وكالات – كتابات:
تناول مقال نُشر في صحيفة (نيويورك تايمز)؛ ما يتعلق باستخدام القوات الأميركية الخاصة أسلحة تُشّكل خطرًا كبيرًا على صحة الدماغ وتدمير خلايا فيه، مشيرًا إلى أن انفجارًا في أحد مروج “جبال أوزارك” نتج عن انفجار من قاذفات صواريخ تسبب في حدوث صدمة دماغية للشخص المشّغل لتلك القاذفة من جراء الموجات الصادرة عن تلك القذيفة.
ووفق التقرير الأميركي؛ فقد كان الجيش يفترض على مدى عقود مضت أن التعرض لهذا النوع من الانفجارات آمن على الجنود، ولكن الأدلة مؤخرًا بيّنت أنه يمكن أن يُسبب ضررًا جسّيمًا على أدمغة الجنود القائمين عليه.
التدريبات مستمرة رغم أنف “الكونغرس” !
وأمر “الكونغرس”؛ الجيش، باتخاذ التدابير اللازمة لسلامة الجنود ومتابعة علاج الحالات التي تعرضت لصدمات سابقة، فيما كان (البنتاغون) قد أنشأت “مبادرة الصحة الدماغية للمقاتلين الحربيين”؛ التي من شأنها إجراء دراسات بحثية لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
والعام الماضي؛ وضع “الكونغرس” حدًا لانفجارات الأسلحة الخطرة، ومع ذلك لا يزال التدريب مستمرًا كما كان من قبل، فيما تقول القوات الخاصة إنها لا ترى إلا القليل من الجهود تُبذل للحد من التعرض للانفجار أو تعقب الإصابات، خصوصًا وأن أسلحة مثل الصواريخ التي تُثبّت على الكتف لإطلاقها لا تزال تستخدم موجات صدمية تتجاوز كل حدود الأمان.
ولم تتخذ القوات العسكرية خطوات عملية لضمان سلامة قواتها، وفقًا لتقرير “بول شاري”، الحارس السابق للجيش والخبير في السياسة العامة في “مركز الأمن الأميركي الجديد”، إذ خلص التقرير، الذي مولته “وزارة الدفاع”، إلى أن الجنود الذين أطلقوا صواريخ الموجات الصدمية لديهم ذكريات أسوأ، ووظائف أدبية وتنفيذية أقل، ومستويات عالية من البروتينات في الدم، وعلامات إصابة في الدماغ.
أضرار جسيمة..
كما خلصت الدراسة أيضًا إلى أن قاذفة صواريخ (كارل غوستاف) تجاوزت أغلب إطلاقاتها حدود الأمان الموصى بها، فيما تُشير البحوث إلى أن القوات تبدو وكأنها تتعافى بعد بضعة أيام أو أسابيع من إطلاقها للصواريخ، تمامًا كما يتعافى الناس من الارتجاجات.
غير أن هناك قلقًا متزايدًا من أن التعرض المتكرر قد يؤدي إلى تلف دائم في خلايا الدماغ؛ وإلى عواقب خطيرة طويلة الأجل على الصحة العقلية، حيث خلصت دراسة أجرتها “القوات البحرية”؛ في عام 2021، إلى أن أولئك الذين يعملون في المجالات الوظيفية التي يتعرضون فيها أكثر من غيرهم لموجات الانفجارات يتعرضون لخطر متزايد يتمثل في الإصابة باضطرابات القلق، والاكتئاب، والصداع النصفي، ومشاكل استعمال المواد المخدرة، والخرف، والاضطرابات النفسية بما في ذلك الفصام.
نسب أصابات تصل إلى 75% بين العسكريين الأميركيين..
وصرحت “قيادة العمليات الخاصة”؛ لصحيفة (التايمز)، أن برنامجها لقياس مدى انفجار الصواريخ كان في مراحله النهائية مع نهاية عام 2019، مؤكدة بأنها اتخذت خطوات للحد من تعرض المدرِّبين ومساعدي المدرِّبين والمطلقين للانفجار لموجات الانفجارات، وأصبحت تطلب منهم أن يقفوا على بُعد مسافة من مطلقي الصواريخ.
ويعتقد “دايفيد بوركفيلد”، وهو أستاذ في الهندسة في معهد “روتشستر” للتكنولوجيا، أن (البنتاغون) لم تتخذ أي إجراء يُذكر لمعالجة هذه المسألة، ففي عام 2010، وبناءً على طلب الجيش، قام “ديفيد بوركفيلد” وفريق من وكالة مشاريع بحوث الدفاع المتقدمة بتطوير مقياس صغير قابل لقياس التعرض للانفجار. ومع ذلك، وجد الباحثون أن: (75) في المئة من تعرض القوات كان يأتي من أسلحتهم الخاصة.
وقام الجيش بعزل برنامج قياس الانفجار في عام 2016، بحجة أنه لم يُقدم بيانات متسّقة وموثوقة، ويعتقد أن مجرد إصدار معايير محددة لاستخدام قاذفات الصواريخ قد يُقلل من تعرض الجنود لإصابات الدماغ بدرجة كبيرة، ولكن (البنتاغون) لا تزال تدرس كيفية القيام بذلك.