25 سبتمبر، 2024 1:20 م
Search
Close this search box.

إنهاء الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. هل باتت وشيكة أم مازالت تحتاج لسيناريوهات متعددة ؟

إنهاء الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. هل باتت وشيكة أم مازالت تحتاج لسيناريوهات متعددة ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ أن الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، يبدو منفتح على وقف إطلاق نار يُجمّد القتال على طول الخطوط الحالية في “أوكرانيا”.

ونقلت الصحيفة معلوماتها عن اثنين من كبار المسؤولين الروس السابقين المقربين من (الكرملين)؛ وعن مسؤول أميركي وآخر دولي، تلقوا إشارات من مبعوثين لـ”بوتين”، منذ أيلول/سبتمبر الماضي، على الأقل.

وقال مسؤول روسي سابق؛ لـ (نيويورك تايمز)، إن: “بوتين؛ مستعد حقًا للتوقف عند الخطوط الحالية”.

لكن المسؤول نقل رسالة قال إن (الكرملين): “كان يُرسلها بهدوء”، وأضاف أن “بوتين”: “ليس على استعداد للتراجع مترًا واحدًا”.

استعداد للتفاوض من أجل أهدافها..

إلا أن وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية نقلت عن المتحدث باسم (الكرملين)؛ “دميتري بيسكوف”، قوله إن “بوتين”: “مستعد للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فقط لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة”.

وجاءت تصريحات “بيسكوف”؛ تعليقًا على تقرير (نيويورك تايمز) الأميركية.

وأوضح “بيسكوف” أن هذه الطروحات” “غير صحيحة في مفهومها”، مضيفًا: “بوتين؛ مستعد حقًا للتفاوض، لقد قال ذلك”، مشددًا على أن: “روسيا لا تزال مستعدة للمفاوضات، لكن فقط لتحقيق أهدافها”.

وبحسّب الصحيفة الأميركية؛ تُظهر عشرات اللقاءات مع كل من الروس الذين يعرفون “بوتين” منذ فترة طويلة ومع المسئولين الدوليين، أن: “بوتين؛ قائد يناور لتقليص المخاطر وإبقاء خياراته مفتوحة في حرب استمرت أكثر مما توقع”، على حد زعمهم، إذ تقترب من دخول عامها الثالث.

وقال مسؤول دولي التقى مع مسئولين روس بارزين هذا الخريف: “يقولون نحن مستعدون للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار، ويُريدون البقاء حيث هم بساحة المعركة”.

ونقلت (نيوريوك تايمز) عن مسئولين القول إن: “بوتين؛ يرى أن التقاء العوامل خلق فرصة مناسبة لاتفاق”، موضحين أن هذه العوامل تتمثل في: “ساحة معركة يبدو أنها عالقة في طريق مسّدود، وتداعيات الهجوم الأوكراني المخيب للآمال، وتراجع الدعم الغربي، وتشّتيت الانتباه الناجم عن الحرب في غزة”.

سيناريوهات إنهاء الحرب..

وذكر تقرير نشره مركز (ويلسون) الأميركي؛ حلول محتملة وسيناريوهات مقترحة لإنهاء الحرب في “أوكرانيا”، بينها الرسّمي، وبينها ما اقترحه رئيسها؛ “فولوديمير زيلينسكي”، لكنها في النهاية دقت جميعها ناقوس الخطر من استمرار النزاع في البلاد.

رئيسة تحرير صحيفة (زابورونا ميديا) الأوكرانية؛ قالت خلال التقرير: “كلما طال أمد أي حرب واسعة النطاق ازداد عمق المشكلات”.. هكذا أكدت “كاترينا سيرغاتسكوفا”.

“سيرغاتسكوفا” أكدت، خلال تقرير؛ أنه: “كلما أسرعت أوكرانيا وحلفاؤها في اقتراح استراتيجية فعالة لإنهاء الحرب بشكلٍ أو بآخر، زادت فرصة الحفاظ على جزء على الأقل من نظام ما قبل الحرب، مع ضرورة النظر في هذه القضية على كل المستويات”.

وأشارت إلى أن: “سلامة أوكرانيا أمر حيوي بالنسّبة للسلام والأمن الأوروبي الأطلسي، وكلما طال أمد أي حرب واسعة النطاق ازداد عمق المشكلات، وليس فقط في مجالي الأخطار العسكرية والأمن، لأن الأزمة السياسية، والاقتصادية، والبيئية المتزايدة في المنطقة أسّفرت عن مشكلات منفصلة؛ لكنها ذات صلة ببعضها البعض”.

الاستراتيجية الرسّمية..

أولى تلك الاستراتيجيات؛ هي الرسّمية لـ”كييف”، وتتعلق بإنهاء الحرب، التي أعلن عنها في أيلول/سبتمبر 2022، أثناء ذروة عملية الهجوم المضاد في جنوب “أوكرانيا”.

وتُعتبر تلك الاستراتيجية اتفاق “كييف” الأمني المُدّمج، الذي أعده نيابة عن الرئيس؛ “زيلينسكي”، “أندريه يرماك”، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، و”أندريه فوج رلسموسين”، القائد السابق لـ”حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو).

ويدعو مشروع الاتفاق؛ العالم، إلى التزام لسنوات من الاستثمار المسّتمر في القاعدة الصناعية العسكرية لـ”أوكرانيا”، ونقل أسلحة على نطاقٍ واسع، والمساعدات المخابراتية، ومهام التدريب المكثفة تحت إشراف “الاتحاد الأوروبي” والـ (ناتو).

كما يدعو الاتفاق إلى الحاجة إلى عقوبات شديدة طويلة المدى ضد “روسيا” و”بيلاروسيا”. ويبدو أنه يتوقع حربًا طويلة الأمد، ستحتاج “أوكرانيا” خلالها إلى دعم دائم موثوق به.

صيغة “زيلينسكي” للسلام..

وفي الوقت الحالي؛ يتحدث مكتب الرئيس الأوكراني وكبار المسؤولين في الدوائر الدبلوماسية بصورة متزايدة عن شيء آخر هو: ” صيغة السلام”، التي قدمها “زيلينسكي” خلال قمة قادة “مجموعة العشرين”؛ في “إندونيسيا”، في 15 تشرين ثان/نوفمبر 2022.

وهذه الصيغة توضح أفكار “زيلينسكي” بشأن الكيفية التي يمكن أن يواجه بها الشركاء الأزمة.

وتتمثل النقاط الرئيسة للصيغة في: “إجراء تبادل شامل للأسرى، وعودة الأطفال الذين تم ترحيلهم. واعتراف روسيا بوحدة أراضي أوكرانيا، واستعادة السّيطرة الأوكرانية على كل الأراضي، وانسّحاب القوات الروسية”.

وتوصي الصيغة بضرورة قيام شركاء “أوكرانيا” بدعم جهودها في أرضِ المعركة، والمساعدة بتزويدها بأسلحة حديثة وباستثمارات في الصناعات العسكرية الأوكرانية، وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والإنسانية.

وفي الوقت نفسه؛ يتعين عليهم تنشّيط المزيد من الآليات الدبلوماسية والاقتصادية لزيادة إضعاف “روسيا”.

وتدعم الأغلبية العظمى من الأوكرانيين كل ما ورد في تلك الصيغة؛ إلا أن الكثير من المراقبين خارج “أوكرانيا” يعتبرون مثل هذه الصيغة غير واقعية. ولا يمكن أن تكون أساسًا لمفاوضات محتملة بشأن وقف إطلاق النار، ناهيك عن التوصل لاتفاقية سلام.

2024.. عام عاصف..

وفي هذا الإطار؛ أكد “سيرغاتسكوفا”؛ إن العالم في عام 2024، سيكون عاصفًا على نحو أكثر من أي وقت. بسبب الانتخابات التي توشك على البدء بالفعل في معظم دول الـ (ناتو).

وتُعتبر أصوات تلك الانتخابات حاسّمة في صياغة السياسات الدولية وفي تقديم المساعدات الإنسانية.

وبالإضافة إلى “الولايات المتحدة”، ستُجرى الانتخابات في: “المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا” – وهي الدول الأكثر دعمًا لـ”أوكرانيا” في الوقت الحالي – وكذلك في “روسيا وبيلاروسيا”.

ومن المُرجّح أن يكون استمرار دعم وتمويل “أوكرانيا” في حرب لم تسّع إليها قضية رئيسة للسياسيين، خاصة أولئك الذين ينتمون لليمين الراديكالي والأحزاب الشعبوية.

وربما سيكون الاستغلال للمشاعر أثناء الانتخابات مصحوبًا بإجراءات حقيقية، مثل خفض المساعدات العسكرية أو الدعم المالي أو سّحبهما تمامًا.

وسيؤثر كل ذلك على مواطني “أوكرانيا”؛ وربما ينتهي الأمر: بـ”فرض السلام”، الذي قد يعني ترك الأراضي التي سّيطرت عليها “روسيا” وتجمّيد الحرب، وستكون قضية بقاء “أوكرانيا” في سيناريوهات أسوأ الأحوال هي القضية الأولى في عام 2024.

احتياج لرؤية واستراتيجية جديدة..

وفي مثل هذا الموقف؛ تُصبح رؤية إنهاء الحرب أكثر أهمية. ومن الممكن أن تؤدي أي استراتيجية غير واقعية إلى فقدان دعم الشركاء والإحباط العالمي. ومع ذلك، لا يعني هذا أنه يتعيّن على “أوكرانيا” التخلي عن صيغة “زيلينسكي” للسلام.

وتوضح ممثلة الرئيس الأوكراني في شبه جزيرة القِرم؛ “تاميلا تاشيفا”، أنه من الخطأ الاعتقاد بأن: “تسّوية شبه جزيرة القِرم”؛ التي سوف تُتيح لـ”شبه جزيرة القِرم” البقاء رسّميًا في أيدي الروس، سوف تُحقق السلام، لأن “روسيا” قامت بعسكرة شبه الجزيرة؛ وكذلك البحر المجاور بشكلٍ مكثف، مشيرة إلى أن: “تحرير شبه جزيرة القِرم أمر أساس للأمن في منطقة البحر الأسود”.

وأضافت: “في الوقت نفسه؛ نُدرك أن هذه الحرب سوف تنتهي في الغالب الأعم بالتوصل لمعاهدة سلام. وسوف تكون أية آلية قانونية لإنهاء الحرب اتفاقًا متعدد الأطراف. لا يشمل أوكرانيا وروسيا فقط، ولكن أيضًا ضمانًا للأمن في المنطقة، مع التصّديق على الاتفاقات على مستويات برلماناتهما”.

واختتمت “سيرغاتسكوفا” تقريرها بالقول إن “أوكرانيا” في حاجة الآن إلى رؤية جديدة واستراتيجية جديد لإنهاء الحرب من أجل تجنب سيناريو أسوأ الحالات في المستقبل القريب.

ولفتت إلى أنه تعيّن على شركاء “أوكرانيا” التقدم بمقترحات ملموسّة وضمانات للدعم الاقتصادي، والسياسي، والأمني. وينبغي أن تكون هذه المهمة قد تمت بالفعل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة