23 أبريل، 2024 9:30 ص
Search
Close this search box.

إنتخابات الرئاسة الإيرانية .. بين سخرية المرشحين وعزوف الناخبين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

ستشهد الجمهورية الإيرانية اليوم 19 آيار/مايو الجاري، انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية وسط أجواء من خيبة الأمل تعم الشارع الإيراني الذي توقع نمواً اقتصادياً بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية. وفي هذا السياق نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالاً للكاتب “ياسير عوقبي” تطرق فيه إلى غرائب وطرائف المرشحين المستبعدين، ثم خيبة أمل الشارع الإيراني من المرشحين الحاليين.

مرشحون بلا خبرة سياسية..

يستهل الكاتب الإسرائيلي تعليقه على المشهد الإيراني الحالي، قائلاً: “أعلنت اللجنة الانتخابية الإيرانية أن 863 شخصاً – تتراوح أعمارهم بين 18 و88 عاماً، وبينهم عشرات السيدات – سجلوا أسماءهم في قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها يوم الجمعة. ومن بين هذا العدد الهائل من المرشحين سياسيون ورجال دين وعمال بناء وأشخاص غير معروفين ممن يفتقرون للخبرة السياسية ويرفعون شعارات انتخابية غريبة”.

ويضيف “عوقبي” أن مجلس صيانة الدستور قبِلَ أوراق 6 مرشحين فقط هم الرئيس الحالي “حسن روحاني” المحسوب على المحافظين المعتدلين والمدعوم من قبل الإصلاحيين، ونائبه “إسحاق جهانجيري”، والوزير الأسبق “مصطفى هاشمي طبا”، وثلاثة من التيار الأصولي المتشدد وهم رجل الدين المقرب من المرشد الأعلى “إبراهيم رئيسي”، وعمدة العاصمة طهران “محمد باقر قاليباف”، ووزير الثقافة الأسبق “مصطفى مير سليم”، بينما كان أبرز المستبعدين هو الرئيس السابق “محمود أحمدي نجاد”.

غرائب وطرائف المرشحين..

يقول “عوقبي”: “لم يبخل علينا المرشحون المحتملون بالطرائف المضحكة، فمن بين هؤلاء أشخاص مخبولين، أحدهم شخص ضخم الجثة يبلغ وزنه 200 كغم أعلن أنه لن يتنازل عن ترشيحه إلا لشخص يزن أكثر منه. بينما وعد مرشح محتمل آخر أنه سيسمح بتعاطي الأفيون بحرية، بل واعترف بتعاطيه للمخدرات زاعماً أن ذلك لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وهناك مرشح ثالث يعمل في إحدى جمعيات الرفق بالحيوان ينادي بحظر قتل الخنازير بزعم أن لديه برنامجاً لجعلها “أُمَّة محترمة من أمم العالم”. أما أقلهم جنوناً فشاب عاطل عن العمل لم يحصل على شهادته الابتدائية، ولهذا فإنه يبحث عن فرصة للعمل في وظيفة “رئيس الجمهورية”.

إيران أضحوكة العالم..

ينوّه الكاتب الإسرائيلي: إلى “إن هذه المسخرة الهزلية استتبعت ردود فعل غاضبة من عدد من الساسة ورجال الدين في إيران الذين وصفوا سياسة الترشح وشروطه الفضفاضة بأنها حولت عملية الانتخابات الإيرانية إلى “سخرية” أمام العالم. فقد عبّر السفير الإيراني لدى لندن “حميد بعيدي نجاد” عن سخطه من تحول الانتخابات الإيرانية إلى مسرح للدعابات السخيفة، وقال: “ليس هناك بلد في العالم يتم فيه تسفيه الانتخابات الرئاسية إلى هذا الحد كما في إيران”. كما انتقد المرجع الديني “ناصر الشيرازي” ما وصفها بالأوضاع الهزلية وقال “إن العالم ينظر إلى مهزلة الانتخابات الرئاسية الإيرانية بسخرية شديدة، بسبب عدم توضيح الشروط المطلوبة لمن يريد الترشح للانتخابات”.

خيبة أمل كبيرة..

يؤكد الكاتب “ياسير عوقبي” على أن الإيرانيين يشعرون بخيبة أمل تجاه الانتخابات الرئاسية ويبدون غير متحمسين للمشاركة فيها، فيقول بعض سكان الأحياء المتوسطة في العاصمة الإيرانية طهران: “إن الشعب الإيراني قد جرب جميع أصناف المرشحين سواء كانوا إصلاحيين أو محافظين أو رجال دولة أو شعبويين أو حتى رجل الدين المعتدل روحاني الذي ترأس البلاد طيلة السنوات الأربعة الماضية وحقق إنجازاً كبيراً بتوقيعه الاتفاق النووي مع القوى الخمس الكبرى وألمانيا، بهدف إعادة دمج إيران في المجتمع الدولي بعد العقوبات التي أثقلت كاهلها”. ولكن سكان هذه الأحياء التي كانت معظمهما فيما مضى مراكز تجارية مزدهرة، يذكرون أنه لم يطرأ أي تحسن في أوضاعهم، فيقول “باباك كياني” – شاب يبلغ 35 عاماً ويعمل تاجر ملابس: “إنني لا أظن أن شيئاً جيداً سيحدث في المستقبل، أياً من كان الرئيس القادم. إنني لن أصوت في الانتخابات، لأن صوتي لن يغير شيئاً”.

بينما تقول “مرضية خان”: “لقد ارتفعت نسب الفقر والبطالة وأصبح كثير من الشباب يدمنون المخدرات، لذلك لا غرو في أن يعِد أحد المرشحين المستبعدين بتوفير الأفيون للجماهير”.

كما صرح “محسن” – أحد الباعة في الأسواق الشعبية الإيرانية – لوكالة الآنباء الفرنسية: “لا أحد يتحدث عن مشاكلنا، بل إن أحداً من مرشحي الرئاسة لم يكلف خاطره في المناظرات التليفزيونية ليتحدث عن أولئك الذين بلغوا سن الـ30 ولم يتزوجوا ويكوِّنوا أسرة لأنهم غير قادرين على كسب المال”. وأضاف محسن” “بالرغم من أن الحكومة الحالية تمكنت من وقف نزيف التضخم الهائل ورفع العقوبات، إلا أن السنوات الأربعة الماضية كانت صعبة للغاية، فحركة البيع والشراء كانت شبه مجمدة”. أما فيما يتعلق بالقضايا المجتمعية قال محسن: “إن المجتمع الإيراني يخضع لقيود صارمة ومعاملة سيئة من جانب الشرطة على الرغم من وعود الرئيس روحاني بالانفتاح وإطلاق الحريات، فقد صادرت الشرطة سيارتي بدعوى ارتفاع مستوى مكبرات الصوت أثناء احتفالي بفوز الفريق الذي أشجعه”.

ويؤكد “حسن مختوم” 46 عاماً: “لم أكن أريد أن أصوت لأحد سوى أحمدي نجاد، الذي كان بحق رئيساً للفقراء واتسم عصره بالرخاء، ولكن مجلس صيانة الدستور حظر ترشح نجاد”.

خوف من عزوف الناخبين..

ختاماً يقول الكاتب الإسرائيلي: “إن السلطات الإيرانية تخشى من أن يُحجِم سكان المناطق الفقيرة والمتوسطة عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، الأمر الذي من شأنه أن يضرب في شرعية نظام ولاية الفقيه، ولذلك تقوم الحكومة بحملات دعائية بهدف حض الناخبين على المشاركة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب