إغراءً بالملف الليبي .. رئيس حكومة إيطاليا لترامب : حفتر وحده “سام” سياسياً !

إغراءً بالملف الليبي .. رئيس حكومة إيطاليا لترامب : حفتر وحده “سام” سياسياً !

كتبت – لميس السيد :

يلعب القادة الأوروبيين دوراً هاماً في تعليم مبادئ السياسة الخارجية للرئيس “دونالد ترامب”، حيث كان العاهل الاردني الملك “عبد الله الثاني” والرئيس الصيني “شي غين بينغ” والامين العام لحلف شمال الاطلسي “ينس ستولتنبرغ” قد أثروا بشكل واضح على مواقف ترامب من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وسوريا وكوريا الشمالية وحلف شمال الاطلسي. وقد حذروا ترامب جميعاً من التحولات الجذرية في السياسة، فيما استمع ترامب إلى نصائحهم بوضوح.

وتقدم زيارة رئيس الوزراء الايطالى “باولو غنتيلوني” إلى واشنطن، الخميس الماضي، فرصة آخرى لترامب للاستماع إلى نصيحة الحليف حول قضية هامة لم يتناولها البيت الابيض بعد وهي “الملف الليبي”، التي إذا حظيت باهتمام ترامب وخضعت لعملية السلام التى تقودها الامم المتحدة سيكون ذلك بمثابة انجازاً كبيراً لغنتيلوني، كما أنها ستكون سياسة جيدة بالنسبة للولايات المتحدة، وفقاً لرأي الكاتب الأميركي “بين فيشمان” في مقاله بمجلة “فورين بوليسي” الأميركية.

غنتيلوني مع السراج

الحل السياسي وليس الغارات الجوية للحد من وجود داعش في ليبيا..

في حين أن “ليبيا” لن تكون أبداً على رأس جدول أعمال الولايات المتحدة، فهي أول ملف للسياسة الخارجية في إيطاليا لأن مصالحها الوطنية الحيوية معرضة للخطر في البلاد، “بداية من أزمة الهجرة إلى أمن الطاقة”. لذا يجب على غنتيلوني أولاً إقناع ترامب بأن ليبيا لا تقتصر على أوروبا، بل أيضاً على الولايات المتحدة، أو دافعي الضرائب الأميركيين، كما يقول وزير الخارجية “ريكس تيلرسون”.

يقول الكاتب الأميركي أن ترامب سيسمع من خلال لقاء غنتيلوني إلى ان الحل السياسي، وليس الغارات الجوية الدورية، هو السبيل الوحيد الدائم للحد من وجود داعش والجهاديين في ليبيا، والتي تهدد منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها. وهذا يتطلب دبلوماسية الولايات المتحدة لتحقيقه.

يتسائل “فيشمان” من خلال المقال، لماذا يجب على ترامب ان يهتم بشأن ليبيا، في حين أنه يمكن أن يستخدم ليبيا بشكل سافر كرمز ثابت لسياسة الإخفاقات الخارجية للرئيس باراك أوباما ؟!

يشير الكاتب الأميركي إلى أن في العام الماضي، هزم تنظيم داعش هزيمة كبيرة في ليبيا عندما دفعت القوات المحلية، بمساعدة القوة الجوية الأميركية، الجهاديين من ملاذهم الآمن في سرت. وتراجع تنظيم الدولة الإسلامية إلى الصحراء الجنوبية الشاسعة في ليبيا، لكنه لا يزال يشكل تهديداً في ظل الفراغ الأمني الذي يستغله تنظيم داعش.

لماذا يتعين على ترامب الإهتمام بالملف الليبي ؟

منذ أكثر من عام، يحاول “مارتن كوبلر”، رئيس بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، جمع كل الأطراف تحت عنوان سياسي واحد. وقد منعت جهوده انفجار العنف الداخلي الذي شهدته ليبيا في عام 2015، ولكن الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سياسي دائم قد توقفت حول عدد قليل من القضايا الرئيسة، وخاصة الدور المحتمل للجنرال الليبي “خليفة حفتر”. وكلما طال أمد الجمود، زادت الفرصة أمام عودة ظهور داعش، الأمر الذي من شأنه أن يهدد المصالح والموظفين الأميركيين في المنطقة، حيث حذر القائد “توماس والدهاوزر” الجنرال “أفريكوم” من مثل هذا السيناريو في شهادة مجلس الشيوخ الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يرى الكاتب فيشمان أن غنتيلوني كان في وضع جيد من خلال لقائه بترامب لشرح التفاصيل حول كم القوى الإقليمية وروسيا التي استخدمت في الأشهر القليلة الماضية فرصة تعزيز مصالحهم في ليبيا. إن كل من “مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة” لديها وجهة نظر متشككة حول عملية الأمم المتحدة، كما أنهم كقوى إقليمية يرون أن “حفتر” هو أفضل وسيلة لاستعادة الاستقرار الليبي ويخشون من ان عملية الامم المتحدة ستمكن القوى الخاطئة فى ليبيا.

حفتر.. “سام” سياسياً..

حفتر

يؤكد الكاتب الأميركي على أن ترامب يجب أن يستمع بعناية لتحليلات غنتيلوني حول أن دعم حفتر وحده هو وصفة للحرب الأهلية المتجددة. وبسبب تصريحات حفتر المناهضة للإسلاميين عن غرب ليبيا، فإن نهج حفتر الوحيد تجاه ليبيا يعتبر “سام” سياسياً.

ومن وجهة نظر الكاتب، رأى أن خطوات إقناع ترامب وتشجيعه لإعتبار ليبيا أحد الملفات الهامة لأميركا، أولاً، يمكن أن يقول غنتيلوني لترامب أن لديه فرصة لقيادة ليبيا. من خلال أن يدلي ببيان من شأنه أن يساعد في ردع حفتر عسكرياً، ومن شأن ذلك أن يبرهن لأنصار حفتر الخارجيين بأن الولايات المتحدة لم تفقد الاهتمام نحو ليبيا.

ثانياً، يمكن لغنتيلوني أن يسعى للحصول على مساعدة الولايات المتحدة فى تحديد دور توافقي لحفتر يحافظ على دور الحكومة، وهو ما اعترف به مجلس الأمن الدولي، وأعاد تأكيده وزراء خارجية مجموعة السبعة فى “لوكا” بإيطاليا فى وقت سابق من هذا الشهر، حيث تم تقديم العديد من التنازلات المعقولة، ولكن حفتر يستمر في التهديد بالعمل العسكري.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة