7 مارس، 2024 10:09 ص
Search
Close this search box.

إنسحاب القوات الروسية من “حميميم” .. إعلان سياسي بالدرجة الأولى يؤكد تحويل سوريا إلى مقاطعة روسية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد جدال حول بقائها من عدمه.. أمر الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الإثنين 11 كانون أول/ديسمبر 2017، بعد وصوله إلى “قاعدة حميميم” الروسية، بالبدء بسحب القوات الروسية من سوريا.

قائلاً، في كلمة ألقاها أمام الجنود الروس: “آمر وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة ببدء سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط تمركزها الدائم”.

وشكر الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الجنود الروس في “قاعدة حميميم”، مشيراً إلى أنهم سيعودون إلى وطنهم حاملين النصر، قائلاً: “إنكم تعودون إلى وطنكم وأقاربكم وأهلكم وزوجاتكم وأولادكم وأصدقائكم حاملين للنصر. وطنكم في إنتظاركم. أشكركم على الخدمة”.

تمام إنجاز المهمة..

أشار “بوتين” إلى أن القوات الروسية، في “حميميم”، قد أنجزت مهمتها ببراعة في سوريا، موضحاً: “إن مهمة محاربة العصابات المسلحة في سوريا، هي مهمة كان يتعين حلها بمساعدة القوات المسلحة على نطاق واسع. وقد تم حلها ببراعة. أهنئكم”.

وأكد الرئيس الروسي على أن موسكو لن تنسى التضحيات والخسائر التي قدمت في الحرب ضد الإرهاب في سوريا، قائلاً: “لن ننسى أبداً التضحيات والخسائر التي قدمت أثناء الحرب ضد الإرهاب هنا في سوريا وفي روسيا”.

بقاء جزء كبير..

كما أعلن الرئيس “بوتين” عن أن جزءاً كبيراً من القوات الروسية سيبقى في سوريا، موضحاً أنه “خلال عامين، هزمت القوات المسلحة الروسية بالتعاون مع الجيش السوري أقوى المجموعات الإرهابية. وبهذا الصدد أتخذت قراراً بعودة الجزء الأكبر من القوات الروسية إلى الوطن روسيا”.

مشيراً إلى أن مركزين روسيين في “طرطوس” و”حميميم” سيواصلان العمل في سوريا بشكل دائم.

وكان الرئيس الروسي قد قرر سحب الجزء الأكبر من مجموعة القوات الروسية في آذار/مارس من عام 2016، وذلك بصدد نجاح تنفيذ المهام.

وفي الوقت نفسه، فإن روسيا لم تتخل عن إلتزاماتها بتزويد الحكومة السورية بالأسلحة والمعدات العسكرية وتدريب الإختصاصيين العسكريين، كما أن “قاعدة حميميم” لا تزال تشكل مركزاً للخدمات اللوجيستية البحرية في “طرطوس”. كما يعمل في سوريا “مركز المصالحة الروسي”.

“الأسد” يشكر الروس..

من جهته، توجه الرئيس السوري، “بشار الأسد”، بالشكر إلى “بوتين” على “مشاركة روسيا الفعالة في محاربة الإرهاب في سوريا”، بحسب ما نقل الإعلام الرسمي السوري، مؤكداً على أن “ما قام به العسكريون الروس لن ينساه الشعب السوري”.

حجم القوات المنسحبة..

أعلن قائد المجموعة الروسية في سورية، “سيرغي سوروفيكين”، أنه تلقى أوامر من “بوتين” بسحب عدد من الطائرات الحربية والمروحية من الأراضي السورية وإعادتها إلى روسيا.

فقد أكد المسؤول الروسي على أن الأوامر تقضي بسحب 23 طائرة حربية متعددة الأنواع، ومروحتين من طراز (كا-52)، إضافة إلى سحب قوات على شكل فريق الشرطة العسكرية الروسية، وفريق خاص ومشفى عسكري ميداني، وأيضاً فريق مركز إزالة الألغام، إلا أنه لم يتطرق إلى القوات البحرية على الشواطئ السورية.

فيما تمتلك روسيا أكثر من 50 طائرة ومروحية، من بينها قاذفات من أنواع مختلفة، ومقاتلات وطائرات هجومية في “قاعدة حميميم” الجوية بالقرب من مدينة “اللاذقية”، كما أرسلت إلى شواطئ سورية أربعة سفن حربية، إلى جانب حاملة الطائرات الروسية الوحيدة (الأدميرال كوزنيتسوف).

إشارة لأوان الحل السياسي..

اعتبر عضو الوفد السوري المعارض في جنيف، “مهند دليقان”، قرار “بوتين”، ببدء سحب القوات الروسية من سوريا، بمثابة إشارة إلى أن الوقت قد حان للحل السياسي للأزمة السورية.

قائلاً، “دليقان”: “هذه علامة على أن الوقت قد حان للحل السياسي في سوريا، فنهاية (داعش) باتت وشيكة، ولا شيء بإمكانه منع حل سياسي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254”.

ورداً عن سؤال؛ ما إذا كان سحب القوات الروسية إشارة إلى القوات الأجنبية الأخرى، بما في ذلك قوات الولايات المتحدة للإنسحاب من البلد، قال “دليقان” إن “هذه إشارة للجميع، وليس فقط الولايات المتحدة”.

لا يؤثر على القوات الأميركية وأولوياتها..

أفاد متحدث وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، “إيريك باهون”، أن تخطيط روسيا لسحب قواتها من سوريا إن حصل فعلاً، فهو لا يؤثر على عمل القوات الأميركية وأولوياتها هناك.

قائلاً “باهون”: “لا تتطابق التعليقات الروسية بشكل دائم مع تخفيضات فعلية لعديد القوات، وهي لا تؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سوريا”.

مضيفاً: “سيواصل التحالف الدولي العمل في سوريا لدعم القوات المحلية على الأرض، لإستكمال هزيمة (داعش) العسكرية وتحقيق الإستقرار في الأراضي المحررة، مما يسمح للنازحين السوريين واللاجئين بالعودة”.

ألمانيا تمتنع عن التعليق..

فيما أعلن المتحدث باسم ​وزارة الخارجية الألمانية،​ “راينر برويل”، عن أنّ “الوزارة ترفض التعليق على المعلومات المتعلّقة بإنسحاب ​القوات الروسية​ من ​سوريا​، وسنمتنع عن إعطاء أي تقييم حتّى نستوضح ما قاله الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​، وما هي الآثار المترتّبة على الأرض”، مشيراً إلى أنّ “من الممكن الحديث عن العواقب فقط بعد توضيح مضمون رسالة بوتين”.

الإنسحاب تم بالتنسيق مع “الأسد”..

من جانبه، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، “قسطنطين كوساتشوف”، أن القرار حول سحب القوات الجوية الفضائية الروسية من سوريا، أتخذ بالتنسيق مع الرئيس السوري، شأنه في ذلك شأن القرار السابق حول استخدام القوات الروسية، مؤكداً على أن ذلك يمثل الصيغة الشرعية الوحيدة.

قائلاً “كوساتشوف”: “المهم من حيث المبدأ أن القرار الحالي أتخذ بالتنسيق مع الرئيس السوري، وشأنه في ذلك شأن القرار السابق. إن مثل هذه الصيغة فقط هي صيغة شرعية، وأنها تحديداً يجب أن تكون الصيغة الممكنة الوحيدة لأي وجود عسكري لدول أجنبية في سوريا”.

مضيفاً أنه “يجب أن نساعد في المستقبل بشكل شامل على تحريك العملية السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، باستخدام كافة الآليات الموجودة – جنيف وأستانا وكما نأمل، (آلية) سوتشي”.

هذا ما اجتمع عليه الأطراف الثلاثة..

الخبير في السياسات الأمنية التركي، “ميتي يارار”، أوضح أن قرار الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بسحب القوات الروسية من سوريا يستند على علاقات الثقة مع شركاء روسيا في التسوية السورية.

وقال “يارار”: “أعتقد أن بوتين قرر سحب القوات معتمداً وواثقاً بشركائه في التسوية السورية. أي أن هذا الموضوع الذي اجتمع عليه الأطراف الثلاثة، بالإضافة لوحدات الجيش، للقيام بعمليات في بعض المناطق، وخاصة في حلب، أَرسِلت وحدات الشرطة العسكرية الروسية، وهم، على الأغلب، سيكونوا أول من يعود إلى وطنهم. والحديث لا يدور عن مغادرة القوات الجوية وغيرها لسوريا. روسيا سوف تواصل تواجدها في سوريا، ربما بزيادة عما كان عليه قبل العمليات العسكرية في هذه البلاد”.

ستعود في حال ظهور مشاكل جديدة..

مضيفاً، الخبير، قائلاً: “لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن المنطقة لا تزال غير مستقرة، وهناك مفاجآت مختلفة ممكنة. لذلك لا شك أنه في حال ظهور مشاكل جديدة ألا تعود روسيا إلى سوريا بكامل جاهزيتها القتالية”.

مشيراً إلى بقاء مشكلة الحزب الكردي السوري، “الاتحاد الديموقراطي”، وقوات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرهم تركيا تنظيمات إرهابية مرتبطة بـ”حزب العمال الكردستاني”.

واختتم، الخبير التركي في السياسات الأمنية، بالقول: “الولايات المتحدة تسيطر على 40% من أراضي سوريا من خلال حزب الديمقراطي الكردستاني. إذا لم يتغير هذا الوضع، فمن المحتمل أن يحدث هناك الكثير من الحوادث”.

إعلان سياسي بالدرجة الأولى..

الخبير العسكري المصري، اللواء “محمود خلف”، اعتبر أن مهمة القوات الروسية في سوريا لم تنته بعد، وأن إعلان قرار سحب قوات روسية من سوريا الآن هو إعلان سياسي بالدرجة الأولى، وليس له علاقة بالواقع العسكري على الأرض.

لن تغادر إلا بشرط..

موضحاً “خلف”، إن “القوات الروسية لها مهمة محددة في سوريا، ولن تغادر حتى تتم هذه المهمة المتمثلة بالوصول لنظام سياسي مستقر في سوريا، يسمح بوجود روسي ممتد، وطالما لم تنته هذه المهمة، وبنجاح، فالقوات الروسية لن تغادر”.

ورأى “خلف” أن إعلان الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بسحب وحدات روسية من سوريا، هو إعلان سياسي بالدرجة الأولى، وليس من المؤكد أن يؤدي لإنسحاب فعلي على الأرض، وقد يعني إعادة إنتشار أو إحلال قوات محل أخرى.

وتابع: “كما أن تخفيض الأعداد لا يعني بالضرورة تخفيض القوة، والفيصل في بقاء القوات الروسية أو سحبها من سوريا هو إتمامها لمهمتها، وبالمناسبة هو ليس الإعلان الأول لسحب القوات الروسية من سوريا، فقد سبقه إعلان بحوالي عامين ولم يحدث أي إنسحاب”.

خداع وكذب..

من جانبه اعتبر المحلل العسكري السوري، العقيد “علي ناصيف”، أمر الرئيس “فلاديمير بوتين” ببدء سحب القوات الروسية من سوريا، يهدف إلى سحب بعض عناصر القوات الروسية المتواجدة في المنطقة الشرقية وعودتها إلى “قاعدة حميميم”، وكذلك إجراء عمليات تبديل لبعض القوات ومحاولة لإصلاح بعض الطائرات الحربية.

مضيفاً أن روسيا تستخدم “الخداع والكذب” في سحب قواتها، حيث أعلنت سحبها إلى أماكن التواجد الدائمة في سوريا، مستنكراً عدم سحب المنظومات الجوية والبحرية من البلاد.

سوريا أصبحت مقاطعة روسية..

حول لقاء “بوتين” مع رأس النظام في سوريا، “بشار الأسد”، في “حميميم”، أوضح “ناصيف” أن “الأسد لو كان شرعياً لما استدعاه بوتين لقاعدة حميميم، وهي أراضي سورية، وهذا ما يؤكد أن البلاد أصبحت مقاطعة روسية”، وفق تعبيره.

مبيناً “ناصيف” أن الحملة العسكرية الروسية على سوريا، التي إنطلقت في نهاية أيلول/سبتمبر 2015، حققت: “تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين والتهجير”، مضيفاً أن هناك “صفقات وتمثيلات بين (داعش) وروسيا من جهة؛ ومع النظام من جهة أخرى، وخاصة عندما فتحت روسيا والنظام مؤخراً ثغرة للتنظيم في ريف حماة بتمهيد جوي من روسيا”.

عادت لوضعها الطبيعي..

بدوره رأى “مسلم شعيتو”، رئيس المركز الثقافي الروسي العربي في “سان بطرسبرغ” الروسية، أن زيارة “بوتين” الخاطفة لحميميم، ولقائه “بشار الأسد”، تحمل رسالة للعالم مفادها أن “سوريا عادت إلى وضعها الطبيعي، وأن بناء بنيتها التحتية سيكون بمساعدة روسيا”.

مضيفاً “شعيتو” أن روسيا لم تنسحب من سوريا مادام هناك “منظمات إرهابية”، وأن هناك اتفاق مع ما سماها “السلطة الشرعية”، وهي من طبقت قاعدة عسكرية لمحاربة تلك المنظمات، وأن زيارة “بوتين” لم تكن مفاجئة، بل لها دور مهم في لعب سوريا دور مهم في المنطقة.

العمليات بدأت منذ عامين..

الجدير بالذكر أن العملية العسكرية للقوات الجوية الفضائية الروسية، بدأت يوم 30 أيلول/سبتمبر عام 2015، بطلب من الرئيس السوري “بشار الأسد”. وكانت العملية تهدف إلى القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، ودعم القوات السورية في محاربة الجماعات الإرهابية الأخرى على أراضيها.

وفي بداية كانون أول/ديسمبر الجاري تم القضاء على آخر معاقل تنظيم “داعش” في محافظة “دير الزور” السورية، وتحرير آخر البلدات السورية التي كانت تحت سيطرة التنظيم.

العمليات التي نفذتها القوات الروسية..

حسب معطيات دائرة العمليات العامة التابعة، لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فإن القوات الجوية الفضائية الروسية قامت، منذ بداية العملية في سوريا بأكثر من 28 ألف طلعة، ووجهت نحو 90 ألف ضربة جوية.

وفي الأشهر الأخيرة كان الطيران الروسي ينفذ ما يصل إلى 100 طلعة يومياً، ويسدد ما يصل إلى 250 ضربة جوية في اليوم. وفي تشرين ثان/نوفمبر 2016 – كانون ثان/يناير 2017، شارك في العملية ضد الإرهابيين الطراد الحامل للطائرات (الأميرال كوزنيتسوف)، والذي يعتبر السفينة الوحيدة الحاملة للطائرات في الأسطول الحربي الروسي.

ولأول مرة تم إستهداف مواقع الإرهابيين بصواريخ (كاليبر) المجنحة. كما وجهت ضربات إلى الإرهابيين قاذفات استراتيجية بعيدة المدى. وحسب تقارير وسائل الإعلام، فقد استخدمت في سوريا، لأول مرة، القاذفات الاستراتيجية (تو-160) و(تو-95).

وحسب “وزارة الدفاع الروسية”، تم القضاء على 54 ألف إرهابي في سوريا منذ بدء العملية.

ووفقاً للبيانات الرسمية لوزارة الدفاع، لقي 39 عسكرياً روسيا مصرعهم أثناء أداء واجبهم العسكري في سوريا. وتم منح 4 منهم، وهم: المقدم “أوليغ بيشكوف”، والملازم أول “الكسندر بروخورينكو”، والنقيب “مراد أحمدشين”، والعقيد “رفعت حبيبولين”، لقب (بطل روسيا).

وخسرت القوات الروسية 4 مروحيات وطائرتين خلال العملية العسكرية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب