19 أبريل، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

إفشال وكالة الأنباء العراقية مهمة وطنية .. العبادي مُطالب بضمها لمجلس الوزراء وإجراء تحقيق عاجل

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / كتابات – بغداد

وكأنه كتب على العراق أن لا يجد من يعمل بإخلاص ومن أجل رفعة هذا البلد وإيصال صوته للعالم بعد أن أخرس لنحو 15 عاما منذ الاحتلال الأمريكي في عام 2003 ..

بلاد الرافدين التي غيبت عمدا أو عن غير قصد إعلاميا لسنوات فاختفى تأثيرها في محيطها الإقليمي والعربي، تجد نفسها اليوم أمام “بيروقراطية العُقد”.

يأتي مسؤول يفترض فيه أن يستكمل مسيرة نهوض لأهم منصة إعلامية رسمية من شأنها أن تنقل صوت العراق وأخباره “الرسمية” بحرفية إلى العالم، فإذا به يصاب بآفة “الديكتاتوريات”.. بدلا من التطوير والبناء على مرحلة متقدمة يطيح بهذا وذاك؛ بحثا عن الولاء والمحسوبية في وجوه جديدة وإن سقطت تلك المنصة الإعلامية التي ما كادت أن تنهض .. فلا يهم طالما أنه من يجلس على كرسي “القرار” ولسان حاله يقول تلك مؤسستي أبيع وأشتري فيها ومن فيها كما أشاء.

استياء واستغاثة

ذاك قول أصاب الاستياء.. عندما يستهدف مشروع إحياء وكالة الأنباء العراقية الرسمية التي من شأنها إعلاء صوت العراق ونشر ما هو لصالحه من أخبار دون تحريف أو الإساءة لبلاد النهرين!.

تلك استغاثة الإعلامي العراقي أحمد نعيم الطائي إلى رئيس وزراء بلاده حيدر العبادي، يقول فيها إن العراق كان ولوقت قريب يفتقد إلى وكالة إخبارية رسمية تعبر عن وجهة نظر الدولة العراقية كما هو معمول به في معظم الدول، وإنه استبشر خيرا بموافقة “العبادي” إعادة انطلاق وكالة الأنباء العراقية (واع) التي تعد ثاني أقدم وكالة بالشرق الاوسط، إذ تأسست في العام 1959، وأنه هو من تولى مهمة الإشراف على إعادة انطلاقها بعد تكليفه من قبل مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي في آذار/ مارس 2017.

التزام بالتكليف للارتقاء بعمل وطني

يكمل “الطائي” حديثه في رسالته إلى رئيس الوزراء العراقي، بأنه التزم بالتكليف وسارع مع بعض الزملاء إلى وضع خطة لانطلاق الوكالة وفق معايير العمل الحديثة للوكالات المهنية بما يرتقي إلى سمعة ومكانة (واع) بين الوكالات العالمية.

لفت الإعلامي العراقي النظر في رسالته، إلى أنه  تمت تهيئة معظم المستلزمات الأساسية لانطلاق الوكالة الرسمية بعد شهور من العمل المتواصل ليل نهار، لتنطلق بأسلوب يحاكي التطور المتسارع في صناعة الأخبار وجذب المتلقي محققة نسبة متابعة كبيرة قياسا بالفترة القصيرة لانطلاقها، بل وأصبحت مصدرا للعديد من الوكالات ووسائل الإعلام الوطنية والعربية والعالمية كما هو موثق لديه.

تبدلت الأحوال

لكن فجأة تغيرت تلك الأحوال، فمع تولي “مجاهد أبو الهيل” رئاسة الشبكة سارع إلى شن حملة تحجيم “غريبة” – كما وصفها الطائي – لإفشال الوكالة التي يعتبرها إنجاز لمجلس الأمناء، فبدأ بخطوة اتسمت بهدر المال العام من خلال إخلاء مبنى الوكالة المكون من طابقين يضمان كل مستلزمات العمل الصحفي المواكب للتطور في مجال عمل الوكالات إلى غرفة وقاعة مشتركة مع مراسلي قناة العراقية الإخبارية.

إبعاد الكوادر

يتابع “الطائي” والحديث له، بأن “الهيل” فرغ الوكالة كذلك من أهم كوادرها التحريرية والفنية.. “رغم مطالباتنا له بتوفير كوادر تحريرية وفنية ممن تمتليء بهم الشبكة، فضلا عن اعتراض العديد من موظفي الوكالة على أوامر نقلهم القسرية دون جدوى!.

يكشف “الطائي” أن “أبو الهيل” أوقف موقع الوكالة الرسمية مرتين دون ان يعطي فرصة لتهيئة موقع بديل، فكان يتخذ قراراته دون الرجوع إليه او مشاورته كما يحدث مع بقية المديريات، لذلك كانت تتسع فجوة الانقطاع في كل مرة عن العالم والمراسلين المرتبطين بالوكالة، فيتم الرجوع الى نقطة الصفر من جديد مما أثر سلبا على نهوض الوكالة لاسيما أنها في مرحلة الانطلاق الاولى وتتطلب تواصل مستمر ومنتظم مع العالم.

اعتراض مهني

يقول “الطائي”، إنه  اعترض بأسلوب مهني وعبر اتصالات مباشرة وكتب رسمية موثقة على أساليب “التخريب والهدر الممنهج والمتعمد للمال العام وإفشال هذا المشروع الهام والحيوي من قبل  أبو الهيل والذي لم يتوقف عن أساليبه التخريبية تجاه الوكالة بل عمد بشكل مقصود بإقصاء كادر الوكالة من الاجتماعات الخاصة بمنصات الشبكة الصحفية كما قام بنقل معظم موظفيها وإهمال طلباتنا بتوفير أبسط مستلزمات العمل ومنها توفير محررين وفنيين ومصور فوتغراف، إذ تعمل الوكالة بدون مصور ويقوم العاملون بالوكالة بتنفيذ أعمالهم بكاميرات هواتفهم الشخصية !”.

لقد وجه “الطائي” رسالته إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، مؤكدا أنها رغبة منه لإطلاعه والرأي العام على ما تعرض له مشروع وكالة الأنباء العراقية العريقة من تخريب وإفشال ممنهج ومتعمد على خلفية ما وصفها بالـ “عُقد وأزمات وصراعات ابو الهيل مع الأمناء”!

لجنة تحقيق مستقلة

ويختتم “الطائي” رسالته إلى “العبادي” بقوله: إنني أطالب ومعي عدد من موظفي الشبكة من الإعلاميين والصحفيين الأحرار الذين يهمهم إصلاح واستقلال ونهوض مؤسستهم الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم مختصين للوقوف على حقيقة ماطرحنا المسند بالوثاثق والذي يعتبر غيض من فيض، وعزل الوكالة من فوضى الشبكة وربطها بمجلس الوزراء كبقية الوكالات الرسمية في العالم.

كما طالب بإعفاء “أبو الهيل” من رئاسة الشبكة وتعيين شخصية مؤقتة من داخل الشبكة لحين اختيار شخصية مستقلة مهنية بالأصالة من قبل مجلس الامناء الجديد لإيقاف عجلة التخريب والفوضى العارمة بالشبكة.

رسالة “الطائي” نقلناها كما هي، ورسالتنا إلى جميع العراقيين المخلصين.. أن الإعلام هو ضمير الأمم.. والصوت الرسمي هو من يحافظ على بلده.. اختلفتم أو اتفقتم معه، فقط تأكدوا أن بلدا بلا منصة إعلامية تنقل أخباره بحرفية دون تحيز إلى هذا أو ذاك نظنه يخسر الكثير من رصيده ويتخلف بين الدول.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب