26 أبريل، 2024 12:13 م
Search
Close this search box.

إنتاج الصواريخ المحظورة في حال الخروج من المعاهدة .. التسليح الروسي يثير ذعر واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

من جديد استعاد الصراع بين “الولايات المتحدة” و”روسيا” سخونته؛ بعد تهديد الأخيرة باستهداف حلفاء “أميركا”، في حال انسحابها من “معاهدة القوى النووية متوسطة المدى”.

فهددت “الولايات المتحدة” بأنها ستعلق إلتزاماتها تجاه معاهدة الصواريخ؛ ما لم تقوم “روسيا” بالإمتثال للاتفاقية خلال 60 يومًا.

قائلاً وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء الماضي، في “بروكسل”، إن: “الولايات المتحدة ستعلق إلتزامها باتفاقية الأسلحة النووية متوسطة المدى لمدة 60 يومًا؛ حتى تلتزم روسيا بالاتفاقية”.

وأوضح “بومبيو” أن “روسيا” تقوم بإجراء اختبارات على صواريخ (إس إس 8) وتستخدم منصات الإطلاق الثابتة والمتحركة، ما اعتبره “تهديدًا لأمن أوروبا”، و”خرقًا للمعاهدة”. وتابع: “ماضون في ردع روسيا عن تلك الإنتهاكات”.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، سبق وأفاد بأن بلاده ستنسحب من “معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”، وأن “أميركا” ستواصل، على حد قوله، زيادة قدرتها النووية حتى “تفيق” بقية الدول. وبعد ذلك ستكون “الولايات المتحدة” مستعدة لإيقاف هذه العملية والشروع في خفض هذه الأسلحة، موضحًا أن هذه الرسالة موجهة في المقام الأول إلى “الصين” و”روسيا”.

قرار سيتم الرد عليه..

وفي تصريحات له، يوم الاثنين، 19 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، اقترح الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، خلال اجتماع حول القضايا العسكرية، مناقشة خطوات “روسيا” فيما يتعلق بنوايا “الولايات المتحدة” الانسحاب من “معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى”، مشيرًا حينها إلى أن هذا القرار لا يمكن أن يبقى من دون رد.

وقال “بوتين” في اجتماع لهيئة التصنيع العسكري “أقترح مناقشة خطواتنا المتعلقة باحتمال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”.

الناتو” يتهم روسيا بخرق المعاهدة..

وسبق تهديدات “بومبيو”، اتهام حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، “روسيا”، رسميًا بخرق معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987، والتي تحظر إطلاق صواريخ نووية أرضية متوسطة المدى، والتي يتراوح مداها بين 500 كيلومتر، إلى 5 آلاف و500 كيلومتر، وبعد اجتماع، أصدر وزراء خارجية (الناتو) بيانًا يدعم اتهامات “الولايات المتحدة” بالإنتهاكات الروسية، وهو ما دفع “موسكو” إلى التهديد باستهداف حلفاء “أميركا”، وكانت “الولايات المتحدة” قد هددت بالانسحاب من المعاهدة بسبب الأنشطة الروسية، والتي نفت “روسيا” أنها تخرق المعاهدة، قائلة إنها “تلتزم بشدة” بشروطها.

هيئة الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي)، نقلت عن بيان وزراء خارجية (الناتو) قولهم إن: “التحالف إنتهى إلى أن روسيا قامت بتطوير وإطلاق نظام صاروخي من طراز (9M729)، والذي ينتهك معاهدة الحد من الأسلحة النووية ويمثل مخاطر كبيرة على الأمن الأوروبي-الأطلسي”.

وأضاف البيان: “أننا نؤيد بقوة ما توصلت إليه الولايات المتحدة من أن روسيا تنتهك بشكل ملموس إلتزاماتها بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ونطالب روسيا بالإمتثال الكامل بالمعاهدة”.

ويٌمكّن الصاروخ الروسي الجديد متوسط المدى من طراز، (9M729)، “روسيا”، من شن ضربة نووية في بلدان (الناتو) في وقت قصير للغاية.

تتلاعب بالحقائق..

فرد “الكرملين”، أن “الولايات المتحدة” تتلاعب بالحقائق لاتهام “روسيا” زورًا بإنتهاك “معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى” وإيجاد ذريعة كي تنسحب منها.

من جانبها؛ ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، على هذه التصريحات قائلة: “إن روسيا تلتزم تمامًا بأحكام معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، والجانب الأميركي يعرف ذلك”.

لا دليل على إنتهاك المعاهدة..

مضيفة أن: “الولايات المتحدة لم تقدم دليلاً على أن الجانب الروسي إنتهك بأي شكل من الأشكال أو لم يلتزم بشروط الاتفاق”، مؤكدة على أن المعاهدة هي “إحدى الدعائم الرئيسة للاستقرار الإستراتيجي، وأن روسيا مستعدة لمناقشة أي مشاكل في الاتفاق دون اتهامات وإنذارات لا أساس لها من الصحة”.

إنتاج صواريخ محظورة..

في المقابل؛ قال الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الأربعاء، إن: “موسكو ستنتج صواريخ محظورة في الوقت الحالي بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى؛ إذا انسحبت الولايات المتحدة منها وبدأت في إنتاج مثل هذه الصواريخ”.

واتهم “بوتين” في تصريحات تليفزيونية، “الولايات المتحدة”، بإلقاء اللوم على “روسيا” في إنتهاكات كذريعة للانسحاب من المعاهدة.

وأشار إلى أن العديد من الدول تنتج صواريخ تحظرها المعاهدة، لكن “موسكو” و”واشنطن” إلتزمتا بها.

روسيا ستستهدف الدول الحليفة لأميركا..

في نفس السياق؛ ذكر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، “فاليرى غيراسيموف”، أمس الأربعاء، أن “روسيا” سوف تستهدف الدول التي تستضيف صواريخ أميركية على أراضيها، إذا مضت “واشنطن” قدمًا في خططها للانسحاب من المعاهدة.

وقال، في عرض أمام الملحقين العسكريين الأجانب في “موسكو”: “إذا خرقت معاهدة الأسلحة النووية، فلن نتركها دون رد”، مضيفًا: “بصفتكم قادة عسكريين محترفين، يجب أن تدركوا أن الهدف من الانتقام الروسي لن يكون أراضي الولايات المتحدة، ولكن الدول التي تنتشر فيها الصواريخ متوسطة المدى”.

واتهم “غيراسيموف”، الولايات المتحدة، بالسعي بإلقاء اللوم في زوالها على “روسيا”، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها “روسيا” باستهداف الدول الأوروبية التي تستضيف الدفاعات الصاروخية الأميركية.

جيل جديد من الأسلحة..

ونشرت “وزارة الدفاع الروسية” بيان قالت فيه إنها نشرت أسلحة الليزر، وهي أحد الأنظمة العديدة التي وصفها الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، خلال خطابه السنوي، في آذار/مارس، بأنها تمثل جيلاً جديدًا من الأسلحة، ويحمل السلاح الذي نشره الجيش في الأول من كانون أول/ديسمبر اسم (بيرسفت).

ووصف “بوتين”، في آذار/مارس الماضي، الأسلحة الجديدة بأنها رد فعل من “روسيا” على القرار الأميركي لعام 2002، بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ (الباليستية) وتطوير درعها الدفاعي العالمي.

وفي الوقت الذي لم يتم الكشف فيه عن المواصفات الفنية لسلاح (بيرسفت) السري، يقول الخبراء العسكريون إنه يمكن استخدامه ضد الطائرات دون طيار والصواريخ والطائرات.

واشنطن تعد العُدة للحرب النووية..

الخبير العسكري الروسي، “د. كونستانتين سيفكوف”، أن “روسيا” لديها أسلحة قادرة على تدمير “الولايات المتحدة”.

وقال “سيفكوف”، في مقال نشرته صحيفة (فوينو بروميشليني كوريير) الأسبوعية، إن طوربيدات (بوسيدون) وصواريخ (سارمات) الروسية تقدر على تدمير “الولايات المتحدة الأميركية”.

وأضاف أن “روسيا” تمتلك أسلحة رادعة تُثني من يود إشعال نار الحرب العالمية الجديدة عن تحقيق أمنيته، لأن “روسيا” تستطيع القيام برد ساحق على أي معتدٍ قد يلجأ إلى استخدام السلاح النووي.

وتابع الخبير، أن “روسيا” تنقذ بذلك الشعب الأميركي أيضًا من الهلاك المحتم في حال اشتعال الحرب العالمية الجديدة.

وأشار الخبير الروسي إلى أن هذا السلاح ينقذ حياة شعوب جميع البلدان التي يمكن أن يتم إتخاذ أراضيها مسرحًا للحرب العالمية الثالثة، ذلك أن خطر إبادة النخبة الأميركية في حال قامت “روسيا” بردّ، ينزع فتيل الحرب النووية، لافتًا إلى أن “روسيا” تمنع بذلك وقوع الشعب الأميركي في كارثة فتاكة.

واعتبر الخبير أن “واشنطن” أعطت الدليل المؤكد على أنها تُعد عدتها للحرب النووية حين أعلنت نيتها الانسحاب من اتفاقية تُلزم “الولايات المتحدة الأميركية” بالتخلص من الصواريخ المتوسطة والأقل مدى.

التهديد خروج رسمي من المعاهدة..

واعتبر “د. هشام جابر”، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، تهديد “الولايات المتحدة” بمثابة “الخروج رسميًا من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى بشأن تحديد عدد الأسلحة النووية”. مشيرًا إلى أن: “أميركا لم تلتزم تاريخيًا بأي معاهدات للسلاح، ولم تلتزم أيضًا في هذه المعاهدة بتحديد عدد الأسلحة أو الصواريخ بعيدة أو متوسطة المدى”.

الكرة في ملعب واشنطن..

بينما أشار المحلل السياسي الروسي، “أندريه أونتيكوف”، إلى أن: “هناك مطالبات في مجلس الشيوخ الروسي بضرورة تعديل معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، بالإضافة إلى وجود أصوات تطالب بالإنضمام إلى هذه المعاهدة فقط ومع أوروبا وليس العالم ككل”، مؤكدًا أن: “روسيا متمسكة بهذه المعاهدة”، متهمًا “الولايات المتحدة بخرقها”، موضحًا أن “الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة”.

إثارة مناخ من سباق التسلح جديد..

وقال الباحث في الشؤون الأميركية بمركز الأهرام للدراسات، “د. أحمد سيد أحمد”، إن: “إعلان ترامب الانسحاب من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى جاء وفق ما اعتبرته الإدارة الأميركية إنتهاك روسيا المعاهدة بنشر صواريخها في شرق روسيا وتطويرها العديد من الصواريخ”، مضيفًا أن: “الأمر غير مرتبط بإنتهاك روسيا للمعاهدة بقدر ما يرتبط بإثارة مناخ من سباق التسلح مرة أخرى بين القوى الكبرى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب