26 أبريل، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

إصرار العراقيين على إنهاء النفوذ الإيراني .. رغم المواقف المُخذلة من الداخل والخارج !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

تصاعدت موجة الاحتجاجات في “العراق” وفاقت سقف توقعات الحكومة، التي طالبت المحتجين بالعودة إلى بيوتهم بعد وعود بإجراء إصلاحات اقتصادية وتقديم بعض المسؤولين عن الفساد إلى القضاء. وراهنت حكومة، “عادل عبدالمهدي”، على عامل الوقت؛ لأن غالبية المحتجين من أبناء الطبقة الفقيرة الذين لن يصبروا على البقاء في الساحات، نظرًا لحاجتهم الماسة إلى  العمل اليومي من أجل توفير ما يكفي لمعيشتهم وإعالة عوائلهم.

لكن هذا الرهان قد فشل بعدما أصبح المتظاهرون يرفضون الحلول الترقيعية ويطالبون بإسقاط الحكومة والتغيير الجذري.

الأطراف الخارجية تهتم بمصالحها..

يرى المراقبون للمشهد العراقي، أن المحتجين لم يعودوا يثقون بالحكومة والأحزاب التي تسببت في معاناة الشعب وضياع ثروات البلاد، وأصبح الشارع العراقي يتطلع إلى المجتمع الدولي، كمنقذ وضامن لإصلاحات حقيقية وللإشراف على انتخابات نزيهة تُزيح أحزاب الفساد وتُنهي التبعية.

ولكن يبدو أن الأطراف الخارجية، المؤثرة في الشأن العراقي، وعلى رأسها “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”، تركز على مصالحها ولا تهتم بمطالب المحتجين؛ وعلى رأسها إسقاط حكومة “عبدالمهدي”.

واشنطن على نهج طهران والمرجعية الشيعية !

على الرغم من استفادة إدارة، “دونالد ترامب”، من تطورات المشهد العراقي؛ لكونه يمثل مزيدًا من الضغوط على “طهران” ويهدد نفوذها في المنطقة، إلا أن الأمور تبدو أكثر تعقيدًا بالنسبة لـ”البيت الأبيض”، نظرًا لوجود الآلاف من القوات الأميركية في “العراق”.

لذا فإن “الولايات المتحدة” تفعل نفس ما تفعله “إيران”؛ من حيث تقديم الدعم والمساندة لرئيس الوزراء العراقي المحاصر بالدعوات الشعبية لإسقاطه.

ويقدم كثير من المسؤولين في إدارة “ترامب” الدعم  الكامل لرئيس الوزراء العراقي بزعم أنه “يتمتع بحكومة جيدة، أفضل مما كنا نأمل”. ويتفق المشرعون الأميركيون على أن رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، هو صديق لـ”الولايات المتحدة”، وأنه رجل جيد، لكن “واشنطن” تأمل أن يتمكن من تصويب الأوضاع.

وهناك توافق بين الإدارة الأميركية والمرجعية الشيعية بالنسبة للموقف من رئيس الوزراء العراقي.

فـ”الولايات المتحدة” تدعم حكومة، “عادل عبدالمهدي”، كما أن المرجعية الشيعية – الفاعل الأهم في رسم مستقبل “العراق” – لا تزال تدعم “عبدالمهدي”؛ مع تحفظات على تقاعس الحكومة في تلبية مطالب المحتجين والاستمرار في قمعهم.

المرجعية الشيعية والموقف المائع !

لا تزال المرجعية الشيعية تحظى بنفوذ كبير داخل “العراق”؛ وهي تحتفظ بمكانتها ومصداقيتها لدى ملايين المتظاهرين الغاضبين. ونظرًا لتنامي زخم الاحتجاجات وإصرار المتظاهرين على عدم العودة إلى بيوتهم إلا بعد إكمال ثورتهم، بدأت المرجعية الشيعية تتبنى خيارات أكثر قربًا من المحتجين، لكنها لم تجرؤ، حتى الآن، على إتخاذ قرار واضح وصريح ينم عن دعم المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكومة.

وربما بذلك أرادت المرجعية الشيعية إتخاذ موقف متوازن، من خلال دعم المتظاهرين وتأييد مطالبهم، لكن من دون التخلي عن الحكومة. وقد تكشف الأيام القليلة المقبلة عن الموقف النهائي الذي ستضطر المرجعية إلى تبنيه، في ظل إدراكها أن عراق ما قبل الاحتجاجات لن يكون نفسه عراق ما قبل الاحتجاجات، وهو ما أعلنه المرجع الشيعي الأعلى، في خطبة جمعة أول أمس، محذرًا الحكومة من عدم إدراك ذلك.

التدخل الإيراني أفسد العراق..

لقد بدأت “إيران”، منذ احتلال “العراق”، عام 2003، في بسط نفوذها على المجتمع العراقي دون أن تواجه تهمة التدخل في شؤون بلد ذي سيادة، بزعم أن كل ما تفعله في “العراق” هو بطلب من حكومة “بغداد”.

وبعد سنوات من تدخل “طهران” في الشأن العراقي؛ إدرك المحتجون في شوارع “بغداد” والمدن الكبرى أن “إيران” هي المصدر الرئيس لعدم الاستقرار والفساد الذي دمر مؤسسات الدولة من خلال دعمها لقوى سياسية حليفة لها تهيمن على القرار والموارد.

وتأكد إصرار المحتجين على إنهاء النفوذ الإيراني، من خلال رفع الإعلام العراقية وحرق دمية رجل الدين الإيراني، “علي خامنئي”، وجنراله، “قاسم سليماني”، إضافة إلى إحراق “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء”، ومكاتب الأحزاب والميليشيات العراقية الموالية لـ”طهران”.

ويرى النظام الإيراني أن نفوذ “إيران” في المنطقة لم يأتِ من فراغ؛ بل جاء بتضحيات الشعب الإيراني الذي وقف إلى جانب “العراق وسوريا ولبنان واليمن”.

وبالأمس قال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”: “إننا لا نريد السلطة والإستيلاء على أراضي الآخرين؛ ولا نريد إنشاء الإمبراطورية، وكل ما نريده هو الأخوة والوحدة بين المسلمين”.

مُضيفًا: “نفوذنا بالمنطقة بسبب دعوة الثورة الإسلامية التي استجلبت القلوب.. أبنائنا حضروا في العراق وسوريا كمستشارين وضحوا بأرواحهم لمحاربة الإرهاب إلى جانب الشعبين العراقي والسوري، وأينما حضر أبنائنا، سواء في العراق وسوريا أو لبنان، كان معيارهم الرئيس حرية الإنسان ومن وجهة نظرهم، إن المسلم والمسيحي واليهودي والقوميات التركية والعربية والكُردية سواسية”.

أحزاب السلطة ضد المتظاهرين !

إزاء مطالبات المتظاهرين بإبعاد أحزاب السلطة جميعها عن أي حكومة مقبلة، أعلن قادة في الأحزاب أنهم اتفقوا على رفض الاستجابة لمطالب المتظاهرين بحكومة بلا أحزاب؛ كما اتفقوا على دعم إجراءات حكومة “عبدالمهدي”، ومنها إجراء تعديلات وزارية.

لقد أصبح واضحًا أن اتفاق أحزاب السلطة على دعم إجراءات حكومة “عبدالمهدي” والتصدي للانتفاضة، وعدم إجراء إصلاحات جذرية والإبقاء على قواعد اللعبة السياسية كـ”المحاصصة وتقاسم الغنائم ورفض تدويل الأزمة”، يعني بقاء الحال على ما هو عليه الآن، وهو ما لا يمكن تصور قبول الشعب به.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب