26 أبريل، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

“إنتفاضة خبز” أردنية .. تضع المملكة على صفيح ساخن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يوماً بعد يوم والأزمة تتفاقم في الأردن.. حيث تتواصل الاحتجاجات الرافضة لسياسة الحكومة الاقتصادية في مدينة “الكرك” الأردنية.

خرجت في “عمان” مسيرة ليلية من حي “الطفايلة” شرق العاصمة، رفعت شعارات تطالب برحيل حكومة رئيس الوزراء، “هاني الملقى”، وحل مجلس النواب.

ويتهم المحتجون مجلس النواب بتمرير قرارات رفع الأسعار التي أقرتها الحكومة، وكان من أهمها رفع الدعم عن الخبز ورفع أسعار المحروقات والكهرباء، بالإضافة إلى عشرات السلع والخدمات.

كما طالبوا العاهل الأردني، الملك “عبدالله الثاني”، التدخل لإلغاء قرار رفع الأسعار، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.

مطالب برحيل الحكومة ومجلس النواب..

إلى الغرب من العاصمة، وتحديداً في مدينة “السلط”، خرج العشرات من المواطنين في مسيرة ليلية جابت شوارع المدينة للمطالبة برحيل الحكومة ومجلس النواب احتجاجاً على رفع الأسعار والضرائب.

أعمال شغب..

شهدت مدينة “الكرك” الأردنية، مساء السبت 10 شباط/فبراير 2018، أعمال شغب، حيث حاول المحتجون إغلاق وسط المدينة وشوارع أخرى بإطارات مشتعلة والحجارة والحاويات.

مصدر أمني أفاد بنشوب حريق في مستودعات المؤسسة، المكونة من طابقين، وتمكن الدفاع المدني من إخماده، وتم فتح تحقيق لتحديد سبب الحريق.

وكشف عضو مجلس النواب الأردني، “صداح الحباشنة”، أنه تمت السيطرة على حريق اندلع بـ”المؤسسة العسكرية بالكرك”، التابعة للجيش.

وتعتبر تلك المؤسسة العسكرية، مؤسسة للمواد التموينية والمنزلية وغيرها تتبع للجيش الأردني، فيما قال “الحباشنة” إن النيران إلتهمت جزءاً كبيراً من المبنى، وإنه تم إطفاؤها دون وقوع خسائر بشرية.

محاسبة الفاسدين والتراجع عن القرارات..

هذا، ونظم أبناء “لواء المزار” الجنوبي في محافظة “الكرك” وقفة احتجاجية ضد قرار الحكومة برفع الأسعار، مطالبين السلطات بمحاسبة الفاسدين والتراجع عن قراراتها الاقتصادية الأخيرة.

وفي ظل تواصل التوتر في “الكرك”، التقى المدير العام لقوات الدرك، اللواء الركن “حسين الحواتمة”، محافظ الكرك والمسؤولين الأمنيين ونواب ووجهاء العشائر وشخصيات من أهالي محافظة الكرك لبحث تهدئة الأوضاع.

ارتفعت نسبة التضخم بنسبة 3%..

صعدت أسعار “التضخم” في الأردن، بنسبة 3% على أساس سنوي، خلال كانون ثان/يناير الماضي. وبحسب البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، “حكومية”، ساهمت في الارتفاع مجموعات النقل بنسبة 8.7%، والتبغ والسجائر 21.3%، والإيجارات 2.9%، والوقود والإنارة 4.7%، والصحة 6.4%.

وعلى أساس شهري، ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلك خلال كانون ثان/يناير الماضي، مقارنة مع كانون أول/ديسمبر 2017 بنسبة 0.7%.

بدأت الاحتجاجات أمام البرلمان..

بدأت الاحتجاجات بإحتشاد عشرات الأردنيين أمام مقر البرلمان فى عمان، الخميس 1 شباط/فبراير 2018، احتجاجاً على قرار الحكومة برفع الدعم عن خبز “الكماج”.

ودخل القرار، الذى سيرفع أسعار الخبز بنسبة تتراوح بين 60 و100 فى المئة، حيز النفاذ يوم السبت 27 كانون ثان/يناير 2018، وهذه أول خطوة من نوعها فى أكثر من عقدين لتخفيف الضغوط على ميزانية البلاد.

كيف يتم تعويض الفقراء ؟

المتخصص في الاقتصاد، “مفلح عقيل”، يقول: أن “دعم الخبز مسألة جدلية، فقد جرى زيادة الدعم المخصص للخبز لنحو سبع سنوات. المشكلة هى كيف تلغى دعم الخبز وتعوض الفقراء والعائلات ذوات الدخول المنخفضة… فى نهاية الأمر وجدوا صيغة تتمثل فى دعم الأشخاص الذين تقل دخولهم عن ألف دينار، (1400 دولار)”.

وتقول الحكومة إن أسعار الخبز، وهي من بين الأرخص في المنطقة، تشجع على الهدر. وتتوقع أن إنهاء الدعم سيقلل الإستهلاك.

الحكومة تريد زيادة إيرادتها الضريبية..

موضحة إنها تسعى، من هذه القرارات، إلى زيادة إيراداتها الضريبية بمقدار 540 مليون دينار، ما يعادل 761 مليون دولار.

وتخضع معظم السلع والبضائع بشكل عام في الأردن إلى ضريبة مبيعات قيمتها 16 بالمئة، إضافة إلى رسوم جمركية وضرائب أخرى فرضت عبر السنوات الماضية، ما رفع كلف المعيشة.

بسبب النزاع في سوريا والعراق..

قد أثر النزاع في سوريا والعراق على اقتصاد المملكة، التي تعاني شحاً في المياه والموارد الطبيعية وتستورد 98 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة.

ويبلغ عدد سكان المملكة نحو 9,5 ملايين نسمة.

سحب الثقة من الحكومة.. وتشكيل حكومة إنقاذ وطني..

على إثر الاحتجاجات؛ تقدم 22 نائباً بمذكرة لطرح الثقة بالحكومة، بعد أن وصفوها بحكومة “التجويع والتركيع”.

في غضون ذلك، أكد “الإسلاميون” على “ضرورة التوافق على برنامج إصلاح وطني يتناول إدارة الحكم الرشيد، وعدم توريث المناصب والمواقع، وإعادة النظر في منهجية تشكيل الحكومات والتخلص من وصفات البنك الدولي، التي قيدت البلاد بسياساتها الاقتصادية الفاشلة، وساهمت في رهن قراراتنا السياسية”.

وأفاد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، “محمد الزيود”، بأن “المطلوب في هذه الظروف الحرجة هو تبنّي برنامج إصلاح حقيقي يقوم على محاربة الفساد وإنجاز برامج تنمية اقتصادية جادة بعيداً عن الإعتماد على جيب المواطن كحل للمشكلات الاقتصادية، ولذا فإن المطلوب اليوم تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعيداً عن المصالح الضيقة والإسترضاء والتوريث”.

وطالب الحزب بتشكيل “حكومة تستطيع الدفاع عن الأردن والوقوف أمام الهجمة الظالمة عليه وإفشال المخططات والمؤامرات التي يتعرض لها، وفي مقدمتها مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية على حساب المصالح الأردنية”.

حائط مسدود وتصعيد متواصل..

من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإقليمية، العميد ركن المتقاعد “ناجي الزعبي”، إن جماهير الشعب الأردني وجدت نفسها أمام حائط مسدود وتصعيد متواصل من قبل الحكومة امتد ليصل إلى رغيف الخبز، ما دفعها للخروج إلى الشارع للتعبير عن رفضها لهذه السياسات.

مضيفاً: أن “الأردن يجد نفسه معزولاً تماماً الآن من قبل حلفاؤه التقليديين، بعد أن تخلى عنه كل أصدقاؤه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وبلدان الخليج، بل أن واشنطن تسعى الآن إلى تقديم الأردن للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة إستقبال الرئيس السوداني، عمرالبشير، ما يشكل إهانة للسياسة الأردنية الأقليمية المرتمية في حضن الولايات المتحدة”.

وأكد على أن المزاج الشعبي يرفض إنخراط الأردن في أية مشاريع من مشاريع التسويات وتقديم مزيد من التفريط في الشأن الفلسطيني، ما دفع إلى إفتعال الأزمة الإقتصادية في الأردن في محاولة لتركيع الشعب الأردني وإذلاله.

ولفت إلى أن “الأزمة في الأردن مرشحة للتفاقم في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من مديونية تفوق الناتج المحلي، أي أنها شبه مفلسة، ولا تجد الحكومة من حلول سوى جيوب الفقراء، الذين لم يعودوا قادرين على العطاء”.

يجب أن تكون منظمة وأن يكون لها قائد..

حذر “الزعبي” من أن “الاحتجاجات وإن كانت تأخذ طابعاً عفوياً الآن؛ إلا أنها ستصبح منظمة”، داعياً إلى أن “يكون لهذه الاحتجاجات رأس حتى لا تفرغ وتعود الأمور إلى المربع الأول”.

وكان الأردن قد شهد احتجاجات في أكثر من مدينة إثر قيام  الحكومة برفع أسعار النقل والمواصلات بنسبة 10%، بعد ساعات من قرار آخر يقضي برفع رسوم إستهلاك الكهرباء للشرائح التي يزيد إستهلاكها على ثلاثمائة كيلو وات ساعة/شهرياً، إلا أن لائحة الأسعار الجديدة للخبز صعدت من حدة الاحتجاجات الشعبية في المملكة، ما دفع الكثيرين للتساءل فيما إذا كان الأردن سيشهد إنتفاضة جديدة للخبز !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب