الأميركية من العراق، وعلى ضوء نتائج المفاوضات سيتم اتخاذ القرار اللازم، سواء بالانسّحاب أو جدولته”.

وبحسّب “حسين”؛ فإن “العراق” كان يخوض مفاوضات في السابق مع الأميركيين، وإن وفدًا عسكريًا زار “واشنطن” من أجل استكمالها، لكن: “كل شيء توقف” بسبب الأزمة الأخيرة.

وقال الوزير: “قريبًا سنُعلن عن موعد بدء المفاوضات وعلى أي مستوى وبأي شكل”.

التزام “بغداد” بالتهدئة..

وشدّد “حسين” على أن: “بغداد مُلتزمة بالتهدئة”، بعدما وصف الأحداث الأخيرة بأنها: “غير مقبولة، لأنها كانت هجمات وهجمات مضادة”؛ قال إنها: “يجب أن تُعالج من الطرفين”.

ويعمل رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، حاليًا للتواصل مع جميع الأطراف للوصول إلى التهدئة، وفقًا لما ذكره وزير الخارجية.

وعدّ “حسين” أن: “خرق الوضع الأمني في العراق غير مسّموحٍ به من أي جهة سواء كانت خارجية أو داخلية”، مشيرًا إلى أن: “الهجوم على إقليم كُردستان هو هجوم على الحكومة الاتحادية، لأن الأمن الاتحادي في البلاد لا يمكن تجزئته”.

مزاعم “بوليتيكو”..

جاءت تصريحات “حسين” بعدما فجرت صحيفة (بوليتيكو) الأميركية مفاجأة عن: “بلاغات سرية” بعثها رئيس الحكومة العراقية للمسؤولين الأميركيين: “تطلب عدم انسّحابهم من العراق”.

ووفقًا للصحيفة؛ فإن مسؤولاً بارزًا وصفته: بـ”كبير مستشاري السوداني”، أكد أن: “التصريحات العراقية الرسّمية الأخيرة بشأن الانسّحاب كانت موجهة للجمهور”.

وبحسّب الصحيفة؛ فإن: “مكائد القوى السياسية قد تُجبر الحكومة على اتخاذ خطوات لإخراج القوات الأميركية”.

ولم تحصل الصحيفة؛ كما تقول، على تعليقات بشأن الرسالة العراقية السرية من “مجلس الأمن القومي” و”وزارة الخارجية” الأميركية.

وكان المتحدث العسكري باسم “السوداني” وصف، الأسبوع الماضي، الهجوم الأميركي على مقر تابع لقوات (الحشد الشعبي) في “بغداد”، بأنه: “عمل يُماثل الإرهاب”.

مشاورات فنية لخروج سريع ومنظم..

وأعلن “السوداني”؛ لاحقًا، أن الحكومة العراقية تعتزم إطلاق: “مشّاورات فنية” لإنهاء وجود قوات “التحالف الدولي”؛ لأن القوات العراقية باتت: “مقتّدرة وتستطيع شّغل الفراغ”.

وقالت الحكومة العراقية إنها تُريد: “خروجًا سريعًا ومنظمًا” للقوات العسكرية التي تقودها “الولايات المتحدة” عن طريق التفاوض، لكنها لم تُحدد موعدًا نهائيًا، ووصفت وجود تلك القوات بأنه: “مُزعّزع للاستقرار”، في ظل التداعيات الإقليمية لـ”حرب غزة”.

ولم ترد “الولايات المتحدة” على التصريحات العراقية الحادة، لكن الرئيس الأميركي أعلن أنه: “مَن أمر بتوجيه الضربة” لحماية الأمن القومي الأميركي.

ضغوط على الحكومة..

تعليقًا على ما يحدث مؤخرًا؛ قال رئيس مركز (التفكير السياسي) في العراق؛ “إحسان الشمري”، لصحيفة (الشرق الأوسط)، إن: “هناك تناقضًا في التصريحات العراقية بشأن الوجود الأميركي، وهو ما يُفسّر الضغوط الكبيرة التي تُمارَس على الحكومة، وبالتحديد رئيس الوزراء، ما بين إيران والولايات المتحدة”.

وأضاف “الشمري”: “إيران ترى في انسّحاب الأميركيين من العراق ما يُحقق لها الثأر من مقتل قاسم سليماني”، قائد العمليات الخارجية في (الحرس الثوري) الإيراني.

ويرى “الشمري”؛ أن: “هناك مستوى آخر من الضغط تُمارسّه “واشنطن” التي لا ترغب في البقاء طويلاً في “العراق”، لكن الانسّحاب لن يتم الآن في ظل الحملة الانتخابية للرئيس بايدن”.

ويرى “الشمري” أن الحكومة حاولت قدر المسّتطاع، أن توازن بين هذين الاتجاهين من خلال الموقف الأخير الذي يتحدث عن الرغبة في الانسّحاب الأميركي وخطة مفاوضات لتنظيم العلاقة مع “واشنطن” من خلال الاتفاق الاستراتيجي.

وسبق وأن أبلغ “حسين علاوي”، وهو أحد مستشاري “السوداني”، أبلغ صحيفة (الشرق الأوسط)، أنه: “بعد مواقف الحكومة والقوى السياسية من الهجوم الأميركي الأخير على مقر أمني في بغداد، الأسبوع الماضي، صار لزامًا العمل الجدي على إنهاء مهامّ التحالف الدولي”.

قلق لتزايد النفوذ الإيراني..

بينما يعتقد سياسيون عراقيون مناهضون لتحالف (الإطار التنسّيقي) الحاكم، أن الانسّحاب الأميركي سيؤدي إلى زيادة القلق بشأن تزايد النفوذ الإيراني على المؤسسات الحكومية أكثر مما هو عليه الآن، لكن الحكومة وقوى شيعية حليفة تقول إن سلوك القوات الأميركية في “العراق” تجاوز حدود السيّادة في البلاد.

وكان “البرلمان العراقي” قد صّوت في عام 2020؛ لصالح رحيل القوات الأميركية، بعد أيام من مقتل الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”، والقائد السابق في قوات (الحشد الشعبي”)العراقي؛ “أبو مهدي المهندس”، بغارة أميركية مطلع 2020.

وفي العام التالي؛ أعلنت “الولايات المتحدة” نهاية مهمتها القتالية في “العراق”، والتحول إلى تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية، وهي خطوة لم تُغير سوى القليل على أرض الواقع.

ويعود وجود القوات الأميركية في “العراق” إلى ترخيص حكومي يُتيح لها العمل في إطار مهمة “التحالف الدولي” للقضاء على تنظيم (داعش)، لكن الحكومة العراقية تقول إن قواتها: “باتت مقتدرة” وبإمكانها حماية “العراق”.

أمر غير صعب..

من جهته؛ يرى “حمزة حداد”، الباحث بـ (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية) وخبير الشؤون العراقية؛ أن خروج القوات الأميركية من “العراق” أمر ليس بالصعوبة التي قد يتصورها البعض، “ومن المُرجّح أنه لن يتطلب سوى خطاب؛ لأن القوات الأميركية موجودة هناك بناءً على دعوة من الحكومة العراقية”.

وأضاف “حداد”؛ في حوار مع (DW) عربية، أنه في حين أن الوضع الأمني مختلف اليوم، ووجود قوات أجنبية في “العراق” بصفة استشارية بدعوة من الحكومة العراقية منذ عام 2014، إلا أنها ليست موجودة بشكلٍ دائم.

تقاسّم نفوذ بين “إيران” و”واشنطن”..

ويرى خبراء أن الشكل الظاهري للأمور في “العراق” يُشير إلى وجود انقسام سياسي داخل الحكومة العراقية، فهناك تيار يضرب في القواعد العسكرية الأميركية، في حين أن هذا التيار ممثل داخل الحكومة العراقية والتي لها علاقات قوية للغاية مع “الولايات المتحدة”.

ويعتقد “أبو فراس الحمداني”؛ الكاتب والمحلل السياسي العراقي، من “أمستردام”، أن: “هذا جزء من تقاسّم النفوذ بين إيران والولايات المتحدة والصراع القائم في المنطقة بينهما، وما يحدث الآن هو جزء من تداعيات الحرب في غزة وأيضًا جزء من اللعبة السياسية الكبرى في العراق”.

ويُضيف المحلل السياسي العراقي في حوارٍ له مع (DW) عربية؛ أن النظام السياسي القائم الآن في “العراق” بدأ بتقاسم النفوذ بين “إيران” و”الولايات المتحدة”.. تقاسم جغرافي وتقاسم للمناصب وتقاسم للنظام السياسي، والدليل على ذلك إنه لا يمكن تعييّن رئيس وزراء في “العراق” إلا بعد أن ترضى عنه “واشنطن” و”طهران”.

وأوضح أنه رُغم كل تلك السنوات من الوجود الأميركي في “العراق” إلا أنهم – الأميركيون – ليس لديهم شعبية في “العراق”، فهم خلال عقدين لم يساهموا في البناء ولا الإعمار ولا التطوير، ولم تُخلق شراكات بين الشعبين، وكل ما قاموا بعمله هو دعم للنظام السياسي ولسياسيين فاسدين، بحسّب ما قال.

ويوضح “الحمداني” أنه: “مثلما يُطالب البعض بخروج الولايات المتحدة من العراق، فإن هناك أيضًا من يطالب بخروج إيران، لأن الشعب العراقي يدفع ثمن هذا الصراع، فإذا اتفقوا دفعنا ثمن، وإذا اختلفوا دفعنا دماء وبالتالي فالعراقيون هم الخاسرون على طول الخط”.

وقال الخبير العراقي إن مسألة تقاسّم الأدوار مفهومة بشكلٍ ما بل ويُمارسّه كل الأطراف: “فهناك رجال لأميركا في العراق وهنالك رجال لإيران في العراق، وهناك إعادة تموضع ويحكم كل ذلك المصالح، لكن في الوقت نفسه هناك أناس وطنيون في كل هذه المكونات وعندهم هدف واضح، وهو استقلال العراق وسيّادته بعيدًا عن أميركا وإيران”.

مزيد من السقوط بين يدي “إيران” بسبب الاخفاق الأميركي..

وأيضًا يرى أنه من المُرجّح أن يؤدي الانسّحاب الأميركي إلى زيادة القلق في “واشنطن” بشأن نفوذ: “العدو اللدود” إيران على النخبة الحاكمة في “العراق”.

ويقول محللون إن أغلب الفصائل التي تُهاجم القوات الأميركية تُدين بالولاء بشكلٍ أو بآخر لـ”إيران”، ما قد يجعل “العراق” يقترب في موقفه من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة والمعادية للوجود الأميركي.

ويخشى خبراء من أن الرفض الحكومي العراقي لاستهداف “واشنطن” لميلشيات في الداخل العراقي قد يجعل القرار العراقي أكثر قربًا – أو ربما ارتهانًا – للقرار الإيراني.

وفي هذا السّياق؛ يقول “أبو فراس الحمداني”، المحلل السياسي العراقي؛ إن: “الحكومة العراقية جاءت نتيجة توافق (إيراني-أميركي) نتيجة لتقاسّم النفوذ بين أميركا وإيران”.

ويقول محللون إن الثمن الذي يدفعه “العراق” حاليًا بسبب الإخفاق الأميركي هو مزيد من سقوط “العراق” بين يدي “إيران” ويُزيد من نفوذ “طهران” في الساحة العراقية سياسيًا وعسكريًا.

رغبة قوية في تحرير القرار السياسي..

بينما لا يتفق “الحمداني” مع هذا الرأي؛ وقال: “إن هذا القول يختلف عن الرغبة على مستوى الشارع العراقي وعلى المستوى السياسي، فمثلاً على مستوى الشارع هناك رغبة حقيقية – لدى الشارع الجنوبي تحديدًا – في انطلاقة عراقية سياسية بعيدًا عن حكم الإسلام السياسي، وفتح أبواب الحرية وأجواء البناء والعمران والانعتاق من بعض الهيمنة الإيرانية”.

وقال “الحمداني”؛ إنه طالما بقي الإسلام السياسي يحكم في “العراق” فلن يتغيّر شيء، حتى مع جهود زعماء محليين وطنييّن لديهم قواعد شعبية كبيرة تدعمهم في هذا الشأن ولديهم رغبة حقيقية في تحرير القرار السياسي العراقي.

ملامح جدية شديدة..

ورُغم العلاقات “الأميركية-العراقية” القوية، لكن الوجود العسكري الأميركي في “العراق” دائمًا ما كان محورًا للنقاش المستمر داخل “العراق”. ومع عودة الحديث عن ضرورة مغادرة القوات الأميركية لـ”العراق” – وهو الحديث الذي تُكرره كل الحكومات العراقية دون الوصول لقرار حقيقي بهذا الشأن – يرى محللون أن الأمر يكتسّي ملامح الجدية الشديدة هذه المرة، فكيف يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقات بين البلدين ؟

يقول “أبو فراس الحمداني”؛ المحلل السياسي من “أمستردام”، إن: “القول في السر غير القول في العلن، وما يقال في الإعلام غير ما هو موجود على طاولة الحوار وفي الغرف المغلقة”، مشيرًا إلى اعتقاده بأنه: “سيتم الوصول إلى صفقة تخرج بموجبها قوات أميركية مقاتلة من العراق على أن يبقى بعض المستشارين”.

التحكم بالاقتصاد والسياسة العراقية..

وأضاف المحلل السياسي العراقي؛ أن: “الأمن القومي الأميركي يعتمد الآن على الضربة الاستباقية، والتحكم عن بُعد، وبالتالي أعتقد أن أميركا لا تحتاج لقواعد عسكرية في العراق، بقدر ما هي في حاجة لاستمرار تحكمها بالاقتصاد العراقي والسياسة العراقية”.

وقال إنه من الصعب إخراج “أميركا” من “العراق” بشكلٍ كامل: “لكن يمكن إضعاف دورها، خاصة وأن واشنطن لم تستثمر بالمواطن العراقي، بل استثمرت في الوسط السياسي وخلقت سياسيين، ودعمت نظام سياسي عليه علامات استفهام، وبالتالي فهي تدفع ثمن ما زرعته في السنوات السابقة”.

أما “سجاد جياد”، الباحث في (مؤسسة القرن) ومؤلف كتاب (رجل الله في العراق)، فيرى أن: “العراق لا يحتاج إلى القدر نفسه من الدعم الذي كان يحتاجه في الماضي.. ربما يمتلك العراقيون اليوم قدرات كافية لمنع تنظيم الدولة من شن تمرد كبير مرة أخرى”.

مشيرًا “جياد”؛ في حوار مع (DW) عربية، إلى أن “الولايات المتحدة” ترى في “العراق” مكانًا يمكنها من خلاله مواجهة النفوذ الإيراني، كما أن قواعدها في “العراق” تخدم أغراض الاستراتيجية الأميركية.. لكن المشكلة تكمن في أن الحكومة لا تستطيع منع الميليشيات المدعومة من “إيران” من مهاجمة المصالح الأميركية. ولا يمكنها منع “الولايات المتحدة” من الانتقام أيضًا. وأضاف أن: “أي شّن لضربات جوية أو تنفيذ لاغتيالات دون إذن عراقي يُمثل مشكلة كبيرة ويضع الحكومة العراقية في موقف صعب للغاية”.

ويعتقد “جياد” أنه إذا رحلت “الولايات المتحدة” بشكلٍ دائم، أو إذا أُجبرت على الخروج، فإن ذلك قد يُغيّر بعض الأمور نحو الأسوأ بالنسّبة لـ”العراق”، كما أن “الولايات المتحدة”، باعتبارها حليفًا قويًا، قد تنظر لـ”العراق” بشكلٍ مختلف ما قد يؤدي لمشكلات متعددة بما في ذلك التهديد بفرض عقوبات، واحتمال احتجاز المليارات من الاحتياطيات الأجنبية العراقية الموجودة حاليًا في “الولايات المتحدة”، وعدم تقديم المزيد من المساعدات العسكرية.

وسبق وأن أكد رئيس الوزراء العراقي؛ أن: “إنهاء وجود القوات سيمنع المزيد من التوترات وتشّابك الملفات الأمنية الداخلية والإقليمية”، مضيفًا أن “العراق” منفتح على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف؛ لا سيما “الولايات المتحدة”، وقد يشمل ذلك التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية وكذلك شراء الأسلحة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب