إلى كل صحافي .. إحذر الصحافة قد تجرك إلى الموت !

إلى كل صحافي .. إحذر الصحافة قد تجرك إلى الموت !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

“نعم، الصحافة قد تؤدي إلى الموت”.. هذا ما أعلنته الصحف في مالطا عقب اغتيال الصحافية الاستقصائية التي أسهمت في كشف فضائح الفساد، “دافني كاروانا غاليزيا”، لكن الحقيقة أن الصحافة قد تجرك إلى الموت ليس في مالطا وحدها وإنما في أوروبا بل والعالم كله.

وثائق مالطا..

قضت “غاليزيا” حياتها في محاولة لكشف فضائح مسؤولين بحكومة رئيس الوزراء المالطي، “جوزيف موسكات”، والتي ذكرت أيضاً فيما عُرف بـ”وثائق مالطا”، لتؤكد أن الفساد قد استشرى في بلدها التي تحتل المركز الـ47 في الفساد وفقاً لأحدث تقرير للشفافية الدولية، حتى تم استهدافها بسيارة مفخخة أمام منزلها في 16 من تشرين أول/أكتوبر الجاري.

وكانت 14 صحيفة من عدة دول قد نشرت ما عُرف بـ”وثائق مالطا”، من بينها صحيفة “دير شبيغل” الألمانية و”ميديا بارت” الفرنسية.

ومن جانبه، أدان “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” مقتل الصحافية “دافني”، وطالب السلطات المالطية بفتح تحقيق في حادث انفجار سيارة “دافني”، وتقديم المتورطين في القضية إلى العدالة.

وكتب ابنها “ماثيو”، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): “أمي قُتلت لأنها كانت مثلها مثل صحافيين آخرين تقف بين سيادة القانون وبين من ينتهكونه، لكنها استهدفت لأنها كانت الشخص الوحيد الذي تجرأ على فعل ذلك”.

استهداف الصحافيين في أوروبا وأميركا اللاتينية..

باتت حرية التعبير مهددة في العالم كله، وليس في مالطا وحدها، وتشهد الصحافة في أوروبا استهدافاً كبيراً، إذ سجلت “روسيا” عدداً من الاغتيالات التي نُفذت ضد صحافيين، من أشهرها اغتيال الصحفية “آنا بوليتكوفسكايا”، التي عرفت بمعارضتها للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وفي “تركيا” إلى جانب استهداف الصحافيين واعتقالهم، تم اغتيال عدد منهم من بينهم، الصحافي الأرميني، “هرانت دينك”، الذي اشتهر بدفاعه عن الأرمن ومطالبته للحكومة بالاعتراف بمذابح الأرمن.

ومن بين الأمثلة على استهداف الصحافيين في “اليونان” أيضاً، تبرز قضية مقتل الصحافي، “سوكراتيس غيولياس”، بسبب اهتمامه بالتحقيق في قضايا الفساد التجاري.

وفي أميركا اللاتينية، تعد “كوبا والمكسيك وكولومبيا” من أخطر الدول في العالم على الصحافيين، إذ يغتال أفراد عصابات المخدرات كل من يحاول أن يفضح نشاطهم من الصحافيين.

تهديد عالمي لكل من يمتهنون الصحافة..

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن “اغتيال الصحافية المالطية يبرز مدى تدهور تطبيق الديموقراطية في مالطا”، مشيرة إلى أن هذه الواقعة لا تعتبر حالة فريدة، وإنما تمثل تهديداً عالمياً لكل من يمتهنون الصحافة، وبات استهداف الصحافيين أمراً معتاداً، فيتم اعتقالهم وسجنهم في “تركيا”، ويغتالون في “روسيا، والفلبين”، وفي “الهند” يستهدفون أمام منازلهم، كما يسخر منهم الرئيس في الولايات المتحدة”.

وانتقدت الصحيفة الأميركية عدم تصرف الشرطة المحلية بمالطا أمام استغاثة “غاليزيا”، بعد تلقيها تهديدات من مجهولين قبل مقتلها بأسبوعين، كما نددت بما وصفته بـ”مضايقة” الصحافية قانونياً، إذ قررت المحكمة في شباط/فبراير الماضي تجميد حساباتها البنكية بعد اتهامها بالتشهير باثنين من المسؤولين داخل الحكومة إذ نشرت مقالاً قالت فيه إنهما يترددان على منازل مشبوهة.

ارتفاع وتيرة العنف ضد الصحافيين بات يشكل سياقاً عالمياً..

ترى “فايننشيال تايمز” أن اغتيال الصحافية المالطية يعتبر ضربة مباشرة في قلب أوروبا وقيمها المرتكزة على حرية التعبير والحقوق، وتشير إلى أن ارتفاع وتيرة العنف ضد الصحافيين بات يشكل سياقاً عالمياً، وأشارت إلى أن الاعتداء الذي وقع ضد مجلة “تشارلي إيبدو” الفرنسية في 2015 كان مؤشراً على أن حرية الصحافة مهددة في أوروبا أيضاً وهو أمر يدعو إلى الحذر.

وذكرت صحيفة “لو سوير” البلجيكية أن “الصحافة الحقيقة لها هدف واحد وهو البحث عن الحقيقة والرغبة في التأكد منها، إنها مهنة صعبة للغاية ومميتة”، وأضافت: “الصحافة التي تحقق في الأحداث وتكشف الجرائم ليست مهنة أشخاص محبطون أو يباعون في المزادات”.

وتوجهت إلى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”: “كما أنها ليست ممسحة الأحذية التي تنظف فيها سيادتك حذاءك بداعي أن من يكتبون أشياء لا تعجبك يألفون أخبار مزيفة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة