19 أبريل، 2024 8:30 م
Search
Close this search box.

إنحياز “السيستاني” للمحتجين .. وضعهم في مرمى الاستهداف بالانفجارات قرب “ساحة التحرير” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إنعطافة من شأنها تدعيم موقف المحتجين العراقيين وزيادة صلابة موقفهم في مواجهة كافة التحديات التي تقابلهم، خاصة تصميم النظام على فض احتجاجهم بشتى الطرق حتى العنيف منها وإراقة الدماء، أصدر المرجع الديني في “العراق”، آية الله “علي السيستاني”، أمس الأول الجمعة، بيانًا حول الاحتجاجات التي يشهدها “العراق”، منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، كذلك القوى السياسية في البلاد.

وحذر “السيستاني” من مخاطر التدخلات الخارجية “المتقابلة”، مشيرًا إلى أنه: “لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها”.

وأضاف المرجع الديني: “القوى السياسية توافقت على جعل الوطن مغانم يتقاسمونها”، مشككًا في قدرة القوى السياسية على تحقيق مطالب المحتجين.

قانون انتخابي منصف..

كما دعا “السيستاني” إلى قانون انتخاب منصف غير متحيز؛ “لتغيير القوى الحاكمة، مؤكد دعمه ومساندته للاحتجاجات مع الإلتزام بسلميتها”.

وأكد “السيستاني”، في كلمته، على “مساندة الاحتجاجات والتأكيد على الإلتزام بسلميتها وخلوها من أي شكل من أشكال العنف، وإدانة الإعتداء على المتظاهرين السلميين بالقتل أو الجرح أو الخطف أو الترهيب أو غير ذلك، وأيضًا إدانة الإعتداء على القوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة”.

وأضاف: “يجب ملاحقة ومحاسبة كل من تورط في شيء من هذه الأعمال، المحرمة شرعًا والمخالفة للقانون، وفق الإجراءات القضائية؛ ولا يجوز التساهل في ذلك”.

ويشهد “العراق”، منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وأدت هذه الاحتجاجات إلى مقتل أكثر من 300 متظاهر ورجل أمن وإصابة أكثر من 15 ألف شخص.

انفجار عبوة ناسفة قرب ساحة التحرير..

وبعد ساعات من كلمة “السيستاني”، أفادت مصادر رسمية عراقية، ليل الجمعة/السبت، بمقتل متظاهر على الأقل وجرح 16 آخرين من جراء انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة تحت إحدى السيارات قرب “ساحة التحرير”، وسط “بغداد”.

وقام المتظاهرون في “ساحة التحرير” بالمساعدة في إطفاء الحريق الناجم عن الانفجار، كما ساهموا في عمليات إسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن من إجراءاتها في محيط الانفجار.

وذكرت تقارير بأن عدة انفجارات بقنابل صوتية سبقت وقوع الانفجار استهدفت على الأرجح ترهيب المتظاهرين، كما أسفرت عن وقوع إصابات.

ويأتي الانفجار بعد مقتل 3 متظاهرين وجرح 40 آخرين، وذلك خلال تفريق قوات الأمن للمحتجين في “ساحة الخلاني”، وسط “بغداد”، أمس الأول الجمعة.

جمعة الصمود..

وشهدت “بغداد”، والعديد من المناطق العراقية، تظاهرات احتجاجية تحت عنوان: “جمعة الصمود”، حيث توافد الآلاف من المتظاهرين العراقيين إلى “ساحة التحرير”، وسط هتافات منددة بقائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”.

كذلك تجمع الآلاف في “ساحة الحبوبي”، في محافظة “ذي قار”، جنوبي البلاد، للمشاركة في تظاهرات الجمعة ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد وموالاة “إيران”.

وفي محافظة “الديوانية”، انتشرت القوات الأمنية، بشكل كثيف، حول المؤسسات والمقار الحزبية لحمايتها، عقب إمتلاء شوارع المحافظة بالمتظاهرين.

أما في محافظة “البصرة”، فقد فرضت القوات الأمنية طوقًا حول “ساحة البحرية”؛ التي يتوافد إليها المتظاهرون بأعداد كبيرة، للتنديد بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الكارثي في البلاد.

لتخويف المتظاهرين للتراجع..

تعليقًا على مجريات الأحداث، يقول “هاشم الشماع”، عضو مركز “العراق” للتنمية السياسية والقانونية؛ أنه في مثل احتجاجات “العراق”، التي تشهد الإتساع الجغرافي الكبير والواسع؛ بالتأكيد تحدث اختراقات تستهدف التظاهر، ولكن يجب الحديث هنا عن التوقيت والفاعل، أما الأول: فإنه رسالة إلى الشعب العراقي والمتظاهرين بضرورة الكف عن التظاهر وإدخال الخوف بقلوب الشباب لأجل التفريق، خاصة بعد أن جاء الدعم الكبير للتظاهرات من قِبل المرجعية الدينية في “النجف الأشرف”، مما يعني زيادة زخم التظاهر وزيادة المؤيدين لها لتعم حتى المناطق التي لم تخرج إلى الآن.

أما الثانية وهو الفاعل: فهناك الكثير من الاحتمالات منها: أن الفاعل هو (داعش) المخترق للتظاهر، ومنها ميليشيات وقحة خارجة عن القانون، ومنها: مندسين من قِبل مخابرات خارجية تريد أن تخلط الأوراق، على أي حال أيٍا كان الاحتمال فإن الانفجار وقع، ولكن الهدف منه لم يتحقق، وهو إرهاب وإرعاب المتظاهرين، بل بالعكس أن هذا التفجير زاد من عزيمة التظاهر.

وأضاف “الشماع”؛ أنه في ظل هذا الحراك يأتي الدعم الكامل من المرجعية الدينية في “النجف الأشرف” للمحتجين، وذلك لعدم لمسها أي إصلاحات واقعية، بل رسالتها كانت: لقد أضعتم الفرصة الفريدة، من المتوقع أن تُصعد المرجعية نبرتها ضد القوى السياسية إذا لم يستجيبوا لإرادة الشعب العراقي.

إنعطافة كاملة في الخطاب..

وبحسب (فرانس 24)، تُعتبر خطبة “السيستاني” الأخيرة الأكثر وضوحًا للمرجعية منذ إنطلاق موجة الاحتجاجات، التي بدأت في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي. فهذه هي المرة الأولى التي تقول فيها المرجعية إنها تدعم الاحتجاجات وليس مطالبها فقط، في ما يُعد إنعطافة كاملة في الخطاب لصالح الشارع، وأن هذا يُعد انتقادًا صريحًا للسلطة الحاكمة، التي ضمنت الأسبوع الماضي اتفاقًا برعاية إيرانية، يبقيها في السلطة، مع إنهاء الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة.

كما يبدو أن موازين القوى، قبل خطبة الجمعة، لن تكون كما بعدها. واعتبر المحلل السياسي في معهد “كارنيغي”، “حارث حسن”، أن السيستاني “كان دائم الحرص على عدم استنفاد رصيده بالسياسات الضيقة، وحفظ كلماته للمواقف الأكثر خطورة”. وأضاف أن: “كلماته الأخيرة عن الاحتجاجات كشفت مدى جدية إدراكه للوضع الحالي في العراق. ومن خلال إنحيازه بشكل أوضح للمحتجين، قام السيستاني بأكثر تحركاته جرأة حتى الآن، والتي قد تحدد نتيجة ميزان القوى داخل البيت الشيعي والسياسة العراقية لسنوات مقبلة”.

رفض رسائل إيران لدعم الحكومة..

وكان مصدر سياسي رفيع مُقرب من دوائر المرجعية قد قال لوكالة الأنباء الفرنسية؛ إن “طهران” حاولت في الآونة الأخيرة إيصال رسائل إلى المرجعية تطلب منها دعم الحكومة الحالية في خطبتها ودعوة المتظاهرين للانسحاب من الشارع، وإعطاء فرصة للقيام بإصلاحات خلال مهلة زمنية محددة.

وأوضح المصدر أن المرجعية “رفضت الاستجابة لتلك الرسائل أو حتى تلقيها. ولذلك لم توافق أيضًا على استقبال، (رجل الدين الشيعي مقتدى) الصدر، بعد عودته مباشرة من طهران، كي لا يظن الشارع أنه يحمل رسالة من طهران”. وأشار المصدر إلى أن: “سليماني نفسه، سمع كلامًا قاسيًا من المرجعية حيال الدور الإيراني في الأزمة العراقية”، من دون مزيد من التفاصيل.

وأتضح أن الشارع بدأ يستعيد زخمه، خصوصًا بعدما وجدت السلطات نفسها محرجة في قمع المظاهرات، بعدما نفت المرجعية أن تكون طرفًا في أي اتفاق لتجفيف الشارع، وباتت الآن تحت ضغط الشارع والحراكات السياسية والدبلوماسية.

وكان “السيستاني” قد التقى، مطلع الأسبوع الحالي، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، “جينين هينيس-بلاسخارت”، التي طرحت عليه “خارطة طريق” حظيت بموافقته، مقسمة على مراحل، تدعو إلى وضع حد فوري للعنف، والقيام بإصلاحات ذات طابع انتخابي، وإتخاذ تدابير لمكافحة الفساد في غضون أسبوعين، تتبعها تعديلات دستورية وتشريعات بنيوية في غضون ثلاثة أشهر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب