25 أبريل، 2024 3:45 م
Search
Close this search box.

“إليزابيث روزنبرغ” : الاقتصاد الإيراني لن يُصاب بالشلل جراء “العقوبات الأميركية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تصاعدت، منذ انسحاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي” وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية، المناقشات بشأن احتمالات تأثير هذه العقوبات، لاسيما وأن “الولايات المتحدة” لا تتمتع، هذه المرة، بدعم حلفاءها القدامى وتواجه خطورة العزلة العالمية.

وفي هذا الصدد؛ أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع المسؤول رفيع المستوى السابق بوزارة الخزانة الأميركية، “إليزابيث روزنبرغ”، عضو برنامج الطاقة والعلوم الاقتصادية والأمنية في “مركز الأمن الأميركي الجديد”، لمناقشة تداعيات إجراءات الإدارة الأميركية التحذيرية، وردود الفعل العالمية والإجراءات الإيرانية المحتملة في مواجهة تلكم التداعيات..

الضغط.. لخلق مشروع دبلوماسي جديد..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هي التأثيرات المحتملة لـ”العقوبات الأميركية” على “إيران” ؟.. وما الذي يميز هذه العقوبات عن مثيلاتها الأميركية والدولية ؟

“إليزابيث روزنبرغ” : تفرض “الولايات المتحدة الأميركية” مجموعة من العقوبات على “إيران”، كانت قد رفعتها في كانون ثان/يناير 2016م، بموجب “الاتفاق النووي”. وتستهدف هذه العقوبات البنوك الإيرانية؛ وبخاصة “البنك المركزي”، و”شركات النفط” الإيرانية، والكثير من الأطراف الاقتصادية المهمة داخل “إيران”.. لقد بدا، عقب انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي”، عزمها تشكيل حملة لفرض عقوبات اقتصادية شديدة على “إيران”، تتجاوز بمراحل مجرد فرض عقوبات خلال آب/أغسطس وتشرين ثان/نوفمبر.

وطبقًا للمسؤولين بـ”البيت الأبيض”، فالهدف من الحملة هو الضغط، وخلق الأدوات اللازمة لخلق مشروع دبلوماسي جديد مع “إيران”، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا النووية والإقليمية.

عقوبات تشرين ثان تركت آثارها منذ الآن..

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل تستطيع “أميركا”، برأيك، تحقيق ما تتطلع إليه من هذه العقوبات ؟.. فقد قاومت “إيران”، قبلاً، ضد هذه العقوبات بشكل جيد، وتتمتع بالخبرات اللازمة للتعامل مع مثل هذه العقوبات ؟

“إليزابيث روزنبرغ” : عقوبات تشرين ثان/نوفمبر؛ تركت آثرها منذ الآن على الاقتصاد الإيراني. لقد وضعت الإدارة الأميركية، بشكل رسمي، “الجمهورية الإيرانية” موضع الدراسة، وقد ثبت انسحاب الكثير من المستثمرين الأجانب. كذلك طُلب كل المتعاملين مع “إيران”، في المجالات النفطية، تخفيض شحناتهم، ولا يمكن تأثير هذا التراجع؛ الانسحاب على آفاق النمو الإيرانية وزيادة التضخم والبطالة.

وهذه المسألة سوف تتمخض عن مشكلة تأمين الطاقة في الأسواق العالمية وارتفاع أسعار النفط. ولقد اعترف المسؤولون الإيرانيون بالتحديات التي يواجهون ووعدوا بمواجهتها.

الشركات لديها الكثير من الحوافز للتزوير !

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما الذي يميز، في رأيك، العقوبات الراهنة عن مثيلاتها في السابق ؟

“إليزابيث روزنبرغ” : الاختلاف المميز لتلكم العقوبات أن “الولايات المتحدة” تضطلع بها منفردة. ففي الفترة 2012 – 2015م؛ أي فترة تشديد العقوبات على “إيران” من جانب “الولايات المتحدة” وحلفاءها حول العالم، فقد كانوا يتعانون جميعًا لإجبار “إيران” على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

لكن في العام 2018م، لم ينضم أيً من أطراف “الاتفاق النووي”، أو الشركاء الأمنيين لـ”الولايات المتحدة”، أو الاقتصاديات الكبرى حول العالم، أو أكبر المتعاونيين مع “إيران”، نفطيًا، مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

ولا شك أن “الولايات المتحدة” تستخدم أداة ثقلها المالي العالمي لإبعاد كل الدول والشركات عن “إيران”. لكن الكثير من الشركات لديها الكثير من الحوافز للتزوير. و”الولايات المتحدة” مجبرة لاستهلاك طاقة أكبر لمواجهة أي مخالفات محتملة لتجاوز العقويات.

في أشد ظروفها.. إيران لم تتراجع عن دعم ميليشياتها في المنطقة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : تجاوزت “إيران” أشد أزماتها الاقتصادية إبان الحرب.. هل يمكن مقارنة الضغوط الاقتصادية الحالية مع الأزمة الاقتصادية في فترة الحرب ؟

“إليزابيث روزنبرغ” : بالمقارنة مع المشكلات الاقتصادية المتعددة، في فترة العام 1980م، حيث كانت “إيران” تخوض حربًا مع “العراق”، فالآثار الاقتصادية المترتبة على العقوبات لا تُذكر. لأنه مع بدء اندلاع المواجهات، عام 1980م، تراجع الناتج المحلي الإجمالي لـ”إيران” بنسبة 27%، ورغم عمليات الإنعاش في الفترة 1984 – 1986م، لكنه انخفض بنسبة 8 – 10% في المقابل، وفي فترة تشديد العقوبات، أي 2012 – 2013م، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لـ”إيران” بنسبة 4.7% فقط.

والمشكلة الحقيقية بالنسبة للإدارة الأميركية؛ أن “إيران” لم تتراجع، حتى في أسوأ، الفترات الاقتصادية عن الانفاق على المواجهات المسلحة وتوفير الدعم المالي لميليشياتها في المنطقة، ولا أدل على ذلك من الدعم الإيراني المالي لـ”حزب الله” اللبناني.

ولقد أعلن مسؤولوا “الخزانة الأميركية”، في حزيران/يونيو الماضي، إن “إيران” تخصص ميزانية حوالي 700 مليون دولار لـ”حزب الله” اللبناني؛ وقد تضاعف المبلغ منذ بداية الحرب في “سوريا”.

احتمالات نجاة إيران ليست قليلة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو تقييمك للتدابير الإيرانية في مواجهة تداعيات العقوبات ؟

“إليزابيث روزنبرغ” : إتخذت “إيران”، قبل فترة، مجموعة من التدابير والإجراءات التي من شأنها الحد من تأثير “العقوبات الأميركية”.. على سبيل المثال عمل “البنك المركزي الإيراني” على تسريع وتيرة مشروع “توحيد سعر صرف العملة”، والذي لم يحد من تراجع قيمة “الريال”.

كذلك فرضت “إيران” قيود على استيراد 1300 سلعة، وتستخدم في المعاملات التجارية “اليورو” للمحافظة على احتياطياتها من “الدولار”.

فضلاً عن إجراءتها للمحافظة على صادراتها النفطية، حيث عمدت أولاً: إلى تنشط “بورصة النفط الإيرانية” بالشكل الذي أتاح للشركات الخاصة، (قبل مرحلة العقوبات)، شراء “النفط الإيراني”. ثانيًا: إخفاء عمليات نقل “النفط”، الأمر الذي ساعدها على تصدير كميات أكبر من المذكور في التقارير الرسمية. وبالتالي فإن احتمالات نجاح “إيران” في تجاوز العقوبات ليست قليلة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب