26 أبريل، 2024 7:23 ص
Search
Close this search box.

“إعلانات رمضان” .. التخبط بين رفاهية المنتجعات السكنية ودعوات التبرع للمرضى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

يتابع الجمهور العربي الإعلانات التي تعرض في شهر رمضان من كل عام، بمشاركة عدد كبير من النجوم، وتعتمد على الأغاني أو الجمل المترابطة بشكل موسيقي وانتقاء كلمات ذات معاني إيجابية.

من منا لم يستمتع بمشاهدة إعلان مستشفى الدكتور “مجدي يعقوب” لأمراض القلب، العام الماضي، الذي كان يتحدث عن الإيثار ونبذ الأنانية دون الإشارة إلى اسم المؤسسة وأُختتم الإعلان بدعوة إنسانية للتبرع.

لكن هذا العام كان الوضع مختلفاً، ولم تكن الإعلانات بنفس مستوى العام الماضي، ما اضطر عدد من المؤسسات المعلنة إلى مراجعة نفسها وطرح إعلانات أخرى.

واحتوت العديد من الإعلانات على رسائل سلبية، حتى أن القائمين عليها لجأوا إلى تغيير بعض مقاطعها أكثر من مرة نزولاً على رغبة الجماهير.

تجارية أو خيرية..

انقسمت المواد الإعلانية إلى تجارية، مثل إعلانات المجمعات السكنية وشركات الاتصالات والبنوك، وأخرى خيرية لصالح العديد من المستشفيات والمؤسسات التي تقدم خدمات إنسانية، وهنا حدثت مفارقة غريبة فبعض الإعلانات عرضت مظاهر الحياة المليئة بالرفاهية وأخرى اعتمدت على مشاهد المعاناة.

ويبدو أن هدف المروجين أصبح تكوين صورة ذهنية جيدة تبرز في تفكير الشخص عند ذكر اسم المنتج من خلال استخدام عبارات وحكم وأغاني ذات تأثيرات إيجابية في الغالب لا تكون لها علاقة بالمنتج المعلن عنه، ولم يكن الاهتمام الأكبر بإظهار مدى جودة المنتج.

أجور الفنانين..

شهدت أجور الفنانين الذين شاركوا في تمثيل إعلانات هذا العام ارتفاعاً كبيراً، فتقاضت الفنانة “ليلى علوي” عن قيامها بأداء إعلان لشركة كبرى للأجهزة الكهربائية مبلغ 4.5 ملايين جنيه، يليها الفنان “محمد هنيدي” الذي حصل على 4 ملايين جنيه نظير تصوير إعلان لشركة إتصالات كبرى.

وحصلت المغنية “شيرين” على مبلغ 3.5 ملايين جنيه في إعلان عن شركة إتصالات أخرى، والذي شاركها فيه الفنان “تامر حسني” بأجر 3 ملايين جنيه.

وكان أجر المطرب “هشام عباس” عن تصوير عدة مشاهد في إعلان لمنتجع سكني 1.5 مليون جنيه، وشاركه الفنان “حميد الشاعري” بأجر مليون واحد والفنانة “منى عبد الغني” بنصف مليون جنيه فقط.

ولجأت بعض الشركات إلى التعاقد مع أشخاص مشهورين عالمياً، وهو ما فعلته أحدى شركات تصنيع الحديد والصلب حيث قام لاعب كرة القدم البرتغالي “كريستيانو رونالدو”، بتمثيل بعض مشاهد الإعلان وتم تركيب بعض المشاهد الأخرى مقابل مليون يورو.

الاقتباس أسلوب حياة..

بالطبع لم تخلو إعلانات هذا العام من الاقتباسات المكررة من الأغاني الأجنبية، حيث رصدت إحدى الصحف أن إعلان شركة “سيراميكا كليوباترا” كان عبارة عن نسخة طبق الأصل من إعلان شركة “Shell”، حيث تمت ترجمة كلمات أغنية “best day of my life” المستخدمة في الإعلان الأصلي وتم تقليد نفس الديكور.

نقاط سلبية..

شهد هذا العام عدداً من الإعلانات التي تبعث برسائل سلبية بشكل مستفز، مثل إعلان مستشفى “بهية” لعلاج سرطان السيدات “بالمجان” الذي تضمن عبارة “أمك أختك بنتك مراتك.. يا ترى الدور الجاي على مين فيهم” وهو شعور أزعج كثيراً من المشاهدين، فلجأ القائمون على الإعلان إلى قص العبارة واستبدالها بأخرى “الدور على مين فيهم .. الدور عليك.. تحميهم”، وكأنهم حاولوا الالتفاف لكنهم احتفظوا بنفس الرسالة السلبية، كما عرض الإعلان نسب عالية للإصابة بمرض سرطان الثدي ما أثار حالة من الذعر بين المتابعين.

ومن المؤكد أن هدف الإعلان كان زيادة حجم التبرعات، وأن القائمين على الإعلان استخدموا هذه العبارات لحث المشاهدين على التبرع لكن أكثر من مصدر أكد على أن نتيجة الإعلان كانت عكسية.

وجاءت تعليقات الجمهور أنه كان من الأجدر بالمستشفى أن تستغل مدة الإعلان في عرض نصائح لتجنب الإصابة بالمرض أو طرق التعامل معه وعلاجه مع تنويه بالتبرع.

إعلانات المجمعات السكنية..

من المعروف أن إعلانات المجمعات السكنية الفخمة تكون موجهة إلى فئة معينة من ميسوري الحال، لكن من غير المقبول أن يطل علينا الفنان “أحمد عز”، بلباس البحر بين لحظة وأخرى، ويبدو أن القائمين على الإعلان أدركوا حالة الإستياء فغيروا الإعلان، لكنهم استبدلوه هذه المرة بمشاهد عري بإيحاءات جنسية.

حياة الفنان على المشاع..

من الجيد أن ينجح فنانيين في تكليل علاقة الحب بينهما بالزواج، لكن من السوء اعتبار هذه العلاقة على المشاع والمتاجرة بها، وهو ما فعله الفنان المصري “عمرو يوسف” والفنانة السورية “كندة علوش”، اللذين رغم حرصهما على أن تكون علاقتهما بعيدة عن الأضواء لفترة كبيرة، ظهرا هذا العام في أكثر من إعلان أحدهم كان لمجمع سكني وتم ربطه بشكل مباشر بالعلاقة الرومانسية بينهما.

كما ظهرا في إعلان آخر لشركة اتصالات، وأظهرا جانباً من حياتهما الشخصية، وهو أمر لم يكن له علاقة بهدف الإعلان.

وكرر الفنانيين “أحمد داوود” وزوجته الفنانة “علا رشدي” نفس التجربة في إعلان لشركة أجهزة كهربائية، في أول ظهور لهما معاً.

خطأ بسيط..

عرضت مستشفى “د. مجدي يعقوب” هذا العام إعلاناً متواضعاً لم يحقق المرجو منه، لكن المؤسسة تداركت هذا الأمر سريعاً وطرحت إعلاناً آخر شارك فيه الفنان المميز “أحمد حلمي” والفنانة “دنيا سمير غانم”، عُرض لأول مرة بعد مرور أكثر من أسبوعين من بداية الشهر الكريم، ورغم التعليقات الجيدة التي تلقاها القائمون على الإعلان من قبل المشاهدين إلا أن شابه عدة سلبيات منها، المكياج الذي استخدمه الفنانيين على العين، بالإضافة إلى الشخصيات التي أداها “حلمي” و”دنيا” التي كانت غريبة وغير متناسقة.

وجوه سياسية..

من بين النقاط السلبية أيضاً في بعض الإعلانات، التي تطلب تبرعات، الاستعانة بوجوه سياسية عليها خلاف وفقاً لمواقف سياسية متباينة، ورغم تميز إعلان مستشفى 500 500 لعلاج السرطان إلا أن مشاركة المذيعة “لميس الحديدي” سببت الضيق لجانب من المواطنين.

من بين الإعلانات أيضاً برز إعلاناً غير مفهوم ضم عدد من الوجوه المعروفة مثل الإعلامية “إسعاد يونس” وآخر للإعلامي “إبراهيم عيسى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب