9 أبريل، 2024 3:59 م
Search
Close this search box.

إعادة انتخاب “إردوغان” .. استقبال بارد وتجاهل أوروبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يقول المفكر الفرنسي، “جورج كليمنصو”، إن الصمت في السياسة أصعب كثيرًا من الكلام.. والحقيقة أن القادة الأوروبيين اليوم بلا شك يمارسون الصمت، إذ إمتنعوا عن تهنأة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، الذي تمكن؛ الأحد الماضي، من تحقيق الانتصار في الانتخابات وبدأ فترة رئاسية جديدة، وفي الواقع لم تكن النتيجة مفاجأة ولم تنتظر أي دولة في “الاتحاد الأوروبي” نتيجة أخرى، لذا كان استقبالهم للخبر باردًا للغاية، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وتدهورت العلاقات بين “تركيا” و”الاتحاد الأوروبي” بشكل كبير، منذ توقيع اتفاق المهاجرين في آذار/مارس 2016، إذ شهدت الكثير من الصدامات والرفض، ولم يعد هناك أدنى درجة من الثقة بين الجانبين، ربما كان هذا هو سبب إمتناع رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، ورئيس المجلس الأوروبي، “دونالد توسك”، عن تقديم التهنئة لـ”إردوغان”، ويبدو أن أغلب العواصم الأوروبية إتخذت نفس رد الفعل.

قرارات الاتحاد تقيده..

يبدو أن “الاتحاد الأوروبي” بات مقيدًا بسبب قراراته، إذ قررت الدول الأوروبية توقيع اتفاق مع أنقرة بخصوص اللاجئين؛ بعدما باتت تمثل مشكلة تهدد الدول الأوروبية بشكل خطير، ويقضي الاتفاق بأن تقوم الدول الأوروبية بإرسال مليارات اليوروهات لـ”إردوغان” كي يقوم بإغلاق سواحله، كذلك وافق الاتحاد على مناقشة أجزاء معقدة تخص المفاوضات حول إنضمام تركيا وتسريع إجراءات إلغاء طلب التأشيرة من المسافرين الأتراك عند دخول أي دولة داخل الاتحاد.

وكانت النتائج خطيرة للغاية، سواء على الصعيد السياسي أو الأخلاقي، لكن أوروبا قررت النظر إلى نصف الكوب الممتليء، حتى بعد التعامل الوحشي الذي مارسه نظام “إردوغان” بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ويبدو أن أوروبا قررت إتباع سياسة التجاهل أو التسامح أمام الإنتهاكات الواضحة التي يمارسها النظام التركي ضد حقوق الإنسان، والتي شملت وقف عدد كبير من الموظفين عن العمل واعتقالات بالجملة، ولم تعتبرها أمور خطيرة.

حلم الإنضمام للاتحاد مستحيل..

ويبدو أن العلاقات بين أنقرة والاتحاد باتت تشبه الزواج على غير الرغبة، حيث يجد الزوجان أنفسهما مجبران على البقاء والتعايش، إذ وصلت إلى درجة نُدر فيها التواصل والزيارات المتبادلة، ويحاول أغلب القادة الأوروبيون – إن لم يكن جميعهم – تجنب التعامل مع أنقرة قدر الإمكان، لأن تركيا لن تستطيع ولا يمكنها أبدًا الإنضمام إلى الاتحاد سواء على المدى القصير أو البعيد.

يشار إلى أن العلاقات بينهما مرت بالكثير من الشد والجذب منذ عام 1963، وبالتحديد منذ توقيع اتفاق شراكة مع السوق الأوروبية المشتركة، والآن باتت على أضيق الحدود، لكن من المتوقع أن تشهد تطورًا بمرور الوقت.

وتُفضل “بروكسيل” دائمًا الحوار وتوظيف القوى الناعمة، وترى ضرورة إبقاء خطوط تواصل من أجل التوصل إلى نقاط اتفاق بدلاً من اللجوء إلى الصدام والقطيعة.

إمتدحت الشعب دون انتقاد الحكومة..

صرحت ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، “فيدريكا موغريني”، بأن “الانتخابات حظيت بنسبة مشاركة عالية للغاية، ومنافسة قوية، وهذا يعيد التأكيد على اهتمام الشعب التركي بالعملية الديموقراطية والبحث عن الحقوق والحريات ودولة القانون، كذلك حصل الناخبون على فرصة حقيقية للاختيار بين المرشحين، لكن ظروف الحملات الانتخابية لم تكن متساوية”.

ويبدو أن بيان “موغريني” كان مدروسًا بدقة كي يكون غير مباشر بشكل كافي، إذ لم يتضمن إدانة للنتيجة، لكنها أدانت الطريقة التي أديرت بها الانتخابات، وقامت فيه بمدح الشعب دون انتقاد الحكومة، وأشارت إلى الإطار القانوني التقييدي والسلطات التي حصل عليها الرئيس في ظل حالة الطواريء المفروضة في البلاد، والتي تسببت في تقييد حرية التعبير والاجتماعات، وكذلك كان لها أثرها على وسائل الإعلام.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب