23 ديسمبر، 2024 5:04 م

“إنستغرام” بدون إعجابات .. تجربة جديدة تهدد ظاهرة “الأشخاص المؤثرين” !

“إنستغرام” بدون إعجابات .. تجربة جديدة تهدد ظاهرة “الأشخاص المؤثرين” !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يقاس حجم الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدد الضغطات على زر الإعجاب التي يحصدها منشور أو صورة، وبعدد مرات مشاهدة المقطع المصور، وتستخدم هذه الأعداد، التي تصل أحيانًا إلى الملايين، في تقييم نشاط صاحب الحساب بعيدًا عن مدى جدية وأهمية ومضمون منشوراته، إن لهذا الأمر تأثير كبير على الصحة العقلية والنفسية للمستخدمين، ويزداد الأمر خطورة عندما نتحدث عن من يرغبون في الحصول على شهرة وانتشار، وكشفت دراسة لـ”الجمعية الملكية للصحة”، عام 2017، أن تطبيق (إنستغرام) هو الأكثر ضررًا على الصحة العقلية للشباب.

قرر تطبيق مشاركة الصور والمقاطع المصورة، (إنستغرام)، إطلاق تجربة لتحديد مدى تأثير الشخصيات المشهورة عليه بعيدًا عن أعداد الإعجابات التي يحصلون عليها، إذ سوف يقوم بإخفاء عدد الإعجابات عن المتابعين، ولن يتمكن أحد سوى صاحب المنشور من معرفة عدد الإعجابات التي حصدها منشوره، وذلك لتقليل المقارنات على أساس العدد، والتركيز بشكل أكبر على جودة ومضمون المنشور.

ولن تطبق التجربة في كل البلدان، بل سوف تشمل 7 دول فقط هي؛ “البرازيل والنمسا وإيرلندا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا”، كما بدأت في “كندا”، منذ آيار/مايو الماضي، لكن لم يعلن حتى الآن أية معلومات حول تطبيقها في أي دولة عربية.

ظاهرة “الأشخاص المؤثرين” سوف تتراجع..

خرجت الكثير من الدراسات التي تشير إلى (إنستغرام) بأصابع الاتهام؛ نظرًا لتأثيره على الصحة النفسية والعقلية خاصة لفئة الشباب؛ إذ أنه في كثير من الأحيان يعتمد تقييم الشخص لنفسه على عدد الإعجابات التي تحصل عليها صوره ومنشوراته، لذا فإن إطلاق تطبيق (إنستغرام) بدون إعجابات سيكون له الكثير من النتائج المترتبة، سواء أرادت إدارة التطبيق ذلك أم لا، ومنها أنها قد تتسبب في تراجع ظاهرة الأشخاص المؤثرين، (influencers)، بينما قد تفتح هذه التجربة المجال لأشخاص آخرين يهتمون بمضامين منشوراتهم بشكل أفضل؛ إذ سوف تتحول القوى المؤثرة على (إنستغرام) لتكتسب بُعدًا له علاقة بجودة المنشورات بعيدًا عن التقييم على أساس عدد الإعجابات، وهذا الأمر شديد الأهمية، لأن هذا التأثير يستخدم بقوة من قِبل بعض العلامات التجارية في التسويق من أجل تعزيز أرباحها، إن الأمر يتعلق بالمال.

وظهرت مؤخرًا دراسات وأبحاث تشير إلى ظاهرة، “nano-influencers” أو (المؤثرين على نحو أضيق)، وهي عبارة عن الإعتماد على أشخاص لديهم عدد أقل من المتابعين، حوالي 5 آلاف أو أكثر، يقومون بالتسويق لصالح علامة تجارية معينة، وكشفت صحيفة (مترو)، الأكثر تداولًا في “بريطانيا”، أن الإعتماد على “nano-influencers”؛ يكون فعالًا بدرجة أكبر من الاستعانة بالمؤثرين الكبار المشهورين.

وصرحت مديرة وكالة “The Atticism” البريطانية للعلاقات العامة وأبحاث مواقع التواصل الاجتماعي، “رينا سميث”، بأن: “منصات التواصل الاجتماعي، كما كنا نعرفها من قبل، بدأت تتلاشى”، وأوضحت أن إخفاء عدد الإعجابات على (إنستغرام) سوف يشكل جزءًا من تغير أكبر على صعيد الدور الذي تلعبه منصات التواصل وسلوك المستخدمين عليها.

وذكر خبراء الوكالة، لصحيفة (مترو)، أن: “المستهلكين باتوا يشعرون بالتعب”، واعتبروا أن: “مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي يعتمد على إحداث تحول فيما يخص المحتويات، بحيث تقدم روابط حقيقية بدرجة أكبر بين العلامة التجارية والجمهور”.

وبحسب تقرير “تراست إنسايتس”، حول نشاط العلامات التجارية على (إنستغرام)؛ فإن قدرة الأشخاص المؤثرين في مجال “الموضة” مثلًا تراجع بنسبة 44%، خلال الفترة من شباط/فبراير وحتى حزيران/يونيو من العام الجاري، لقد بات تأثير هؤلاء الأشخاص على الجمهور المتابع لهم أقل.

“إنستغرام” يسعى لزيادة المنشورات..

بينما يرى الكاتب والمحلل لدور مواقع التواصل، “تايلور لورينز”، أن حجب رؤية أعداد الإعجابات عن الجمهور لن يغير جوهر (إنستغرام)، وأشار إلى أنه يعتقد أن الإعجابات لم تعد مهمة على الإطلاق، بينما باتت التعليقات على المنشورات أكثر أهمية بصفتها طريقة جيدة للمشاركة، وأضاف “لورينز” أن (إنستغرام) يرغب في أن ينشر المستخدمون عدد أكبر من المنشورات دون القلق من مقاييس النجاح على أساس عدد الإعجابات، على اعتبار أنه لا أحد سوف يتمكن من معرفة عدد الإعجابات التي حصدها منشور ما نشره شخص آخر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة