30 يوليو، 2025 10:58 ص

إعادة ابتكار الصحافة الورقية برؤية رقمية

إعادة ابتكار الصحافة الورقية برؤية رقمية

كتب كرم نعمة : ثمة من يقرأ الصحف الورقية الجديدة، لكن لا أحد كسب الرهان بعد! ذلك باختصار ‏ما يمكن أن يقال إثر إعلان صحيفة “آي” البريطانية اليومية ارتفاع توزيعها الى 300 ألف نسخة ‏يوميا.‏

هذه الصحيفة التي صدر عددها “صفر” صباح الثلاثاء السادس والعشرين من اكتوبر/ تشرين الاول ‏‏2010، كانت توزع 200 ألف نسخة وتباع بعشرين بنسا، وبعد أكثر من عامين تبدو أنها تنظر إلى ‏مستقبلها بتفاؤل وهي تعيد ابتكار محتوى الصحافة الورقية برؤيا رقمية.‏
فلسفة هذه الصحيفة التي اتخذت من حرف التملك باللغة الانكليزية “آي” اسما لها، وأعادت ابتكار ‏‏”اللوغو” عندما وضعت اسمها بشكل عمودي جذب الأنظار إليها، توفير المعلومة السريعة للقراء ‏الذين يعانون من ضيق الوقت لقراءة الصحف الرصينة.‏
كذلك وصفت هيئة تحرير الصحيفة التي ولدت من رحم صحيفة “اندبندنت”، بأنها موجزة وذكية ‏وتحيط بأخبار اليوم الأساسية مع تقارير وآراء في الأعمال والترفيه والرياضة.‏
وتتكون الصحيفة التي ارتفع سعرها إلى 30 بنساً من 56 صفحة ملونة، مقارنة مع 70 صفحة ‏لصحيفة “اندبندنت” التي أطلقتها. وتستهدف إعادة القراء إلى الصحف بعد أن استحوذت الصحافة ‏الالكترونية على اهتمامهم.‏
نحن نتحدث عن زيادة توزيع مقدارها مئة ألف نسخة لصحيفة تقدم مختصرات سياسية وحياتية ‏وخدمات لقارئ مستعجل يطالعها في المقهى أو القطار في طريق توجهه للعمل، فهل تخلى مئة ألف ‏مستخدم عن هواتفهم المحمولة أو أجهزتهم اللوحية لمطالعة “الفلاشات” السريعة وفضلوا اقتناء ‏الصحيفة بمبلغ زهيد لا يمكن أن تُشترى به أصغر قطعة حلوى؟
يبدو الأمر أكبر من تداعيات ثمن الصحيفة “30 بنسا” أو توفر مادة مشابهة تقريبا على الانترنت، أو ‏حتى بوجود الهاتف المحمول والجهاز اللوحي، انه الحس التاريخي بملمس الورق وراحة القراءة التي ‏يوفرها، ثم ابتكار المحتوى وفق حاجة القارئ التي تختلف عن حاجة المستخدم المتصفح للانترنت.‏
عندما أطلقت صحيفة “آي” قبل أكثر من عامين فاجأت العين باللوغو العمودي لإسمها، بينما كانت ‏العين تنظر بشكل أفقي، كان ثمة من يسأل “من سيقرأها” واتهمت “الاندبندنت” بأنها لا تتعلم من ‏أخطائها وتراهن مجددا على سوق الورق المريضة في عصر يتحول فيه كل شيء الى الرقمية.‏
إلا أن أندرو مولينز من هيئة تحرير صحيفة “اندبندنت” قال حينها “أن الوقت لم يعد يسمح للقراء ‏بقراءة الصحف عالية الجودة، فيما تغمرهم وسائل الإعلام الالكترونية بسيل من المعلومات، وتصدر ‏صحيفة (آي) لتكون نوعا من الحل وخــاصة للمسافرين في قطـــارات الأنفاق”.‏
وهذا الحل – حسب تعبير مولينز- يتلخص بتصميم الصحيفة الذي ابتكر الحس الرقمي على الورق ‏عبر المختصرات والقطع الصغيرة والعناوين الالكترونية والخدمات الصحفية الذكية الدالة، وعدم ‏إرهاق القارئ بتقارير طويلة غير مصورة.‏
ومهما يكن من أمر، فإن سوق الورق كسبت مئة ألف متصفح في مدينة رقمية بامتياز مثل لندن، لكن ‏لا يمكن لهيئة تحرير “آي” أن تزعم أنها كسبت الرهان، فالأشواط لا زالت متصاعدة بين الرقمي ‏والورقي.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة