26 أبريل، 2024 8:37 ص
Search
Close this search box.

“إندبندنت” : كيف طوعت السعودية “الرياضة” لإخفاء الإنتهاكات وإكتساب الشعبية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

في آب/أغسطس من هذا العام؛ كانت حافلة مكتظة بأطفال المدارس تسافر عبر محافظة “صعدة”، في شمال “اليمن”، في طريق عودتها من نزهة. عندما وصلت الحافلة إلى مدينة “ضحيان” اليمنية، توقفت حتى يتمكن السائق من الحصول على شربة ماء، لكن مركبتهم تعرضت لقنبلة موجهة بالليزر من طائرة حربية سعودية.

ومن بين 51 ضحية، كان هناك 40 طفلاً، والعديد من الجثث المشوهة بشدة لم يتم التعرف عليها. وتصف “مجموعة مشروع اليمن للبيانات للمراقبة المستقلة” أن استهداف حافلة المدرسة هو جزء من حملة أوسع ضد المركبات المدنية. وفي الوقت نفسه وصف متحدث باسم التحالف العسكري، الذي تقوده “السعودية”، الهجوم بأنه: “عمل عسكري مشروع”.

بالونة الإلهاء عن الأزمات الراهنة..

على الجانب الآخر؛ سلطت صحيفة (إندنبندنت) الضوء على استخدام “المملكة السعودية” للرموز الرياضية واللاعبين المشهورين دوليًا، مثل “نوفاك ديوكوفيتش” و”رافا نادال”، لعمل مباريات استعراضية مربحة في “جدة”، في كانون أول/ديسمبر 2018، رغم مرور “المملكة” بأزمة مقتل الصحافي المعارض، “جمال خاشقجي”، في “القنصلية السعودية” في “تركيا”.

قال “نادال”، تعليقًا على رفضه المشاركة في “مباراة التنس”، التي نظمتها “السعودية” أواخر الشهر الماضي: “أنا أعلم أن شيئًا سيئًا للغاية حدث هناك”. بينما قال “ديوكوفيتش”، الذي كان سيشارك في نفس المباراة: “في الوقت الحالي، لا تتوفر لدينا معلومات كافية، وعلينا أن ننظر في ذلك أكثر قليلاً”.

بعد أيام قليلة من إعلان إقامة المبارة؛ تم إلغاؤها لأسباب إصابة “نادال” وإستبعاد “ديوكوفيتش” من المباراة، لأسباب غير معلومة، حيث رأت الصحيفة أنه ربما كان ذلك لصالح “السعودية” للتحضير بشكل جيد على مستوى، استغلال المملكة  للمباراة، لصالح استخدامها على مستوى العلاقات العامة.

وقبل أسبوعين؛ لعبت كل من “البرازيل” و”الأرجنتين”، مباراة ودية في “جدة”، كانت غير مهمة للجميع،  باستثناء الحسابات المصرفية لاتحادات الكرة للبلدين والسعوديين أنفسهم، الذين تمكنوا من نشر صور “نيمار” و”باولو ديبالا” و”فيليب كوتينيو”، أثناء ما كانوا يلعبان على أراضي سعودية.

كما استضافت “المملكة السعودية”، “بطولة العالم للملاكمة”، في أيلول/سبتمبر 2018، حيث أطاح “كالوم سميث” بـ”جورج غروفز”؛ ليحرز لقب نهائي السوبر العالمي للملاكمة.

رسول شعبي لغسل السمعة..

وتقول صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن “السعودية” دائمًا ما تراهن على الرياضة كأداة ترويجية، وقد برهنت على ذلك بإنشاء “صندوق تنمية الرياضة”، الذي كان هدفه هو توجيه الثروة النفطية الهائلة للبلاد نحو تشييد بنية تحتية رياضية جديدة بالكامل من النوادي الرياضية والقواعد الشعبية المرافق، وساحات النخبة، وجذب وترويج الأحداث الرياضية الدولية الكبرى.

وعلى مدى العقود الماضية؛ بذلت “المملكة” المحافظة جهودًا لإشراك المجتمع الرياضي الدولي، في محاولة لتنويع مصادر الدخل، وفصل اقتصادها عن اعتمادها على “النفط”، وضخ استثمارات خارجية، لذا لجأ السعوديون إلى إدخال الحفلات والأحداث الرياضية إلى “المملكة”.

وتطبيقًا لهذا النهج؛ تحولت “السعودية” إلى الاستثمار في شركة “أوبر” و”تويتر” وصحيفة (ذا إندبندنت) البريطانية، ومع ذلك، لا تزال الرياضة هي عامل الجذب الأكبر للسياحة وتشجيع إستراتيجية التنويع بسبب وصولها السهل إلى جمهور عالمي.

سارت “السعودية” على نهج “قطر” و”أبوظبي” و”روسيا”، التي تضمن بالرياضة الإندماج العالمي، وتغيير الصورة الشعبية عنها بأنها مكان قمعي ومحافظ، لا يزال غير منصف بحقوق النساء والمعارضين السياسيين.

  • الصور نقلاً عن صحيفية (إندبندنت) البريطانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب