19 أبريل، 2024 11:38 ص
Search
Close this search box.

إعادة تدشين ميناء “الفاو” على يد “الكاظمي” .. ما العوائق وما مردوده على العراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أعلن رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، يوم الأحد، “إنطلاق مشروع ميناء الفاو الكبير، جنوبي البصرة”، مؤكدًا أن: “المشروع سيجعل البلد جسرًا اقتصاديًا يربط العراق بمختلف بلدان المنطقة”.

وقال “الكاظمي”، خلال حفل وضع حجر الأساس لمشروع “ميناء الفاو الكبير”: “نُعلن اليوم البدء بمشروع إستراتيجي مهم؛ انتظره أبناء البلد سنوات طويلة”، مبينًا أن: “ميناء الفاو سيوفر فرصًا كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة، وباقي المحافظات، ويساهم في تطوير المحافظة”، وذلك حسب وكالة الأنباء العراقية.

وأضاف أن: “الكثيرين راهنوا على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، ولكن المشروع ينطلق اليوم رسميًا؛ بعد إن انتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام”، موضحًا أن: “المشروع ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع إستراتيجي يُسهم في تطوير وإعمار جميع محافظات العراق، ويجعل من البلد جسرًا اقتصاديًا يربط مختلف بلدان المنطقة”.

وتابع رئس الوزراء العراقي: “إننا أمام مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والإزدهار”، داعيًا: “الأهالي في البصرة وفي كل أنحاء العراق؛ إلى أن يتحلوا بالأمل وأن نضع أيدينا معًا، ونبني بلدنا من الفاو إلى زاخو”.

وأكد “الكاظمي”؛ أن: “العراق سينهض من جديد بسواعد شبابنا وشاباتنا، وعلى بركة الله نفتتح المشروع؛ وسنواصل الإشراف والمتابعة كي يكتمل بنجاح ودون تأخير”.

وبعد الافتتاح، قال “الكاظمي” – في تغريدة له عبر (تويتر) ـ إن: “ميناء الفاو، المشروع الإستراتيجي، الذي انتظرناه لسنوات طويلة، يرى خطوات التنفيذ الفعلي الأولى، بهمة العراقيين وعملهم الجاد”.

وأضاف: “بالأفعال لا بالأقوال، نسير معًا نحو مستقبل أفضل يستحقه العراق وشعبنا العظيم”.

وكانت المرحلة الأولى لبناء “مشروع الفاو الكبير”؛ إنطلقت أوائل عام 2012، لكن أسبابًا تتعلق بالتمويل وطبيعة التربة الرملية، التي شيد عليها الميناء؛ وصعوبة العمل، أخرت إنجاز كثير من مراحل المشروع، ثم جاءت بعدها الحرب ضد (داعش)، عام 2014، ليتأخر العمل أكثر.

طريقة التمويل.. أبرز العوائق..

وحول ما يمكن أن يواجه المشروع من عوائق، قال الخبير الاقتصادي، “مصطفى أكرم حنتوش”، أن: “أبرز العوائق التي قد تقف بوجه المشروع؛ هي طريقة التمويل، وبالتالي فقد يتم اللجوء إلى الاستثمار في الميناء، خاصة من الجانب الصيني، معربًا عن إعتقاده بأن الميناء سيتم إنجازه، إلا أن المخاوف الأساسية تتمثل في شبكة الطرق الأخرى التي ستربط الميناء بأوروبا، مستبعدًا أن توقف أي جهة العمل في المشروع، كما حدث سابقًا؛ لأن هناك تأييدًا شعبيًا، كما أن فكرة الميناء من توصيات قمة العشرين”.

التظاهرات قللت من هيمنة الكتل السياسية..

من جانبه؛ قال عضو مجلس محافظة البصرة، “علي شداد الفارس”، إن: “إنجاز مشروع الفاو الكبير تأخر لسنوات طويلة، بسبب الأزمة المالية”، مضيفًا أن: “المشروع هو بوابة مهمة جدًا، للبصرة، ومن المقرر أن ينافس حجم التبادل التجاري فيه جميع الموانيء في منطقة الشرق الأوسط، كما سيزيد من فرص الاستثمار في قضاء الفاو”.

وأوضح “الفارس”؛ أن الحكومة جادة في إنجاح هذا المشروع ولديها خطة لتوفير الأمن في الميناء، مضيفًا أن التظاهرات والضغط الجماهيري، قلل من سلطة وهيمنة الكتل السياسية والجهات التي تبحث عن مكاسب اقتصادية باستخدام الضغط والتهديد على المستثمرين.

مصدر جديد للعُملات الأجنبية وتوفير العمالة..

حول أهمية المشروع، قالت الدكتورة “فاطمة العاني”، عضو اللجنة العليا لـ”الميثاق الوطني العراقي”، تكمن أهمية مشروع “ميناء الفاو الكبير”، في أنه يقع في مدينة “البصرة”، جنوب البلاد؛ والتي تُعد المدخل البحري الوحيد خارج “العراق”.

مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية، المخطط لها في المشروع؛ كبيرة جدًا وتضعه في المرتبة العاشرة على مستوى العالم حال إكتماله، كما أن تكلفة المشروع كبيرة وتبلغ 5 مليار دولار تقريبًا، وتكمن الأهمية الإستراتيجية للميناء في أنه يربط الدول الآسيوية بـ”أوروبا” عن طريق “تركيا”، نظرًا للموقع الإستراتيجي لـ”العراق”.

وأضافت “العاني”، أن هذا المشروع وفق دراسات الجدوى التي تم إعدادها؛ سيكون له مردود اقتصادي كبير، حيث يُشكل مصدرًا جديدًا للعُملات الأجنبية بجوار “البترول”، إضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل.

قد يكون واجهة جديدة لفساد الميليشيات..

واتفقت عضو اللجنة العليا لـ”الميثاق الوطني”، مع “حنتوش”؛ في قوله أن المشكلة أو العقبة التي تواجه المشروع تكمن في تكلفة المشروع الكبيرة والفترة الطويلة لإنشاء الميناء، وكما هو معروف في “العراق” هناك فساد كبير في أغلب قطاعات الدولة، لذا فإن الأمل في نتائج مبشرة لهذا المشروع يشوبها الغموض، كما أن هناك علامات استفهام حول قيام رئيس الحكومة بوضع حجر أساس للمرة الثانية، فقد تم وضع حجر الأساس، في العام 2010، وهنا يمكننا القول أن هذا الأمر يرتبط بضغط الميليشيات التي تسيطر وتتحكم بـ”العراق” الآن، وأهم أدوات السيطرة هي الإستحواذ على اقتصاد البلاد، وبهذا تكون تلك الميليشيات هي المستفيد الأول من المشروع، وبالتالي قد تضغط في اتجاه التنفيذ لتكون هناك وجهة جديدة للفساد.

وأوضحت أن هذا الميناء سوف يربط “العراق”، بـ”سوريا”، وهناك طريق للسكة الحديد يربط “العراق”، بـ”إيران”، وبالتالي يتم ربط “إيران”، بـ”سوريا”، إذاً المشروع له أهداف سياسية أكثر منها اقتصادية؛ تعود على المواطنين العراقيين، بل على العكس، هناك استفادة للميليشيات والحكومات التي ترتبط بـ”إيران”، فهناك تصادم وتقاتل بين الميليشيات لتقسيم ثروات البلاد على حساب المصلحة الوطنية.

المشروع ليس جديد !

فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “بغداد” والسفير السابق بالخارجية العراقية، الدكتور “قيس النوري”، إن مشروع “ميناء الفاو الكبير” ليس جديدًا، حيث تم التفكير فيه وأنجزت الدراسات اللازمة له، منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن العمل في تنفيذه تأخر بسبب الحرب “العراقية-الإيرانية”.

مؤكدًا أنه إذا ما تم تنفيذ هذا المشروع سوف يُشكل ركيزة اقتصادية بالغة الأهمية لـ”العراق”، بما سيدره من عائدات ضخمة من العُملة الصعبة، خاصة إذا ما تم ربطه بخطوط سكك الحديد العراقية، وحينها سيكون شريان مواصلات للشحن نحو جنوب “تركيا”، وغربًا نحو “سوريا والأردن وأوروبا”، ما يعني كونه أنه حامل اقتصادي بالغ الأهمية على الصعيد الإقليمي والدولي.

وتابع “النوري”، لكن المشكلة تكمن في قوى الفساد المستشري في البلاد، منذ سنوات طويلة، حيث ستعمل تلك القوى بأدواتها الميليشياوية على عرقلة استكمال بناء هذا المشروع، بدفع من “إيران” وبعض دول الخليج العربي، ففي حال إكتمال الميناء سيكون بديلاً للموانيء الخليجية المغلقة، حيث يوفر “ميناء الفاو” انفتاح مواصلات متشعبة نحو دول أخرى في العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب